أكد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية ان تراجع أسعار البترول الخام عالميا سينعكس ايجابيا على معدلات نمو الاقتصاد المصرى رغم انه سيؤثر على مصر من خلال جانبين الأول يتمثل فى انخفاض قيمة الدعم الموجه لاستيراد المنتجات البترولية المختلفة فى ضوء تراجع أسعارها بصورة كبيرة. حيث يتراوح سعر طن غاز البوتاجاز عالميا حاليا بين 350 و400 دولار مقابل نحو 600 دولار العام الماضى والسولار بين 400 و500 دولار للطن مقابل 700 دولار العام الماضي. وقال إن البنزين هو المنتج البترولى الوحيد الذى شهدت اسعاره العالمية ارتفاعا وبنسبة تجاوز ال 40% ليصل سعر الطن الى 560 دولارا مقابل نحو 400 دولار العام الماضى وذلك بسبب زيادة حجم الطلب عليه فى الوقت الراهن لارتباطه بحركة السفر التى تتزايد عالميا ومحليا فى اثناء أشهر الصيف. وأضاف الوزير فى تصريحات خاصة ل الأهرام ان الجانب الاخر لتأثير تراجع اسعار البترول عالميا والتى اخذت شكل انهيار سعرى خلال اخر ثلاثة اسابيع يتمثل فى انخفاض حصيلة صادرات مصر من خام البترول، لافتا الى ان الوزارة تعكف حاليا على تحليل الوضع لتحديد الاثر النهائى لهذا الانخفاض فى الاسعار وانعكاساتها على معدلات نمو الاقتصاد المصرى خاصة مع اتجاه الدولة لزيادة كميات استيراد الغاز الطبيعى تلبية للاحتياجات المحلية المتزايدة من الطاقة. وتوقع وزير البترول ان يتراوح سعر خام البترول عالميا بين 40 و 60 دولارا للبرميل حتى نهاية عام 2015، لافتا الى ان الوزارة من جانبها تدرس حاليا طلب بعض الشركاء الاجانب لقطاع البترول تعديل عدد من الاتفاقيات البترولية لتحفيزهم على مواصلة عمليات البحث والاستكشاف وزيادة انتاج مصر من البترول والغاز. من ناحية أخرى ترأس الوزير اجتماع الجمعية العامة لكل من شركتى الشرق الأوسط لتكرير البترول (ميدور) والإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات (أنربك) على هامش جولته امس بمحافظة الاسكندرية لزيارة عدد من مواقع الانتاج، ورافقه خلالها المهندس طارق الملا الرئيس التنفيذى لهيئة البترول. وأكد المهندس شريف إسماعيل ان برنامج عمل الوزارة لتطوير معامل التكرير يتم على المراكز الرئيسية الجغرافية فى الصعيد والسويسوالإسكندريةوالقاهرة ، حيث يتم حاليا تنفيذ مشروعات جديدة لإنتاج المقطرات الوسطى (البنزين والسولار) لتأمين احتياجات البلاد وتقليل الاستيراد مشيراً إلى أنه يتم ايضا تنفيذ توسعات بمعمل تكرير أسيوط لتغطية احتياجات الصعيد وتنفيذ مشروعات جديدة فى معمل تكرير ميدور وأنربك بالإسكندرية ، وفى السويس يتم تنفيذ مشروعات مجمع زيوت جديد وتطوير مجمع التفحيم بالاضافة لوحدة استرجاع البوتاجاز ، وفى القاهرة يتم تنفيذ مشروع معمل المصرية للتكرير . وأضاف أن تنفيذ هذه المشروعات يرتبط ايضاً بتطوير شبكات خطوط الأنابيب لزيادة طاقات نقل الخام والمنتجات البترولية ، مشيراً إلى أن هذه المشروعات ستسهم فى زيادة معدلات الإنتاج المحلى والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذه المنتجات ، كما أنها تأتى ضمن برنامج العمل الطموح لوزارة البترول لتأمين إمدادات الطاقة للسوق المحلى وتحقيق الاستغلال الاقتصادى الأمثل لمعامل التكرير ورفع كفاءتها ودعمها بتوسعات جديدة تسهم فى الوفاء بالاحتياجات المتنامية للسوق المحلى من المنتجات البترولية الرئيسية خاصة التى ترتفع معدلات استهلاكها مثل البنزين والسولار والبوتاجاز ، مشيراً إلى أن المشروعات الجديدة ستؤدى إلى رفع معدلات توفير تلك المنتجات محلياً بنسب كبيرة وتقليل استيرادها، وشدد الوزير علي أهمية المتابعة المستمرة للبرامج الزمنية لتنفيذ المشروعات ونسب تقدم الأعمال، والاستمرار فى الدراسات لإيجاد البدائل التى تسهم فى سرعة إنجاز المشروعات. وخلال أعمال الجمعية العامة لشركة ميدور استعرض الدكتور محمد عبد العزيز رئيس الشركة مشروع التوسعات بالمعمل باستثمارات 1.4 مليار دولار بهدف تعظيم الطاقة التشغيلية للمعمل من 100 إلى 160 ألف برميل يومياً مع زيادة إنتاج السولار إلى 5ر3 مليون طن بنسبة زيادة 75% و إنتاج البنزين عالى الأوكتين إلى 1.5 مليون طن بزيادة 50% وإنتاج البوتاجاز إلى 329 ألف طن بزيادة 144% ، وإنتاج وقود النفاثات إلى 1.7 مليون طن بزيادة 89%. من جانبه أوضح الكيميائى أحمد ابوالروح رئيس شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات زيادة معدلات انتاج الشركة لتبلغ نحو 913 ألف طن من البنزين عالى الأوكتين و32 ألف طن من البوتاجاز والبروبان، مع ارتفاع المبيعات لنحو 6.2 مليار جنيه .