من كواليس حوارى بالأهرام مع وزير التربية والتعليم إننى قولت له لو نجحت وزارتك فى إغلاق مراكز الدروس الخصوصية " السناتر " ومواجهة مافيا أباطرة هذه المراكز فقط .. دون أى إنجاز آخر فى تطوير العملية التعليمية ستكون حققت انجازاً يحسب لك كأول وزير للتربية والتعليم ينجح فيما عجز عنه سابقيه من فطاحل الوزراء الذين تولوا حقيبة أهم وزارة وهى التربية والتعليم وأكد أن هذه توجهات الدولة ولن نتراجع عن إغلاق هذه السناتر كما قال لى أن اتجاه الدولة أيضاً بالإهتمام بالعشوائيات وحل المشاكل التعليمية الموجودة بها وتطوير والإرتقاء بمستوى التعليم وبناء المدارس بها والتشجيع على التعلم وسألته عن الإجراءات التى ستتخذ تجاه مشاهير المدرسين الذين يدرسون فى هذه السناتر وكيف ستعوضهم الوزارة عن عملهم بها فأجاب أن الضبطية القضائية هى الحل فى هذه الحالة والتى ستطبق على المدرسين الذين لن يستجيبوا بترك هذه السناتر وسيتم تعويضهم بنسبة معقولة من خلال العمل فى القوافل التعليمية ومراكز الشباب ودروس التقوية البديلة بالمدارس أما من يعمل فى هذه السناتر من غير المدرسين فيتم التعامل معه قانونياً من قبل الجهات المختصة وكان رئيس الوزراء قد زار وزارة التربية والتعليم والتقى ببعض المعلمين وأعلن بأنه ستتخذ إجراءات فورية لغلق مراكز الدروس الخصوصية . وقد قمت بجولة منذ أيام بهذه المراكز ووجدت أنها مؤسسات تعليمية موازية للمدارس بل للمعاهد والجامعات حتى التعليم الأزهرى لم يفلت منها ووجدت عدد كبير من الموظفين كل واحد مختص بمادة ومدرس معين غير العلاقات العامة والموظفين الذين يحصلون دفعة جدية الحجز فى السنتر وأول حصة مقدماً من كل مادة والحجز بدء مع نهاية امتحانات النقل للصف الثانى الثانوى ، أما قاعات الدرس فهي عبارة عن مدرجات تشبه مدرجات الجامعة وبالطبع تسبوعب أعداد كبيرة جداً من الطلاب وكل مدرس له صورة شخصية معلقة على جدران المركز بلقب يتميز به فهناك العبقرى والأسطورة والبوفسيور والنجم بخلاف قيام ولى الأمر بملئ نموذج " أبليكيشن "به بيانات الطالب من نوعيه اسمه ومدرسته وعنوانه وتليفون المنزل وموبايل الأب والأم لإنه فى حالة تغيب الطالب عن الحصة يتم إبلاغ أسرته - يا سلام على الإنضباط - ومن المفرقات حينما سألت عن مدرس معين فأجاب الموظف للأسف " كومبليت " فقلت له وماذا يعنى هذا قال لى ليس لديه أماكن فجميع مواعيده وأيامه بها " واتنج ليست " قائمة انتظار والسؤال الذى يطرح نفسه هل بهذا الشكل الغير شرعى للتعلم يمكن أن يتعلم أبنائنا وتستنزف أموال الأسرة المصرية المطحونة ليحصل أبنائها على مجاميع تصل ل 96٪ ولا يجد له مكاناً فى كلية الطب مثلا ً ، وهل سيتم غلق هذه المراكز بالفعل وستتعاون أجهزة الدولة وستنفذ قرارات الغلق والقضاء على مافيا أباطرتها الذين يتحركون ببودى جاردز ؟ والسؤال الأهم هل سيستسلم هؤلاء المدرسين لترك المراكز مهما كان التعويض أم سيتنازلون عن وظيفتهم الميرى تمسكاً بالسبوبة ؟ وقبل كل ذلك هل سيتم إصلاح التعليم بدءً من المدرسة وسيحصل الطالب على خدمة تعليمية تغنيه عن اللجوء لهذه السناتر ؟ ، فى ظاهرة تدل على إهمال الدولة لملف التعليم على مدار الثلاثين العام الماضية مما أوجد هذه البؤر للأسف المساه بالتعليمية وما ادهشنى حقاً وجعل عينى تعتصر دمعاً حينما أكد لى الطالب المصرى وجدى فضل والذى يدرس فى إيطاليا أن هذه السناتر تنتشر فى إيطاليا فحمدت الله أن دولة من دول الإتحاد الأوروبى لديها هذه الظاهرة ولكن سرعان ما فاجئنى وقال لى أن هذه الخدمة تقدم تطوعاً من المدرسين للطلاب دون الحصول على أى مقابل لا نظير الشرح أو المكان ويقدمها المدرسون كدعم للتعليم فى إيطاليا وخدمة للطلاب علماً بأن عدد كبير من المدرسين هناك غير معين بشكل رسمى ويعملون بنظام العقود .. فلم أجد كلمة تعبر عن ما سمعته غير " لك الله يا مصر " !!!!! [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة