2 لاأظن أننى يمكن أن أضيف جديدا بعد كل ما قاله الخبراء والمحللون عن معجزة قناة السويس الجديدة ومزاياها العظيمة ولكننى أستطيع أن أتناول هذا الحدث التاريخى الجليل من زاوية مختلفة أهمها قيمة العمل بالمفهوم الصحيح للعمل من أجل تحويل وتحريك الأشياء لكى تكون أكثر نفعا وأكثر جمالا ومن هنا فإن اختيار العمل المراد إنجازه يجب ألا يترك لمحض المصادفة ودون دراسة وافية للإمكانات والقدرات المتاحة لأن الحلم بإنجاز شيء دون توافر القدرات والإمكانات المؤهلة لضمان الإنجاز يعنى الرهان على الفشل مقدما. وفى ظنى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى واحد من أولئك القادة الذين يؤمنون بأن النجاح غير مستحيل بشرط إتقان اختيار الهدف ثم مواصلة العمل بلا كلل ولا ملل لتوظيف كافة الطاقات والقدرات والإمكانات أحسن توظيف ومن ثم كان قراره بإنشاء القناة الجديدة تحت مظلة اليقين بأن النجاح سوف يكون حليفا لمصر بعد أن استفاق الشعب واسترد سر الحضارة القديمة والمتمثل فى صدق اليقين بأن العمل والعمل وحده هو الطريق الوحيد المضمون لبلوغ النجاح مع الشعور باحترام النفس والذات.. وهو شعور جسده المصريون بجمع نحو 65 مليار جنيه من مدخراتهم فى غضون 8 أيام فقط حتى لا تمد مصر أيديها لأحد وهى تشيد مشروعا وتصنع تاريخا. لم يغب عن السيسى للحظة أنه ليس هناك أخطر من الحلم بعيدا عن القدرات والإمكانات لأن ذلك يمكن أن يقود إلى فشل نحن فى غنى عنه بل إننا أكثر احتياجا إلى الثقة بالنفس وطرد أحاسيس اليأس والإحباط لصالح تجديد هواء الأمل والتفاؤل وشحذ الهمم وبعث النشاط فى شرايين الوطن. ولست أعرف ما إذا كان السيسى قد استلهم روح التحدى فى مشروع القناة من مخزون الحضارة المصرية القديمة فقط أم أنه قد قرأ العبارة الشهيرة والخالدة للمفكر والفيلسوف الفرنسى «أندريه موروا» والتى صاغها قبل أكثر من 70 عاما ومضمونها «إفعل ما تفعل واقبل على هدفك بكل قلبك وكافح بجسدك وعقلك للوصول إلى هذا الهدف وبعدها يمكن أن تتباطأ وأن تتريث وأن تستكشف الطريق المتقاطع مع طريقك.. ولكن إياك أن تستكشف أو أن تتباطأ قبل أن تنجز هدفك وتنهى مهمتك». القناة الجديدة انتصار جديد لقانون الحياة المبنى على الأمل والتفاؤل والطموح المشروع ضد كل محاولات التيئيس والإحباط والتشاؤم التى يراهن عليها غربان الجماعة وحلفائهم! خير الكلام : لا مانع من مصادقة الذئاب ولكن بفأسك كن مستعدا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله