مالاوى - أحد أفقر الدول الإفريقية - تجربة سياسية هى الأولى من نوعها بعد تولى السيدة جويس هيلدا باندا -61 عاماً- منصب رئيسة الجمهورية، لتكون بذلك أول سيدة فى هذه الدولة تصل إلى هذا المنصب، والثانية فى أفريقيا بعد رئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف. وجاء تولى باندا نائبة الرئيس لمنصبها وفقاً للدستور المالاوى بعد وفاة الرئيس السابق بينجو وا موثاريكا - 78 عاما- بأزمة قلبية، حيث ينص الدستور على تولى النائب السلطة فى حال موت الرئيس، وقد سبب تولى باندا لمنصب الرئاسة صدمة لأنصار الرئيس السابق من داخل البرلمان ومن الدائرة المقربة فى الرئاسة، والذين كانوا يرغبون فى تحقيق المحاولة التى فشل فيها الرئيس الراحل بتعيين أخيه «بيتر موثاريكا» وزير الخارجية كخليفة له، بحجة أن باندا انتقلت للمعارضة فى 2010 – لرفضها محاولات الرئيس السابق نقل السلطة إلى شقيقه - وبالتالى لا يجوز لها تولى هذا المنصب، إلا أن الجيش المالاوى وبعض أعضاء البرلمان من داخل «الحزب الديموقراطى التقدمى» الحاكم ساندوا باندا لنقل السلطة إليها بشكل سلمى وفقاً للدستور، وكمحاولة لطمأنة المجتمع الدولى على سلمية انتقال السلطة وفقاً للدستور. وتواجه رئيسة مالاوى مهام كثيرة كما تؤكد صحيفة «نياسا تايمز» المالاوية، فمالاوى تواجه أزمة اقتصادية طاحنة منذ العام الماضى، وذلك بعد أن ألغت كل من بريطانيا والدول المتبرعة مساعداتها لمالاوى، بعد فشلها فى النهوض بحقوق الإنسان، وإساءة استخدام المساعدات لتحسين الاقتصاد متهمين إياها بالفساد. وتضيف الصحيفة أنه على باندا العمل على تحسين علاقتها ببريطانيا والدول المتبرعة للحصول على الدعم الخارجى للنهوض بالاقتصاد، وذلك من خلال القضاء على الفساد، وإلغاء القوانين سيئة السمعة التى تم تطبيقها فى عهد الرئيس السابق. يذكر أن جويس باندا مؤسسة «حزب الشعب» من مواليد عام 1950 ، حاصلة على درجة البكالوريوس فى تعليم الأطفال من جامعة كولومبوس، ودبلوم فى الإدارة من إيطاليا، متزوجة من ريتشارد باندا، وهو قاض متقاعد كان أول رئيس أسود للمحكمة العليا فى البلاد، ونشطت كإحدى الدعاة للمساواة بين الرجال والنساء فى تسعينيات القرن الماضى، لتطلق بعد ذلك برنامجها لتحرير المرأة من خلال تعليم الفتيات، ودخلت باندا الحياة السياسية عام 1999، بعد ترشحها لمجلس النواب، ثم اعتلت منصب وزير الخارجية، كما كانت حليفة الرئيس بينجو وا موثاريكا فى انتخابات عام 2009، وتضمنها فريقه الانتخابى كنائب رئيس دولة قبل طردها من الحزب الحاكم.