فى حياتك اليومية تمر بعشرات المواقف والسلوكيات البشرية التى تعكس حجم الفساد والتدنى فى الأخلاقيات الذى عصف بالروح المصرية, ونحن متفقون ولا نتوارى فى جلساتنا العائلية أو مع الأصدقاء عن الاعتراف بأننا تغيرنا إلى الأسوأ,والكثير منا يؤرخ لانفجار «ماسورة» هذا التشوه الأخلاقى الرهيب مع انطلاق ثورة يناير وما تلاها من فوضى وانفلات لكل المعايير والضوابط التى تحكم المجتمعات المستقرة. الجديد الآن وما يعكس توغلنا فى هذا التدنى الأخلاقى حتى يكاد يكون النجاح الوحيد الذى نحققه دون مجهود يذكر هو تفجر مشاهد إنسانية بشكل شبه يومى على المسرح المجتمعى الكبير بما يكفل مشاركة أكبر قدر ممكن من البشر بتعليقاتهم وآرائهم على مواقع التواصل الاجتماعى وتكاد تلتقط منها عددا محدودا من الأفراد لم يمسسهم بعد هذا التشوه الأخلاقى! حدثان سيطرا على عقول المصريين خلال الأيام الماضية أفصحا عن حقيقتين لا تقبلان التأويل أو المكابرة , الأولي: أننا نغرق حتى الثمالة فى الفساد والمحسوبية ولا يفيد معنا ثورات ولا زوال أنظمة وسنظل هكذا حتى قيام الساعة, «شاهد مباراة الأهلى مع الجونة فى الكأس وانصياع مدرب الجونة لرغبة مدير الكرة كى يلعب نجله أبو 14 سنة ويتصور مع لاعبى الأهلى رغم وجود من هم أحرف منه على الدكة وليذهب تكافؤ الفرص إلى أقرب صحراء تحت حرارة 42 درجة. الحقيقة الثانية: أننا نمتلئ أحقادا وعدوانية تجاه نجاح الآخرين أو جرأتهم فى القيام بتصرفات لا نقدر عليها, ولعلك تابعت أسوأ حملة تلسين وبذاءة لحقت بالممثل سعيد طرابيك لزواجه من فتاة صغيرة السن ليحصل طرابيك على شهرة لم يحصل عليها طوال 35 عاما فى الفن, ولتجد الفضائيات والمواقع الإلكترونية مبتغاها فى حدث سيملأ فراغها لأيام دون أى احترام لحرية الرجل وتركه نهيبة لحملات التقطيع من جانب قطعان من البشر يعيشون فراغا وحرمانا دفعهم للتفرغ لرصد الاستجابة من جموع «المحرومين» لهاشتاج «كلنا سعيد طرابيك», ثم يسألونك أين الوظائف والعلاوة؟ [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين