يافتاح ياعليم.. يارزاق ياكريم, دعوات أهمس بها لنفسي, وأنا أتناول الأهرام صباح كل يوم, ومن بعدها لا يتوقف الدعاء قبل كل صحيفة تالية.. إستر يارب, ياخفي الألطاف, ياكاشف الضر.. وهكذا. حيث إنني من جيل لايزال يعتمد علي الصحف في معرفة الأخبار!! ولذلك أنتظر ما تحمله لي كل صباح, ومنها ما حمل إلي مثلا أمس خبر فقدان البورصة المصرية11 مليار جنيه خلال الأسبوع الماضي, جراء ما يحدث علي صعيد معركة الانتخابات الرئاسية, فالمقدمات الحالية لسلوك بعض المرشحين ومؤيديهم من الجماعات المتطرفة, تعني أن علينا توقع استمرار, وربما تصاعد, الانفلات من جانب هذه الجماعات التي كانت تعمل لسنوات طويلة( تحت الأرض) ثم بعدما خرجت أخيرا لاتزال تجد صعوبة في التنفس الطبيعي فوقها!!.. وسواء استمر مرشحهم في المنافسة أو خرج لأسباب تتعلق بالأهلية للترشيح, فهم لن يفلتوا هذه الفرصة بسهولة, خصوصا أن تقييمهم لقوتهم الانتخابية( الآن) أصبح مبالغا فيه جدا, لكنهم لا يدركون ذلك بكل أسف! وشخصيا أتمني ألا تحول الشروط الشخصية دون خوض أي مرشح رئاسي للمعركة حتي نهايتها حتي نحصل في النهاية علي رئيس يحظي بتأييد حقيقي من الأغلبية, بعد أن استوعب الشعب المصري بكل فئاته درس الانتخابات النيابية القاسي, ومن قبله درس التصويت علي الإعلان الدستوري, وهناك من يرون أن هذه الأخطاء يصعب تكرارها في الانتخابات الرئاسية خاصة بعد أن أسفرت جماعات التطرف الديني عن توجهاتها الدكتاتورية! ونقول بوضوح إن الحملات الانتخابية( المحترمة) التي ننتظرها, علي الصعيد الداخلي, ليست بكل تأكيد هذه المظاهرات الغوغائية أو تلك الهتافات الجماعية ذات السجع الركيك التي نصفها سباب, والنصف الآخر تفاهة!! وهي تعبر عن تدني المستوي الثقافي لمخططي الحملة من ناحية, وتثير المخاوف لدي المواطنين من سلوك رموزها, إذا ما دانت لهم سدة الحكم والتحكم بالرقاب, من ناحية أخري!.. كما أنها لن تكون محترمة ايضا عن طريق إيفاد المراسيل إلي البيت الأبيض للتنسيق وتقديم فروض الطاعة للشيطان الأكبر! إن ما نريده من جميع المرشحين, مناهج عمل ورؤية واضحة الأهداف وسبل تحقيقها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. نريد مشاريع نهضة يتنافس علي تقديمها المرشحون ويشرحونها لنا ويعقدون مناظرات فيما بينهم لايضاحها, أما الهتيفة المتشنجون, فإننا نعتذر لهم مؤكدين أن أحدا لن يمكنه أن يجرنا للخلف مرة أخري! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم