في 2014 أعلنت موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، أن الغطاس المصري أحمد جبر تمكن من كسر الرقم القياسي والعالمي في الغطس «السكوبا»، حيث وصل إلى عمق 332,35 مترًا متخطياً رقم الجنوب إفريقي، نونو جوميز، الغطاس الذي تربع على عرش الغوص برقم عالمي بلغ 318.25 مترا واحتفظ باللقب من 2005 وحتي 2013. أحمد جبر سجل أيضا رقما قياسيا أخر في 2015 حيث قام هو و614 غواصا أخرين بأكبر عملية لتنظيف قاع البحر, وكانت أبو ظبي قد سجلت الرقم القياسي السابق لأكبر عملية غوص بعدد مشاركين بلغ 300 مشارك. البطل المصري.. ابن المؤْسسة العسكرية.. والبالغ من العمر 42 عاما, مازال في جعبته الكثير. الذى يكشف عن بعضه فى هذا الحوار. ............................................................. كيف كان الاستعداد والتأهيل للقيام بأعمق غطسة من أجل كسر الرقم العالمي؟ التحضير والتأهيل لهذا الأمر استغرق أكثر من 4 سنوات وله شق بدني وشق نفسي. وباعتبارى أحد أبناء المؤْسسة العسكرية فاللياقة البدنية موجودة بالفعل فالتمارين اليومية تتم بمعدل من ساعة الي ساعة ونصف يوميا ولكن قبل الغطس بسبعة شهور علي الأقل الأمر يحتاج الي تقليل الجزء البدني وتكثيف الجزء النفسي, وهو عبارة عن تمرينات يوجا وتدريبات تنفس. فالأمر يحتاج إلي تصور وتخيل وتوقع, مما يستلزم كما ذكرت تهيئة نفسية عالية. الأمر بكل تأكيد ليس سهلا ولكنه كان مدروسا بدقة شديدة, فالأكل كان كل ساعة ونصف وكان عبارة عن أكل أطفال بالإضافة الي لتر ماء. كما إن التنفس استلزم الاعتماد علي غازات خاصة مثل الأكسجين ونيتروجين والهليوم الذي يسبب تشنجات مصاحبة, ولذا كانت رحلة الصعود أطول, حتي تهيئ الجسم للتخلص من تلك الغازات بشكل تدريجي. عملية النزول كنت فيها بمفردي تماما, أما بالنسبة للمساعدين المرافقين فأول من قابلته في رحلة الصعود كان علي عمق 110 أمتار, وكل 6 أمتار كان مساعد آخر يتسلم المهمة. كنت اخطط للنزول الي عمق 350 مترا ولكن قررت التوقف عند 335 مترا لزيادة التشنجات التي تسبب فيها الهليوم كما ذكرت من قبل. ففي تلك اللحظة, سنتيمتر واحد زيادة قد يودي بحياتي. جدير بالذكر ان الغازات المستخدمة تختلف أيضا من إنسان لآخر. وما هي الاستعدادات سواء الطبية أو التقنية التي كان يجب توافرها أيضا؟ لا يوجد وحدة قياس للأعماق الكبيرة, فحتي الكمبيوترات يمكنها ان تقوم بالقياس حتي 298 مترا فقط لا غير. وكبديل لذلك وكحل مصري بحت ووفقا لدراستنا للأمر جيدا, أحضرنا حبلا من فرنسا ولجأنا للدكتور أمين ونس, عميد كلية الهندسة في الأكاديمية البحرية للنقل البحري ثم ذهبنا الي المعهد القومي للقياس والمعايرة بجامعة القاهرة, حيث تم حساب طول الحبل ودرجة حرارة المياه وحسابات التيار في وحدة القياس وصدر منهم تقرير معتمد, ليتحول الحبل الي وحدة قياس معتمدة. ومندوب موسوعة جينيس للارقام القياسية كان لديه بنفسه العلامات ومعه اثنان شهود خبراء للإمضاء علي العلامات. وقد وصلت الي علامة ال 335 مترا ولكن تم خصم 2 متر و60 سم لوجود زاوية ميل بسيطة. وبالنسبة للاستعدادات الاخري, تم اختيار توقيت معين لحسابات المد والجزر ويوم قمري معين لإتمام الغطسة, وكان يوجد 20 مساعدا تحت الماء و30 اخر علي السطح, منهم خبير امن غطس (امن وسلامة), وخبير غطس تجاري (للقطع واللحام) وخبير تسلق جبال واطباء متخصصين في طب الأعماق. أنت الثالث علي مستوي العالم في تحقيق أعمق غطسة...أليس كذلك؟ بالفعل, سبقني في ذلك الأنجليزي «جون بينيت» سنة 2000 والذي وصل الي 305 أمتار. ثم كان «نونو جوميز» الجنوب افريقي والذي وصل الي عمق 318,25متر. وانا كنت الثالث وحققت الغطسة الأعمق وهي 332,35مترا. في يونيو 2015, حققت رقما اخر في موسوعة الأرقام القياسية «جينيس ريكورد» بأكبرعملية غوص لتطهير قاع البحر, شارك فيها 614 غواصا...حدثنا عن هذا الانجاز؟ يعود الرقم القياسي السابق لأبوظبي في 2014 ، وكان عدد المشاركين في الحملة آنذاك نحو 300 غواص. وقد تم التخطيط مسبقاً لإنجاز الحملة، وكانت المهمة تقتضي جمع 400 من الغواصين على الأقل، للمشاركة في حملة تنظيف قاع البحر وتسجيل رقم قياسي عالمي جديد في هذا المجال، ولحسن الحظ, شارك614 غواصا من مصر ودول أخرى، وعلى رأسهم وزير السياحة المصري خالد رامي، في حملة لتنظيف قاع البحر الأحمر. مما اُعتبر رقماً قياسياً جديداً في الغوص الجماعي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية. جدير بالذكر انه حتي يصبح الرقم القياسي رسميا يتعين على كل مشارك ان يكون حاملا لشهادة غوص وان يأتي بقطعة من المخلفات من قاع البحر. فمصر تضم أكثر من 30 محمية طبيعية.والعديد من مناطق الغوص من بين وجهات الغوص الرئيسية في العالم, وكان من بين أهداف هذا الحدث القيام بالترويج لسياحة الغوص في مصر ولحماية البيئة. هل يتم التحضير لبعض الاعمال الأستكشافية ؟ بالفعل يتم التحضير حاليا لبعض الأعمال الأستكشافية بمنطقة ابو جالوم ورأس محمد ومنطقة الكنيسة وكذلك في البحر المتوسط بالقرب من جزيرة نيلسون لتنشيط السياحة ونشر الوعي البيئي. لماذا لم يتم حتي الأن الأستفادة من السفن الغارقة في سياحة الغوص رغم القدرات اللامتناهية في الأستفادة من ذلك سياحيا ؟ السفن الغارقة تعتبر أحد أهم مقومات التسويق لسياحة الغوص، فهي تحظى باهتمام بالغ من السياح، حيث تزيد عدد رحلات الغوص على مليون غوصة على تلك السفن والمراكب الغارقة ورغم تلك الأهمية الاقتصادية فإنها تعاني تجاهلا تاما واستهتارا من قبل الجهات الحكومية. وعيل سبيل المثال فأن الإسكندرية هي المدينة الأولى للآثار الغارقة على ساحل البحر المتوسط، سواء كانت معابد أو تماثيل أو سفنا تنتمي لعصور مختلفة، وأبرز هذه السفن، ما عثر عليه في ثمانينيات القرن الماضي، من سفن الحملة الفرنسية التي ترقد في خليج أبو قير . ومن ناحية اخري, فأن من اشهر المراكب الغارقة الموجودة, بالقرب من شرم الشيخ في منطقة «شعب محمود», حيث يوجد مركب انجليزي غرق في 6 اكتوبر 1941 وتحولت بالفعل الي مزار سياحي. ولكن مازال غير مفهوما تخبط الأختصاصات. فالمركب تتبع هيئة مواني البحر الأحمر فنحن في حاجة الي قرار سيادي لتكون تلك المراكب تابعة لوزارة السياحة حتي يتم استصدار قوانين تليق بهذة المنظومة وليتم الأستفادة من تلك الأثار الغارقة جيدا في تنشيط سياحة الغوص. وما هو الجديد الذي انت بصددة الأن؟ الحقيقة هناك اجتماعات مكثفة مع اصدقائي وشركائي لتحقيق حلمى بانشاء اكاديمية متكاملة للغوص والأنقاذ للاستفادة اكثر من الغوص السياحي والترفيهي. فمصر هي الدولة الثالثة علي مستوي العالم وتتميز بأماكن مثالية للغطس, وعدد المهتمين بتلك الرياضة وصل الي حوالي 34 مليون علي مستوي العالم. وبالتالي يجب الأستفادة جيدا من هذه الكتلة طالما الأمكانيات لدينا متاحة. كما ان الاكاديمية قد تفتح المجال لكورسات الغطس لابنائنا وشبابنا. العائق المادي يعتبر اول شيء يمكن ان نصطدم به بالأضافة الي تضارب الأختصاصات ولكن في النهاية نأمل ان نصل الي شكل عام يفيد مصرنا الحبيبة. ما هى أحلامك لرياضة الغطس ؟ احلم بانشاء اكاديمية متكاملة للغوص والانقاذ.