مع تولي جويس هيلدا باندا (61 عاما) منصب الرئاسة في مالاوي في السابع من ابريل الجاري . وعقب وفاة الرئيس السابق لمالاوي بينجو وا موثاريكا المفاجئة بأزمة قلبية, اصبحت جويس باندا ثاني إمرأة تتولي المقعد الرئاسي في افريقيا بعد ان سبقتها الي المكانة الرفيعة ذاتها الين جونسون سيرليف' المرأه الحديدية' في ليبيريا عام2005 وأقوي امراه في افريقيا عام2011 حسب تصنيف مجلة فوربس الامريكية. ويبدو ان التجربة الافريقية في الديمقراطية و الحكم الرشيد قطعا شوطا معتبرا للدرجة التي سمحت بتولي ثاني امراه للرئاسة علي مستوي القارة السمراء خلال سبع سنوات فقط. تولت باندا رئاسة مالاوي وفقا للدستور حتي موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة عام2014, بعد ان شغلت عدة مناصب سياسية و حكومية رفيعة المستوي حيث تم تعيينها نائبة للرئيس موثاريكا منذ مايو2009 وحتي تسلمها للرئاسة, و عملت كوزيرة للخارجية في بلادها بين عامي2006-2009. عملت جويس باندا كوزيرة للنوع ورعاية الطفل والخدمات الاجتماعية بين عامي2004-2006 بالاضافة الي عضويتها بالبرلمان, وخلال تلك الفترة ناضلت لتشريع قانون العنف والذي لم ينجح احد في تشريعه لمدة سبع سنوات قبل توليها منصبها, كما صممت البرنامج الوطني للعمل من أجل الأيتام, اضافة الي حملتها لعدم التسامح في مواجهة إساءة معاملة الأطفال. واختيرت باندا سيدة العام في بلادها مرتين متتاليتين عامي1997-.1998 وقد ساءت العلاقة بين الرئيس الراحل بينجووا موثاريكا ونائبته باندا العام الماضي بسبب اعتراضها علي تنصيب الرئيس لشقيقه بيتر موثاريكا لرئاسة حزب التقدم الديمقراطي الحاكم تمهيدا لرئاسة البلاد في الانتخابات القادمة, فقام موثاريكا بفصل نائبيه جويس باندا والنائب الاخر خومبو كاشالي من الحزب الحاكم واستمرت باندا في ممارسة وظيفتها كنائبة للرئيس وفقا للدستور وبعد طردها من حزب التقدم الديمقراطي اسست باندا حزب الشعب العام الماضي استعداد للانتخابات الرئاسية عام2014. اسست الرئيسة المالاوية مؤسسة جويس باندا لتعليم افضل للاطفال والتي تتكون من مجمع للمدارس الابتدائية والثانوية, و6 مراكز لرعاية الاطفال والايتام, واربعة من العيادات الطبية, كما تتولي المؤسسة تقديم القروض متناهية الصغر للنساء والمجموعات الشبابية, بالاضافة الي توزيع البزور علي اكثر من10 الاف مزارع. كما انشأت باندا العديد من المؤسسات و المشروعات الانمائية لمساعدة النساء مثل شبكة القيادات النسائية الشابة, الرابطة الوطنية لسيدات الاعمال والتي انشئت عام1990 وتضم حاليا30 الف سيدة. وكما تولت سيرليف رئاسة ليبيريا دون مشاكل كبري بعد ان فازت بجولة الاعادة علي لاعب الكرة الاسطوري جورج ويا عام2005 واعادة انتخابها بسهولة لفترة اخري العام الماضي, تولت جويس باندا الرئاسة دون مشاكل حتي الان, وادت اليمين الدستورية لترأس البلاد بعد تأييد20 من اعضاء حزب التقدم الديمقراطي الحاكم علي الرغم من فصلها من الحزب عام2010 و الذي كان يتزعمه موثاريكا, بالاضافة الي عن دعم العديد من كبار السياسيين و رجال الجيش لها كما دعت المعارضة الي التسريع باداء باندا للقسم الرئاسي و ترحيب المواطنون بها لاعتبارهم الرئيس السابق موثاريكا مستبدا و حملوه مسئولية التدهور الاقتصادي في البلاد. وظهرت الرئيسة الجديدة في مؤتمر صحفي لتبدد المخاوف من وقوع نزاع علي السلطة, واعلنت الحداد عشرة ايام علي الرئيس الراحل موثاريكا, و ناشدت جميع ابناء ملاوي التزام الهدوء والحفاظ علي السلم خلال هذه الفترة المفجعة, وطلبت من الجميع ان يمضوا قدما نحو المستقبل بالأمل وروح الوحدة. المزيد من مقالات أيمن عبدالعزيز