تصاعدت اسعار اللاعبين بطريقة مبالغ فيها خلال السنوات الاخيرة فى بورصة كرة القدم وتحديدا منذ اعلان الوسط الكروى الدخول فيما يسمى الاحتراف دون ان تحدد المنظومة الكروية بدءا من اتحاد الكرة مرورا بالاندية ووصولا لوزارة الشباب والرياضة ضوابط او معايير لمنظومة الاحتراف وبالتالى اصبحت الاندية الكبيرة «ألعوبة» فى يد اللاعبين يطلبون ما يشاءون من ارقام ومبالغ مالية استفزت الوسط الكروى فى ظل الحالة الاقتصادية التى يعيشها الوطن من ناحية والمردود المادى للاندية والجماهير بما يقدمه هؤلاء اللاعبون من مستوى فنى وادبى نظير تلك الاموال. وبدى الامر وكانه صراع محموم بين القطبين الكبيرين الاهلى والزمالك للحصول على اكبر عدد من اللاعبين المميزين لتدعيم الصفوف املا فى تحقيق بطولة محلية او قارية , حول تلك المغالاة كان هذا التحقيق . غياب الإدارة فى البداية يقول عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة الاسبق ان غياب الادارة المحترفة تسبب فى وجود تلك الظواهر السلبية وكثيرا ما نتحدث عن اقتصاديات كرة القدم فيجب ان نعلم ان هناك اليات فى سوق وبورصة المنظومة الكروية وكذلك مجتمعنا الاعلامى والاعلانى غير مكتملة النضج وبالتالى تظهر السلبيات مثل المغالاة فى اسعار اللاعبين التى شاهدناها خلال الفترة الاخيرة مقارنة بمستواهم الفنى وما يقدمونه من اداء داخل الملعب. ويضيف رئيس اتحاد الكرة السابق ان هناك اسبابا كثيرة لهذه المغالاة منها القصور الواضح لادارة اللعبة باحترافية لاننا امام منظومة احترافية يديرها بعض الهواة وامام منطق الهواة نجد امورا معنوية تطغى على الامور الاحترافية وبالتالى تحدث ثغرات فى المنظومة الادارية تؤدى الى الوقوع فى خطأ انتقال لاعب او آخر بسبب وجود فجوة فى تطبيق اللوائح غير واضحة . ويؤكد عبد المنعم ان الحل يكمن فى وجود اتحاد من الاندية المحترفة ينطبق عليها شروط الاحتراف حتى لا نجد انفسنا نتحدث عن مشكلة فى قيد لاعب من ناد الى اخر بسبب خطأ فى القيد او الانتقال يأخذ حيز من الكلام اكثر مما يستحق بينما نترك الموضوعات التى لاتزال تحتاج الى ضوابط ومعايير مثل البث الفضائى والملاعب والاعلانات دون حلول واضحة ولابد من اعادة هيكلة للاندية. ضوابط ومعايير فيما يؤكد حلمى طولان المدير الفنى السابق للزمالك ان العالم اجمع يسير على مسطرة يتحدد على اساسها تقييم اللاعبين المحترفين لذلك لا نرى او نسمع عن وجود اى مشكلة تتعلق بانتقال لاعب من ناد الى اخر لسبب بسيط لان الادارة فى الاوساط الكروية الاخرى يحكمها ضوابط ومعايير وفقا لادارة واندية محترفة فنجد ان الاندية تربح نظير شرائها لاعبا او اكثر من خلال الاعلانات او بيع فانلة النادى الى غيرها من الامور التى تكون محل التعاقد وبالتالى لا توجد مفاجآت تشغل الوسط الكروى بلا فائدة مثلما حدث فى مصر خلال الفترة الاخيرة. وارى ان الحل فى الاستعانة بتجربة اوروبية ناجحة تعمل فى مصر لمدة عامين على الاقل تنظم شئون اللعبة باحترافية ثم يسلموا الراية لادارة محلية تكون قد تعلمت تطبيق الاحتراف واللوائح . الصراع بين القطبين . من جانبه يرى شوقى غريب المدير الفنى السابق للمنتخب الوطنى والحالى للانتاج الحربى ان الصراع الحالى لشراء اللاعبين بين الاهلى والزمالك فقط ولا تستطيع الاندية الاخرى مجرد الدخول فى الصفقات بسبب عدم قدرتها المالية وتجربة الاسماعيلى الاخيرة خير مثال فى صفقة شيكابالا حيث تقدم بمائة وخمسين الف دولار على الرغم ان الاسماعيلى من اكبر الاندية وينافس على البطولة وهو ما يؤكد ان التنافس فى شراء اللاعبين بين القطبين فقط لان كليهما نادى بطولات والجمهور يطالبهما دائما بتحقيق بطولة سواء دورى محلى او افريقى . ويضيف شوقى غريب ان قيمة انتقالات اللاعبين للانتاج الحربى الموسم الحالى لعشرين لاعبا هى 300 الف جنيه وبالتالى لا يمكن ان تقارن اندية الوسط باندية القمة فى عملية شراء اللاعبين التى وصلت الى درجة مبالغ فيها.