المتوقع أن تشهد الأيام العشرة المقبلة في فرنسا وحتي موعد إنتخابات الرئاسة التي سوف تجري يوم 22 أبريل,تصعيدا في الحملة العدائية الموجهة ضد المسلمين, جريمة تولوز التي ارتكبها الشاب الجزائري الأصل محمد مراح. وراح ضحيتها جنديان فرنسيان وثلاثة أطفال يهود ووالدهم, كانت فرصة مواتية للحزبين اليمينين المنافسين: التجمع من أجل الجمهورية الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبين, لتصعيد حملاتها ضد المسلمين داخل فرنسا وخارجها خمسة ملايين مسلم فرنسي يعيشون الآن حالة من القلق والخوف بسبب حملة العداء العنصرية ضد المسلمين التي تذاع في وسائل الاعلام يوميا منذ ان ارتكب الشاب الجزائري جريمته في منتصف الشهر الماضي وبالرغم من أن اتحاد مسلمي فرنسا وأئمة المساجد في باريس اعلنوا ادانتهم للجريمة, فإن الاعلام اليميني لايزال يواصل إرهابه المنظم ضد المسلمين, وقد تساءلت مارين لوبين خلال حملتها الانتخابية أمام عشرات الآلاف من الناخبين: كم محمد مراح لدينا في فرنسا؟ لم تذكر الصحافة الفرنسية أن جريمة مراح لاعلاقة لها بالاسلام, لكنها ربطت في حملتها العنصرية بين الجريمة وبين فوز الاسلاميين في دول الربيع العربي في الانتخابات التشريعية وسعيهم للحكم في مصر وتونس واليمن وليبيا, وتساءلت في خبث: ماهو مستقبل علاقات العرب تحت الحكم الاسلامي مع الغرب؟ ويبدو ان الاحزاب ذات المرجعية الدينية في دول الربيع العربي والتي لم يكن لها دور في تلك الثورات بسلوكياتها ورفضها الرأي الآخر ومشاركة من يختلفون معهم في الفكر والعقيدة في الحكم, اعطت الضوء الاخضر لهذا الاعلام المتطرف لتصعيد حملاته ضدنا.. المؤسف أن الاحزاب الاسلامية في دول الربيع العربي لاتفهم ان تعنتها وإصرارها علي الانفراد بالحكم والسيطرة علي كل مؤسسات الدولة لايضر فقط بالامن والاستقرار في الداخل, بل يسيء كثيرا الي سمعتنا في الخارج ويبعث برسالة الي العالم تقول اننا نسير في طريق ديكتاتورية حكم الحزب الواحد الذي قامت الثورات العربية لتغييره واستبداله بحكم كل الشرائح والتيارات القائمة في المجتمع. المزيد من أعمدة مصطفي سامي