3 - لو أن أحدا سألني ما الذي ينبغي علي مصر أن تفعله لكي توظف إنجاز حفر قناة السويس الجديدة بهذه الكفاءة الهندسية وفي زمن قياسي غير مسبوق لقلت علي الفور أن الأولوية يجب أن تكون باتجاه إحداث إصلاح إداري شامل في كافة مؤسسات الدولة لكي نرتقي إلي مستوي الحلم والطموح في تشجيع وجذب المدخرات الوطنية لتمويل جانب كبير من حزمة المشروعات التي طرحتها مصر ودعمتها بدراسات جدوي اقتصادية متكاملة خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي. ثم إنني كنت سأضيف إلي ذلك اعتقادي بأن نجاح التنظيم الإداري لمشروع قناة السويس الجديدة قد أعطي إشارات إيجابية حول القدرات التنظيمية التي تملكها مصر وتمثل بادرة إيجابية للقدرة علي سرعة إنجاز إصلاح إداري دائم ومستقر يسهم تلقائيا في تعظيم جذب الاستثمارات الأجنبية. نحن إذن أمام مستجدات إيجابية تحتم علينا سرعة المضي نحو إجراء تغيير جذري في ركائز وأساليب عملنا الوطني خصوصا علي مستوي النظم الإدارية الحديثة حتي لا يفوتنا قطار العصر إذا أبطأنا الخطي وتدهسنا عجلاته - لاقدر الله - إذا فقدنا القدرة علي الرؤية وسرعة اتخاذ القرار الصحيح في التوقيت الصحيح. نعم مصر بعد معجزة قناة السويس الجديدة لا يصح أن تسمح باستمرار أي نظم أو قيادات للإدارة تواصل الانتصار للفهلوة علي العلم وتأخذ بالتمني أكثر مما تأخذ بالحساب لأننا في عصر يخضع فيه كل شيء للعلم والحساب ومن السخف أن يظل في مواقع القيادة من يخاصمون لغة العلم والحساب معناه التلكؤ في إصدار القرارات والإحجام عن منهج المخاطر المحسوبة الذي هو أحد أهم عوامل النجاح الإداري خصوصا في المؤسسات والشركات الإنتاجية التي تخضع لقوانين السوق وقواعد العرض والطلب وما يكتنفها من متغيرات تبدو ملامحها في الأفق ولكنها ليست مؤكدة علي الورق. وأقول بكل وضوح: إن مثل هذه التبريرات أشبه بكلمة حق يراد بها باطل وأن الإدارة الناجحة - هي في الأساس - إنعكاس لقرارات ناجحة تخضع قبل صدورها للبحث والفحص والتمحيص والدراسة والحساب لكافة جوانب هذه القرارات قبل إصدارها استنادا لمعطيات الواقع وليس اعتمادا علي مراهنات غير مضمونة أو مباديء وأفكار نظرية تخاصم الواقع! خير الكلام: وقفة مصر في القناة تراءت.. كيف تعلو الهمم وتتحقق المقاصد ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله