لم تقتصر معاناة الناس فى محافظة الغربية مع مشكلة طفح مياه الصرف الصحي، على «الأحياء» وإنما امتدت إلى «الأموات»، أيضاً ولم يفرِّق إهمال المسئولين بين «مقابر العاصمة» فى مدينة طنطا ، ومساكن الاحياء فى قرية «الناوية» التابعة لمركز سمنود، وسقط الاموات والاحياء فى «مستنقع الصرف». ففى مدينة طنطا يعانى أصحاب مقابر منطقة «عوَّارة» بزمام حى أول طنطا، من تسرب مياه الصرف الصحى إلى رفات موتاهم، داخل المقابر، بعد أن أغرقت شوارعها، المكتظة بالقمامة، مما ينذر بوقوع كارثة بيئية، خاصة أنه لا يمر يوم، إلا وتشهد المنطقة تشييع جنازة أو أكثر، وأكد الاهالى أنهم توجهوا بالعديد من الشكاوى إلى المسئولين عن الصرف الصحي، سواء بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية، أو بالمحليات، ولكن حتى الآن لم يتم حسم المشكلة. وعلى مسافة 40 كيلو مترًا من مدينة طنطا، تتكرر المأساة، و لكنها هذه المرة مع «الأحياء» من أهالى قرية «الناوية» التابعة لمركز سمنود، حيث أغرقت مياه الصرف الصحى الشوارع والمنازل، بل والمدارس أيضًا، ولم تكن الوحدة الصحية بالقرية بمنأى عن هذه الكارثة البيئية. يؤكد محمد عطية (موظف من أهالى الناوية) أن الصرف الصحي أغرقت العديد من الشوارع بما فيها من أعمدة كهربائية ومحولات كهرباء، مما ينذر بوقوع خطر داهم، كما مياه الصرف الملوثة دخلت إلى العديد من المنازل، وارتفع منسوب المياه الجوفية، ولم تعد الوحدة الصحية مكانًا لعلاج الأمراض، وإنما أصبحت مكانًا لإصابة المواطنين بالأوبئة؛ لغرقها فى مياه الصرف الصحي، مما أدى لانتشار الذباب والباعوض خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو. وأشار «عطية» إلى أن مياه الصرف أغرقت أيضًا مركز شباب القرية والمدرستين الابتدائية والإعدادية، رغم أن الأخيرة لم يمضِ على افتتاحها 5 أشهر، وأصبحت مهددة بالانهيار. مشيرًا إلى غياب تام للمسئولين، بدءًا من الوحدة المحلية بقرية «ميت عساس»، التى تتبعها قريتنا «الناوية»، وانتهاءً بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، التى لا تريد الانتهاء من مشروع الصرف الصحى الحكومي؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة وصحة المواطنين. «الأهرام» طرح المشكلة أمام المحاسب رمضان عيد، لمركز ومدينة سمنود، فانتقل على الفور إلى القرية؛ لبحث مشكلاتها على أرض الواقع، حيث أكد أن السبب يرجع إلى تهالك شبكة الصرف الموجودة بالقرية؛ «لأنه صرف أهالي»، ولم يكن تنفيذه تحت إشراف هندسي، بالإضافة إلى سوء استخدام المواطنين له، مما أدى إلى إنسداد، وطفح الشوارع وغرق بعض المصالح الحكومية الموجودة، مؤكدًا أنه تم رفع مذكرة للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى لسرعة الانتهاء من أعمال شبكة الصرف الحكومية، والتى ردَّتْ بالانتهاء من هذه الأعمال قبل شهر أكتوبر المقبل، لتسليم محطة الصرف فى العيد القومى للمحافظة. وأضاف أنه تم التغلب على مشكلة طفح المجارى بإرسال سيارات الكسح فورًا لشفط وسحب هذه المياه، مع التنبيه على المواطنين بالعمل على حسن استخدام شبكة الصرف الموجودة حاليًّا لحين الانتهاء من الصرف الحكومي، وتسليمه، وتحويل صرف المنازل عليه.