2- أعتقد أن أي قراءةصحيحة لمعجزة الإنجاز العظيم في مشروع قناة السويس الجديدة سوف تؤدي بنا إلي صحة اليقين بأن الإدارة الناجحة هي التي تستطيع أن تحول الأهداف والطموحات من مباديء وأفكار وخطط وبرامج إلي مشروعات قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع وأن تكون هذه المشروعات مؤهلة لكل متطلبات التجديد والتطوير الذي يواكب ويلاحق كل ما يحدث من متغيرات متلاحقة في الحاضر والمستقبل. لقد تعلمنا من مشروع قناة السويس الجديدة أنه ليست هناك إدارة ناجحة في غيبة من ضبط وربط ودقة ونظام وحسم وحزم اتساقا وتناغما مع أبسط مباديء الإدارة السليمة المتمثلة في وجود ميزان دقيق وأمين يضمن تطبيق الثواب والعقاب بقوة لا تمتد إلي حدود التعسف وبمرونة تخلو تماما من شبهة التراخي. والحقيقة أنه لم يكن بالإمكان تحقيق الحلم وبلوغ المعجزة بهذا الشكل الأسطوري الذي أذهل العالم في غياب مسئول ناجح وكفء تتوافر في مفاتيح شخصيته عناصر متكاملة للقوة الناعمة أبرزها طول النفس وقدرة الصبر وحسن الاستماع للرأي الآخر قبل إصدار أحكام نهائية بشأن أي عقبة تواجه المشروع حتي لو كانت بعض الأمور تحتاج إلي الحسم السريع وعدم التلكؤ في تحديد اتجاه المعالجة ودون تجاهل للمبدأ القائل بأن التأني وعدم الاندفاع ربما يكون أكثر أمانا. إن أهم ما استمعت إليه من نماذج متنوعة شاركت في صنع معجزة القناة الجديدة بجوار الفريق مهاب مميش أنهم أدركوا منذ اللحظة الأولي ضرورة اليقين بأنه لاشيء مستحيل مادام ممكنا قهر هذا المستحيل، خصوصا أن منظومة العمل اعتمدت مقاييس الإدارة الحديثة التي تجمع بين مدير كفء يحظي باحترام وحب العاملين معه وتحت راية قيادة جماعية تملك القدرة علي تقديم المشورة الصائبة للمسئول الأول الذي لا يغار من نبوغ أحد وإنما يفخر بأنهم أبناؤه وتلامذته الذين قد يصبح البعض منهم في الغد القريب أسبق منه في أحيان كثيرة بتوقعات صائبة وتقديرات دقيقة وتحليلات مقنعة. إن المعجزة هي الابن البكر لإدارة ناجحة استندت إلي قدرتها علي تنفيذ الضبط والربط والمتابعة المستمرة والرقابة الواعية لضمان دوران عجلة العمل بأفضل درجات الأداء المتفوق وأقل معدلات الخطأ والإهمال. وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: لا عذر ولا أعذار لمن يتباطأون في اغتنام الفرص المتاحة !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله