لو أن محافظا لا يعلم ما يدور فى أنحاء محافظته، ويسعى إلى حل مشكلات أهلها، فهذا أمر غريب تجب مساءلته عليه، أما أن تكتب الصحف وتذيع القنوات التليفزيونية تقارير كثيرة عن مأساة بلدة يئن سكانها من وطأة العذاب الذى يعيشون فيه، ويعلم المحافظ بما يعانونه ولا يحرك ساكنا، فهذا هو الأغرب الذى لا يجد أى تفسير، وهنا نتساءل: إلى من يشكو الأهالى؟ هذا ما يحدث حاليا فى زاوية الشيخ سند بمركز شبين القناطر فى محافظة القليوبية، إذ تعانى الأمرين فى كل نواحى الحياة لعدم وجود ميزانية خاصة بها مثل كل القري، ومع ذلك يصبر أهلها على البلاء أملا فى أن يأتى يوم يعيشون فيه بعض ما يحياه البشر، ثم جاءت الطامة الكبرى بإزالة الكوبرى الواصل بينها وبين قرية كفر شبين منذ عام لإنشاء كوبرى جديد، وتم عمل وصلة ترابية للمارة بالقرب من الكوبرى القديم الذى تمت إزالته، ثم اختفى المقاول بمعداته وعماله، وتحولت المنطقة المحاطة بالكوبرى إلى وباء يحمل كل ألوان القاذورات والمخلفات، ومازال المقاول مختفيا والبلدة معزولة تماما، وتم قطع كابل التليفونات للمرة الثالثة.. أيضا أنشئت بالبلدة محطة للصرف الصحى وتوقف العمل فيها لنقص الاعتمادات، ولا يوجد فيها مستشفى ولا مكتب بريد ولا وحدة محلية. ومبعث هذا العذاب أن الجهات المسئولة بمحافظة القليوبية تضن على زاوية الشيخ سند بتحويلها إلى قرية، فما أكثر المحاولات التى بذلها الأهالى لتحقيق أملهم فى ان تصبح بلدتهم قرية مستقلة ولكن فى كل مرة تنتهى الأمور إلى لا شيء .. المهم الآن وبشكل عاجل لايقبل الانتظار، يتعين على الحكومة التحرك لانقاذ الأهالى من الكارثة الوشيكة التى ستحل بهم. لمزيد من مقالات أحمد البرى