حشد الصديق الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة عددا كبيرا من المثقفين وذهبوا لحماية قصر ثقافة الإسماعيلية بعد ان قرر المسئولون إستخدام القصر لمحاكمة المتهمين في مذبحة بورسعيد.. هذا الموقف يعكس بوضوح احوال الثقافة في مصر حين فرط النظام السابق في أهم وأخطر مقومات العقل المصري الذي تحول في سنوات التجريف الفكري إليأطلال ثقافية اصبحت مأوي ومصدر لعشوائيات الفكر والسلوك.. مصر قلعة الثقافة العربية وزادها الحقيقي تتحول إلي كيان هش اخترقته كل تيارات التخلف ولم يكن غريبا ان يتساءل العالم اين ثقافة مصر..في ظل ثقافة المهرجانات والاحتفالات ونهب المال العام تسطح العقل المصري اصبح يمثل أزمة حقيقية في مكونات هذا الشعب ولهذا لم يكن غريبا ان يفكر المسئولون في استخدام قصر ثقافة الإسماعيلية لمحاكمة المتهمين في مجزرة بورسعيد وربما فكروا في تحويله إلي سوبر ماركت أو مطعم وجبات سريعة. لم يكن غريبا ان يقوم المسئولون بنزع الكراسي وتشوين الكتب.. وتخزين اللوحات وإبعاد المترددين علي القصر من هواة الثقافة ليدخل المتهمون إلي ساحته رغم ان في الإسماعيلية عشرات المنشآت التي يمكن ان تقوم بهذه المهمة.. ولكن في ظل تراث ثقافي هابط وواقع ثقافي متخلف كان من السهل ان يحدث ذلك..لا أدري لماذا لم تفتح الجهات المسئولة حتي الآن ملفات المال السايب في القطاعات الثقافية ولماذا أغلقت هذه الملفات الخطيرة التي أدانت عشرات الأشخاص الذين استباحوا مال وتراث هذا الشعب سنوات طويلة اين قضية القراءة للجميع وفيها أرقام مذهلة عن تجاوزات مالية وعمليات نهب تجاوزت مليار ونصف المليار جنيه خلال عشر سنوات ولماذا تم حفظ هذه القضية.. اين مشروعات صندوق التنمية الثقافية وميزانيته الرهيبة واين صندوق الآثار وامواله الضائعة وعمليات الترميم وإنشاء المتاحف وكلها مشروعات حدثت فيها عمليات نهب منظم..شكرا للشاعر سعد عبد الرحمن ومازلت أطالب بفتح ملفات نهب المال العام في الهيئات الثقافية ابتداء بالأشخاص وإنتهاء بالمشروعات الوهمية.. وقبل هذا كله يجب ان يحاسب المسئولون عن تجريف عقل مصر خلال ثلاثين عاما من الخراب الفكري والثقافي. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة