افتتحت قناة السويس في عهد الخديوي سعيد عام 1869 بموجب امتياز لشركة فرنسية لمدة 99 عاما لتصل القناة ما بين البحرين الأبيض والأحمر او ما بين اوروبا واسيا بطول 193 كم وفي عام 1905 حاولت الشركة تمديد حق الامتياز 50 عاماً إضافية إلا أن المحاولة فشلت وفي يوليو عام 1956 قام الرئيس عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس قبل انتهاء مدة الامتياز بسنوات قليلة ؛ مما تسبب في تعرضنا لإعلان بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي ودفع تعويضات مالية ضخمة لحملة الأسهم من الفرنسيين والبريطانيين والقبول بنشر قوات دولية للطوارىء في سيناء تدفع نفقاتها مصر لحين انتهاء النزاع بين مصر واسرائيل وبعد رفض عبد الناصر القبول باعطاء حق مرور السفن الاسرائيلية فى مضايق تيران وخليج العقبة ؛ شنت اسرائيل حربا على مصر عام 1967 والتي تعد نكسة لمصر اهدرت قدرا كبيرا من مواردها البشرية والمادية ، حتى انتصرت مصر على اسرائيل في عهد الرئيس المنتصر أنور السادات عام 1973
وقد تمت العديد من مشروعات التوسعة بقناة السويس في عهد الرئيس أنور السادات عام 1980 أهمها تفريعة بورسعيد بطول 40.1 كم وتفريعة الدفرسوار بطول 8.4 كم وتفريعة التمساح بطول 4.3 كم ، كما تم حفر ثلاث تفريعات سابقة في عهد الرئيس عبد الناصر عام 1955 وهم تفريعة البحيرات المرة بطول 11.8 كم وتفريعة البلاح بطول 8.9 كم وتفريعة كبريت بطول 7.0 كم
وفي اغسطس 2014 ، تم طرح شهادات استثمار للمصريين ذات عائد مرتفع يصل الى 12% بقيمة اجمالية تصل الى 64 مليار جنيه لتمويل مشروع جديد لتوسعة وتنمية إقليم قناة السويس وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي في 6 اغسطس 2015 المرحلة الأولى من المشروع والتي تضمنت حفر مجرى ملاحي مواز لقناة السويس من الكيلو 60 إلى الكيلو 95 (بطول 35 كم ) من القناة القديمة التي يصل طولها الى ( 193 كم) ، كما تضمنت المرحلة الأولى من المشروع توسيع وتعميق تفريعة البلاح والبحيرات المرة بحفر وصل إلى 37 كم
وتبقى المرحلة الثانية من المشروع الجديد بقناة السويس هى الأهم من حيث الجدوى والعائد الاقتصادي والتنموي من خلال تنمية إقليم قناة السويس وتحويله لمركز لوجيستي عالمي يقدم خدمات صناعية وتجارية وسياحية بالإضافة إلى الخدمات اللوجيستية والنقل واتمنى ان يصبح إقليم قناة السويس منافسا لميناء دبي وميناء سنغافورة في المستقبل القريب وتشمل تنمية اقليم قناة السويس ثلاث مناطق هي بورسعيد والاسماعيلية والسويس من خلال إنشاء 42 مشروعا مختلفا أهمهم مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد وتأهيله للمنافسة عالمياً وإنشاء 15 محطة للحاويات والتخزين والخدمات اللوجيستية ومشروع وادي التكنولوجيا لصناعات التقنية بالإسماعيلية وقرية الأمل الزراعية بالإسماعيلية وإنشاء نفق جديد بالاسماعيلية يمر من أسفل قناة السويس ومن حوله منطقة لوجيستية ومراكز خدمية وصناعية وسياحية وكذلك 7 مشروعات في السويس منها إنشاء محطات متعددة الأغراض في الأدبية وإنشاء المنطقة الاقتصادية بالعين السخنة وتطوير ميناء العين السخنة
وفيما يخص المشروعات المستقبلية المنافسة لقناة السويس متضمنة مشروع التوسعة والتنمية الجديد ؛ تأتي أولا : قناة بنما ومشروع توسعتها المتوقع افتتاحه بنهاية 2016 والتي تمثل نقطة الانتقال بين اليابان وأستراليا ودول أمريكاالجنوبية والساحل الشرقي لأمريكا ، فتستطيع قناة السويس أيضاً أن تتفوق على قناة بنما في اختصار الوقت للطرق من جنوب شرق آسيا والخليج العربي إلى جنوب أوروبا وأفريقيا ، أما بنما فتتفوق على قناة السويس في ثلاثة خطوط هي خط نيويورك –هونج كونج ، نيويورك- شنغهاي ، نيويورك- ملبورن ، حيث أنها توفر طرقاً اسرع من التي توفرها قناة السويس بهذه الخطوط الثلاثة ثانيا : مشروع طريق الحرير والتي تسعى الصين من خلاله لإنشاء خطوط سكك حديدة سريعة وقطارات فائقة السرعة ليكون ممر للمواصلات والطاقة والتجارة ممتد من شرق آسيا مرورا بآسيا الوسطى والجنوبية والقوقاز والشرق الأوسط وأوروبا عبر 65 دولة من شنغهاي إلى برلين ، فقد أعلنت الصين مراراً أنها تسعى إلى دمج إقليم قناة السويس في المشروع لكي يتمكن الطريق البحري من المشروع من الربط بين الصين وشمال أفريقيا ثالثا : مشروع ميد ريد وهو مشروع تعتزم إسرائيل إنشاءه في 2018 ووفقا لتصريحات نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ، المشروع يربط بخط سكة حديد بين ميناء إيلات على البحر الأحمر و بين ميناء أشدود على البحر المتوسط بتكلفة 2 مليار جنيه ورغم زعم إسرائيل أنه سيكون منافسا لقناة السويس متضمنة المشروع الجديد ؛ إلا أن هذا الخط هو أقل من قناة السويس في السرعة وفي سعة الحاويات وخدمات الشحن والتفريغ كما أن المشروع يواجه عقبات سياسية وأمنية كونه يقع في منطقة صراع سياسي [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي