حكى لى والدى، رحمه الله، أن رجلا كان لديه ابنتان، زوجهما خارج بلدته، فتزوجت احداهما فلاحا والأخرى قلليا (صانع القلل)، وفى يوم طلبت منه زوجته السفر لزيارة الابنتين والاطمئنان عليهما، فسافر لهما ولما عاد سألته زوجته عن أحوالهما. فقال لها: اذا أمطرت السماء فافرحى لفرح ابنتك زوجة الفلاح لان المطر سيسقى أرضهما وسينبت زرعهما، واحزنى لحزن ابنتك زوجة القللى لأن المطر سيفسد قللهما، وإذا لم تمطر السماء فافرحى لفرح زوجة القللى ولكن احزنى لحزن زوجة الفلاح.وهكذا أصبحت الأم بين فرح وحزن فى الحالتين، اذا أمطرت السماء، وإذا لم تمطر لم يتغير الحال! وحالى كحال هذه الأم. فابنى الأكبر (مصطفى) زملكاوى متعصب يحزن أذا انهزم فريقه أو لم يفز بالبطولات، وابنى الأصغر (أحمد) أهلاوى متعصب هو الآخر، يحزن أن لم يفز فريقه بالمباريات والبطولات. وبغض النظر عن انتمائى الكروى، أتمنى الفوز دائما للزمالك حتى يسعد ابنى الأكبر، ونفس الحال للأهلى حتى يسعد ابنى الأصغر، وهو تمنى المستحيل بعينه! فلا يمكن للفريقين أن يفوزا معا، وأن يحصلا معا على البطولات أو يتعادلا فى كل مباراة تقام بينهما. وهذه المشكلة ليست خاصة، ولكنها مشكلة كثير من الأسرالمصرية، ليس فى الرياضة فقط، ولكنها فى كل أسرة فيها خلاف أو اختلاف سواء كان رياضيا أو سياسيا أو حتى فنيا وثقافيا. وان دل ذلك على شىء، فانما يدل على تعصب وعدم نضج، وقلة الوعى وضيق الأفق أحيانا، والدليل على ذلك، أن جماهير الفريق الفائز غالبا لا يحتفل بفوز فريقها، بقدر سعادتها فى «العكننة» على الفريق الآخر ومعايرته. عموما, مبروك للزملكاوية الفوز بالدورى العام بعد 11 سنة. وللأهلوية الفوز فى مباراة الزمالك. لمزيد من مقالات جمال نافع