سقطت كل النظريات التى كانت تتوقع سقوط النظام السورى في غضون عام أو عامين. الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا دخلت عامها الرابع دون أفق سياسى أو عسكري للحل. . وبدأت الأصوات المكتومة تتحدث عن ضرورة إنقاذ سوريا من شر العصابات والارهابيين. .ومعنى هذا العمل على بقاء نظام بشار فى هذه المرحلة. لا يمكن الآن أن يتخيل كل من يهتم بالوضع السورى رحيل نظام بشار الأسد فى هذا الظرف المأساوي الذى تمر به سوريا فمعناه باختصار ضياع هذا البلد العربى وانهياره تماما تحت وطأة التقسيم الطائفي والصراعات المذهبية. وهذا لا يعنى دعما غير مشروط لنظام بشار الأسد ولكنه فى الأساس دعم لسوريا ولضمان وحدتها. سقوط نظام بشار فى هذه اللحظات و بعد كل ما جرى لسوريا يعنى نهاية محتملة لدولة عربية والنماذج ماثلة للعيان فى ليبيا وفى العراق وفى اليمن مع وجود اختلافات رهيبة فى تركيبة المجتمع السوري.هذا الواقع يفرض نفسه ويطرح السؤال ما الذى يتوجب عمله تجاه سوريا? أولا من المهم إعادة قراءة المشهد السياسي والعسكري بصورة مغايرة تماما وأن تتحرك الجامعة العربية وتراجع سياساتها باعتبارها منظمة إقليمية لا تتخذ مواقف عدائية ضد قطر عربي وإنما تبذل كل ما بوسعها من أجل أن تفعل المستحيل لوقف نزيف الدماء فى هذا القطر.هناك دول عربية فاعلة بينها وبين النظام السورى خلافات تصل لحد العداء بسبب تعنت النظام السورى من قبل فى ملفات لبنان وإيران ومع هذا ما يمكن أن يواجه سوريا مستقبلا ستكون آثاره أخطر بكثير على لبنانوالعراق والأردن .ومن هنا تكون البدائل على الرغم من مراراتها هى الأنسب للوضع السورى واستمرار النظام كمرحلة مؤقتة يحافظ فيها على وحدة وتماسك الجيش السوري المنهك ومؤسسات الدولة قبل أن تتحول إلى بلد بلا جيش أو مؤسسات وتحت وصاية العصابات. قطعا الغضب كبير من تعنت بشار الاسد فى مواقف عديدة ولكن من يضمن مستقبلا لسوريا الموحدة بعده ؟الوقت ليس للحساب ولكنه وقت عدم نكأ الجراح ووضع مصلحة سوريا والعرب فوق كل اعتبار. والعجب أن تنشر صحيفة «الديار» اللبنانية عن عقد لقاء ثنائى فى القاهرة بين الملك سلمان العاهل السعودي وبين الرئيس بشار الأسد .. وهو خبر شبه مستحيل لأن لا الأجواء تسمح بينهما ولا بشار لديه فرصة الخروج من سوريا تحت أى مسمي. لمزيد من مقالات ماهر مقلد