ما زالت حالة الفوضى والارتباك تسيطر على أوروبا فى مواجهة موجة المهاجرين غير المسبوقة، فقد أعلنت هيئة السكك الحديدية فى المجر صباح أمس إغلاق محطة القطارات الرئيسية فى العاصمة بودابست وأمرت كل الموجودين فيها بمغادرتها بينما كان مئات المهاجرين يحاولون الصعود إلى القطارات المتوجهة إلى ألمانيا والنمسا للانضمام إلى مئات آخرين سبقوهم أمس الأول إلى كل من هذين البلدين. وتم إخلاء المحطة بهدوء وتعليق كل الرحلات قبل أن يتجمع مهاجرون أمام المحطة فى تظاهرة هتفوا خلالها "ألمانيا ألمانيا" و"نريد الرحيل"و"ميركل"، فى إشارة إلى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.وبدأ المهاجرون يصرخون بينما بدأ مئات من رجال الشرطة بينهم أفراد فى شرطة مكافحة الشغب يوجهونهم إلى مخارج المحطة، لكنهم لم يبدوا أى مقاومة ولم يقع أى صدام. وعقب تلك الأحداث بنحو ساعة ، أعلنت وكالة الأنباء المجرية أن البلاد أعادت فتح محطة السكك الحديدية الشرقية فى العاصمة بودابست إلا أنها لم تسمح للمهاجرين بالدخول. وفى سياق متصل، كشفت الهيئة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس" عن وجود عصابة لتزوير جوازات السفر السورية فى تركيا لتسهيل دخول المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي. وقال فابريس ليجيرى مدير الهيئة لإذاعة "أوروبا 1" أن "من يستخدمون جوازات سفر سورية هم فى الأغلب يتحدثون العربية ولكنهم قد يكونون من شمال أفريقيا ومن دول أخرى فى الشرق الأوسط، وهم غالبا مهاجرون لأسباب اقتصادية". وفى فيينا، أعلنت الشرطة النمساوية أن 3650 مهاجرا غادروا بودابست بالقطار ووصلوا إلى فيينا، موضحة أنه رقم قياسى ليوم واحد هذه السنة. وفى غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس خلال زيارة إلى مدينة كاليه شمال فرنسا ، عن إنشاء "مخيم إنساني" للمهاجرين الذين يحتشدون بالآلاف وفى ظروف سيئة فى هذا المرفأ على أمل التوجه إلى بريطانيا.وأوضح فالس أن المشروع الذى تمت الموافقة عليه رسميا سيبدأ مطلع 2016، مشيرا إلى أن المفوضية الأوروبية ستمنح باريس مساعدة قدرها خمسة ملايين يورو لتمويل هذا المخيم المصمم ليتسع ل 1500 شخص. جاء ذلك فى الوقت الذى تظاهر فيه نحو 20 ألف شخص فى فيينا أمس تضامنا مع اللاجئين وتنديدا بالمعاملة السيئة التى يتعرضون لها، وذلك بعيد أيام من اكتشاف شاحنة بداخلها 71 جثة لمهاجرين غير شرعيين متروكة على طريق سريع فى شرق البلاد قرب الحدود مع المجر. من جهته، طالب فولف جانج براند شتاتر وزير العدل النمساوى بإلزام موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" بإزالة التعليقات التى تحث على الكراهية ضد الأجانب. ومن جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الأسبانى ماريانو راخوى خلال مؤتمر صحفى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى برلين، أن أزمة الهجرة الحالية تشكل أكبر تحد لأوروبا على مدى سنوات مقبلة فيما تواجه القارة تدفقا متزايدا للاجئين. وفى سياق متصل، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس أن أكثر من 350 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ يناير الماضى مقارنة ب 219 ألفا خلال عام 2014 ، فيما لقى 2643 شخصا حتفهم فى البحر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا هذا العام. وفى برلين، قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إن ألمانيا لم تعلق العمل بلائحة دبلن للاتحاد الأوروبى التى تلزم المهاجرين بالتقدم بطلب لجوء لأول دولة يصلون إليها. ومن جانبها، أعلنت أندريا ناليس وزيرة العمل والشئون الاجتماعية الألمانية أن هناك حاجة إلى مخصصات مالية إضافية للاجئين لتغطية نفقاتهم الاجتماعية وإدماجهم فى سوق العمل العام المقبل بنسبة تتراوح بين 1٫8 و3٫3 مليار يورو.