تحاصرها الآلام.. لكنها لا تشعر بها أو ربما تخفيها وراء وجه مبتسم يرضى بما قسمه الله من رزق اليوم.. تخرج غير مبالية بطقس شديد الحرارة.. فهى لا تتابع نشرة الأخبار الجوية قبل خروجها من منزلها، ولا تعرف عنها شيئا، وهى أيضا قد لا تسمع عن الاحتباس الحرارى ولا يهمها من أين جاءت هذه الموجة الحارة! من منخفض الهند الموسمى أم من رياح شبه الجزيرة؟ ولا تكترث متى تمضى؟.. وربما لم تصدق الكلام عن حالات وفيات أعلنتها وزارة الصحة بسبب الإجهاد الحرارى وهى تقطع رحلتها اليومية أملا فى العودة لأولادها تحمل بين طياتها من فاكهة الصيف إضافة إلى الطعام الرئيسى.. جسدها اعتاد على ضربات الشمس لسعات البرد. «أم حسن» و«أم ناجى» و«ام أحمد» وغيرهن الكثيرات ممن يتطلب سعيهن وراء لقمة العيش بقاءهن لساعات طويلة تحت حرارة الشمس.. بائعة الصحف وبائعة الجرجير وعاملة القمامة وبائعة السمك فى السوق والموظفة البسيطة التى تتنقل بالمواصلات العامة لتذهب إلى عملها فى مكتب دون تكييف ومروحة كاريوكا تعمل بالكاد.. وكل ما يعنيهن أكل العيش بالحلال ... وليس هذا بمستغرب عن تصرفات المرأة التى تعى جيدا معنى أنها «نصف المجتمع» وإضافة إلى هذا وذاك أنها «مصرية».