عندما تم تعيينه خلفا لعكرمة صبرى في يوليو 2006 ظن الشعب الفلسطينى أنه جاء لفصل الدين عن السياسة.. ولكن بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه قال فى مقابلة معه إن التفجيرات الانتحارية التى يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين مشروعة مادامت أنها تلعب دورا فى المقاومة. بعد هذه الفتوي وضعته الشرطة الاسرائيلية تحت المراقبة المستمرة لكل أقواله وأفعاله حتي تم اعتقاله فى مايو 2013 بسبب صلته "بمشاجرة" بين فلسطينيين وإسرائيليين خارج المسجد الأقصى، وأطلق صراحه بعد عدة ساعات.. إنه الشيخ محمد حسين المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية الذي التقت به الأهرام علي هامش مؤتمر دار الإفتاء لنتعرف منه علي آخر مستجدات الوضع في الأراضى الفلسطينية من الناحية الدينية والسياسية والاجتماعية. وفي البداية.. حدثنا عن مشاركتكم في مؤتمر دار الافتاء وما هي أوجه التعاون فى التصدى للفتاوى التكفيرية والمتشددة؟ ► مشاركتي في المؤتمر تأتى من خوفي وحزني علي كم التشويهات والمغالطات التي أصابت ثوابت الدين في جميع الدول العربية بسبب فكر الجماعات المتطرفة ، فنحن ودار الإفتاء المصرية برئاسة فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية ، على خط واحد، فكلانا يمثل الدعوة الوسطية والإسلام الحنيف. ما شكل التعاون بين دار الإفتاء الفلسطينية والأزهر الشريف ؟ ► نحن نعتز بهذه المؤسسة الدينية العريقة التى تشكل المرجعية الأولى للأمة الإسلامية ولأهل السنة، وهى التى تمثل الدعوة والإسلام الوسطي، كما توجد معاهد أزهرية عندنا، بالإضافة الى ما يستضيفة الأزهر الشريف من طلاب فلسطينيين يدرسون فى كليات الأزهر الشريف فلذلك التنسيق والدعم من الأزهر للمؤسسات الدينية الفلسطينية وللشعب الفلسطينى هو دعم حقيقى ودعم مشكور ، وحينما عقد مؤتمر الأزهر الشريف فى العام الماضى شغلت القضية الفلسطينية حيزا كبيرا منه ، وبالتالى فالأزهر هو جدار الصد أمام كل الهجمات التى تستهدف فكر الأمة ومن ضمنها القضية الفلسطينية . فضيلة الإمام الأكبر الدكتور التقى منذ أسبوعين تقريبا وفد هيئة المرابطين فى القدس الشريف .. ما دور الهيئة فى فضح الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى ؟ ► هذه الهيئة هى مؤسسة شعبية تعمل على تثبيت ودعم صمود أبناء بيت المقدس ، لها نشاطات مشكورة على الصعيد الميدانى ، فهى دائما تشجع الفلسطينيين أن يشدوا الرحال للمسجد الأقصى، وعلى الجانب الإعلامى تقوم بزيارات لبعض الاقطار الشقيقة ومنها هذه الزيارة لمصر والأزهر الشريف . كيف تواجهون محاولات تهويد القدس ؟ ► بدون شك هناك حملات كثيرة تهودية تقوم بها السلطات الاسرائلية المحتلة بأوجه مختلفه فمثلا منها قضية الاستيطان وهى بمعنى مصادرة الأرض الفلسطينية لبناء مزيد من المستوطنات وبخاصة فى مدينة القدس ، وعلى الجانب الآخر هدم بيوت الفلسطنيين بحجج كثيرة منها حجة عدم الترخيص وبذلك يتم تهجير الفلسطنيين كما يتم الإستيلاء على منازل الفلسطنيين أيضا بحجة أنها كانت لليهود قبل عام ،1948 ، فهم يريدون إقتلاع الفلسطينى ليحل محله الإسرائيلى المهاجر من بقاع الدنيا هذا من جانب ، من جانب آخر هم يحاولون أيضا أن يجعلوا من التراث الفلسطينى زورا وبهتانا تراثا يهوديا، مثل أن يجعلوا الزى الفلسطينى زيا لهم والأكلات الفلسطنية أكلات لهم باعتبار أن هذا تاريخهم وهذه حضارتهم، ويواجه الفلسطينيون هذه المحاولات بكل إصرار ووعي. تثار من وقت لآخر مزاعم إسرائيلية بوجود هيكل سليمان .. ما ردكم عليها ؟ ► هذه محاولات كما قلنا لمصادرة التاريخ وتزويره، فالمسجد الأقصى المبارك هو مسجد إسلامى خالص للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد ،والمسجد الاقصى كما هو معروف هو المسجد الذى أدير عليه السور فى البلدة القديمة من القدس والتى تبلغ مساحته 144 الف متر مربع فهذا هو المسجد الاقصى بكل ما فيه من قباب كقبة الصخرة المشرفة وقبة المصلى القبلى والمصليات الأخرى وكل المعالم الدينية فى المسجد الاقصى من مساطب وأروقه كلها هى المسجد الاقصى المبارك، وهذا التعريف اعتمدته منظمة اليونسكو العالمية، وبالتالى فإن المسجد الأقصى هو مسجد للمسلمين وحدهم. ما احتياجات القدس للصمود أمام الإحتلال الإسرائيلى ؟ ► هذا السؤال مهم.. حينما نريد أن نحافظ على المقدسات ونقول أنها لنا، فلا يمكن أن نحافظ عليها إذا فرطنا فى أهلها أوحراسها أو سدنتها أو خدامها ،وبالتالى ينبغى المحافظة على صمود واستمرار الفلسطينيين. كيف تقيمون المواقف العربية والإسلامية فى الحفاظ على هوية القدس ؟ ► توجد مواقف كثيرة لا ننساها لبعض الدول العربية والإسلامية، لكن بالتأكيد هذا واجبهم لكننا نريد المزيد من المواقف المتقدمة التى تتمسك تماما بالحقوق العربية والإسلامية والفلسطينية ، فى كل المحافل سواء كانت محافل دولية أو محافل إقليمية . وهل يمكن القول أن موقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية هو ما شجع إسرائيل على إستباحة الدم الفلسطينى كل هذه السنوات دون توقف ؟ ► نعم فالوضع العربى والإسلامى المتردى مع الأسف الشديد شجع الإحتلال وأغراه بمزيد من الإجرام بحق الشعب الفلسطينى ، وحينما انشغلت الأمة العربية والاسلامية بقضايا وفتن داخلية، فما من شك كل هذا أغرى الإحتلال بأن يكشر عن أنيابه الحقيقية وبأن يبطش بالشعب الفلسطينى وأراضيه . كيف ترى دور مصر فى الحفاظ على عروبة القدس وفى دعم الشعب الفلسطينى ؟ ► مصر المحروسة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظها وشعبها من كل سوء فهى تعود الآن إلى مركز القيادة لأمتها العربية والإسلامية ، فمصر دوله محورية، إذا نهضت مصر نهضت الأمة، فمصر فى كل حروب فلسطين الحديثة شاركت ودافعت واستشهد الكثير والكثير من أبنائها فوق الأرض الفلسطينية وفوق الأرض المصرية وبالتالى مصر الشقيقة الكبرى هى الحافظة الحقيقة للقضية الفلسطينية والحاضنة لهذه القضية فى كل المستويات الدبلوماسية والسياسية هل تفيد جهود المصالحة الفلسطينية فى حل قضيتكم ؟ ► بالتأكيد تفيد ،فعندما ينهى الفلسطينيون كل خلاف وانقسام بينهم سيؤدى ذلك إلى مزيد من الثبات والمقاومة أمام هذا الإحتلال الذى يريد تهويد الأرض ، ودائما الموقف الفلسطينى الصلب و الموحد هو حجر الأساس وحجر الزاوية ،ولذلك فنحن نقول أن القضية الفلسطينية تحتاج كل الجهود ما موقفكم من الجماعات والتنظيمات المتطرفة مثل داعش وغيرها ؟ ► هذه التنظيمات فى الحقيقة لا تمثل الاسلام ، و تشوه صورته الحقيقة وهى تستبيح كثير من المحرمات الإسلامية، وأهدافها هى تدمير الإسلام ،وقد أصدرنا فتوى مبكرة تحت عنوان التحذير من دائرة التكفير وقلنا على كل الأمة وأهل الرأى فيها والعلماء ،ان يقفوا امام هذه التيارات الجارفة والتى تستهدف للاسف الشباب ،وكشف زيف هذه التيارات والتحذير منها ثم تنوير عقول الشباب حتى يفرق بين الحق الذى يمثل الاسلام وبين الباطل الذى تمثله هذه الجماعات المتطرفة وهى تحاول ان تفرض نفسها باسم الاسلام وهى بريئة من الاسلام والاسلام منها براء .