يبدو أن إيران تستمتع كثيرا باستفزازها الدائم للعرب, وخصوصا أهل السنة منهم , بدليل ما تفعله الآن من عرض فيلم " محمد رسول الله " , حيث وفي خطوة جديدة وغير مسبوقة من قبل علي الإطلاق , سيظهر الرسول صلي الله عليه وسلم ولأول مرة علي الشاشات . الغريب أن إيران والمفروض أنها دولة مسلمة هي التي تفعل ذلك ! بينما الغرب الذين قد اعتادوا منذ زمن طويل علي ظهور السيد المسيح في كثير من الأفلام , لكنهم لم يجرؤا ولا حتى هوليوود نفسها , علي تقديم خطوة تجسيد أو ظهور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في الأفلام خشية من استفزاز مشاعر المسلمين في سائر أنحاء العالم ! وهذا يجعلنا نشك أن هناك نية مبيتة من الجانب الإيراني علي خلق هذا الشعور الاستفزازي لنا , خاصة وان الفيلم تعثر كثيرا في تنفيذه لأكثر من سبع سنوات , وبلغت تكلفته أكثر من 40 مليون دولار , فما الذي يجبرها علي تحمل كل ذلك ؟ وهي في الأساس بلد غالبيته شيعي , وكلنا نعلم موقف بعضهم من الصحابة الذي يصل في أحيانا كثيرة , إلي حد سب هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم جميعا . طبعا الحكومة الإيرانية التي أنتجت الفيلم ومعها مخرجه " مجيد المجيدي " يرفضون كل هذه الاتهامات الموجهة لهم , بل ويدافعون عنه بأنهم أرادوا من خلاله توضيح الصورة الحقيقية للإسلام بعد أن شوهها المتطرفون والإرهابيون علي حد قولهم أو زعمهم ! قد يكون هناك بعض الآراء التي تري أنه ليس من حق أحد مهاجمة عمل فني أو فيلم دون مشاهدته , وهذا حقيقي وعن نفسي فأنني ممن ينتمون لذلك المبدأ تماما , ولكننا هنا ليس بصدد تقييم الفيلم , وإنما كان رفضنا في الأصل لمجرد فكرة وجود تجسيد للأنبياء علي الشاشة ., وبالأخص سيد الخلق أجمعين ! أولا من الناحية العاطفية البحتة فأننا كمسلمين سنيين لانقبل من أي فنان مهما كان هو , أن يجسد لنا شخص نبينا الكريم والحبيب , وهذا موقف قاطع لا مجال للمناقشة فيه ! ثانيا ومن الناحية الدينية فطبقا لأكبر مؤسسة أسلامية في العالم " الأزهر الشريف " الذي رفض بل وأفتي من قبل مرارا وتكرارا بتحريم ظهور الأنبياء أو الصحابة في أي أعمال فنية عموما , وفي هذا الفيلم خصوصا فأنه قد سبق وقام برفضه منذ 2012. ويبقي السؤال وماذا عسانا أن نفعل , والفيلم يوجد حاليا في جميع سينمات إيران , كما أنه يعرض في نفس الوقت أيضا في مهرجان مونتريال الدولي ! بالإضافة إلي أنه سيعرض حتما في الخارج عما قريب ! والإجابة طبعا هي أنه ليس لدينا بالفعل شيء حيال منع ذلك , فهو شأن خاص بهم , وأن كنا نستطيع أن منع عرضه في سينماتنا هنا فمن سيملك منعه بعد ذلك في الفضائيات ؟ مثلما حدث من قبل مع المسلسل الإيراني أيضا يوسف الصديق ! عموما فقد تكون إيران نجحت في تنفيذ مخططها , ولكنها بالتأكيد لن تنجح في الحد من مدي كراهيتنا لها , وستفشل أكثر فيما تطمع فيه من المد الشيعي بيننا , لأننا خلقنا بالفطرة وبرغم أنف الإيرانيين , علي حبنا لرسولنا الكريم وأهله وأصحابه أجمعين. لمزيد من مقالات علا السعدنى