درب البرابرة.. تلك السوق التى تميزها أنوارها من بعيد، حيث صناعة النجف التي أكتسبت شهرتها الواسعة منذ منتصف السبعينات والتى تعد أهم ثاني سلعة في درب البرابرة–بعد تجارة سبوع المولود-، فدرب البرابرة يعتبر حيا كاملا لبيع النجف بكل أشكاله وأنواعه، فمنه النجف المصري الكلاسيك المصنوع من النحاس "السبك" أي الخالص،وهذا النوع هوالأفضل والأجود والمقاوم للصدأ مقارنة بالنجف المصنوع من الحديد الذي يطلي بماء الذهب أو النيكل كروم المائل للون الفضي،وكلاهما صنع بأيدي الحرفيين لنقش الزخارف ويلازمه الكريستال المصرى الأصلي المعروف بدرجاته المختلفة.
نجف بالريموت كونترول وحديثا ظهر بالسوق النوع الآخر المستورد من النجف الصيني الذي يتميز بألوانه الزاهية وأشكاله الحديثة المختلفة وأسعاره التي تناسب جميع المستويات ، فلم تكتف الصين بتصدير أفضل أشكاله وتصميماته من أحجام وأشكال بل ابدعت في ابتكارات النجف غير المسبوقة فتجد النجف الصيني "بالريموت كونترول" الذي يمكنك التحكم في قوة الإضاءة "ضعفها أو قوتها" وتغيير لون الإضاءة " أحمر أخضر أزرق"ويتم شحنه يمكن حمله لأي مكان تريده الأسرة ويتم إنارته عند قطع االكهرباء وبه مصابيح موفرة للطاقة، وذلك لتوفير احتياجات الزبون، وهناك نوع آخر من النجف الصيني المزود بلمبات باردة تحتفظ بدرجة الحرارة العادية عند الانارة ولا تسخن.
الأصلى.. ناعم الحواف والأسطح ولأن لكل شيء في الحياة مميزات وعيوبا، فمن العيوب الشائعة للنجف الصيني قصر عمره الافتراضي الذي لا يتعدى عامين، ويمكن تصنيف عيبه الآخر في بريقه المنطفىء الذى يقل عن أي نوع نجف آخر وخاصة النجف المصري وارتفاع نسبة الرصاص فى صناعته والمعروف بكريستالاته البراقة، وفى كل الاحوال لايشترط لجودة النجف أن يرتبط دائما بلمعان وبريق الكريستال حيث يمكنك أن تجد كريستالات لامعة ولكنها مقلدة وغير أصلية،ولتمييز الكريستال الأصلي عن غيره يجب أن تكون الكريستالات الموجودة بالنجفة خالية من العيوب والزوائد أو فقاقيع الهواء وأن تكون ناعمة الحواف والسطح، وألا تلقي بظلال خضراء أو رمادية. حيث عبرت مهندسة الديكور “بسمة حمدي" عن استيائها من النجف الصيني المصنوع من –الاستيل- بسبب أن كريستاله "مضروب" على حد قولها، كما أضافت أن الصين فشلت في تقليد النجف الأصلىالمصري (الكلاسيك) لعدم توافر أشكال كافية منه. وفي فترة زمنية قصيرة ظهر فى عالم صناعة النجف النوع الإسباني الذي يتميز بجودته العالية وشكله الأنيق، وأخيرا ظهر النجف المعروف بالشعبي الذي يعتمد على خامات البلاستيك والتصاميم الضخمة بعض الشيءوالذى ظهر بألوانه الكثيرة"الفاقعة". و"الفصال" لابد ان يكون رفيقك الأول عند نزولك لعالم درب البرابرة على الرغم من أسعاره مناسبة لجميع المستويات، لأنه يبيع بسعر الجملة ويختلف سعر النجف فيه على حسب شكله أوعدد الأذرع واللمبات،وينصح البعض بتجميع النجفة النحاس بشراء البودى- ثم شراء الكريستال اللازم والمناسب لها بدلا من شرائها جاهزة، وذلك نظرا لتكلفتها الأقل من السوق بحوالي ثلاثة أمثال. وأضاف أحد البائعين واسمه جمال حسن الحلواني: أن:أسعار درب البرابرة تختلف عن أسعار مناطق التجمع ومصر الجديدة فهى –متهاودة – على حد قوله فحين تكون سعر النجفة في درب البرابرة 600 جنيه فإنها فى بعض المناطق الأخرى تصل إلى ألف وثلاثمائة جنيه. ونصح أحد البائعين بطريقتين لتنظيف كريستال النجف ،الأولى هي: أن تستخدم ست البيت قفازين من القطن الأبيض على أن يغمس أحدهما في أي نوع المنظفات السائلة ويترك القفاز الثاني جافا، وبالتبادل يتم تنظيف الكريستال بالقفاز المبلل ثم التجفيف بالقفاز الجاف.. وهكذا، مع الحرص على عدم وصول القفاز المبلل الى الهيكل المعدني للنجفة أو الإسلاك الكهربائية.والطريقة الثانية تسمى التنظيف بالتقطير ويفضل قبل البدء في التنظيف بهذه الطريقة فصل التيار الكهربائي تماما عن اللمبات ولفها بأكياس بلاستيكية صغيرة، يتم مزج محلول مكون من مقدار من كحول "ايزوبروفيل" أو "الامونيا" مع ثلاثة مقادير من الماء المقطر أو استخدام أي منظف زجاج.
حالة ركود.. بسبب الباعة الجائلين وفى أيام العيد التى تكثر فيها الأفراح والليالى الملاح.. وفى أثناء جولتك ياأم العروسة بحى درب البرابرة لشراء جهاز ابنتك من النجف –قديما كان النجف به ست عشرة زراعا وأصبح بمعظمه الآن ست فقط- ستجدين أباليك إضاءة الممرات او أي مكان في المنزل يحتاج لإضاءة مباشرة أو لاضاءة غير مباشرة، وهى ذات اشكال مختلفة وقيمة جمالية عالية، فمنها الاشكال الذهبية الفخمة المزودة أحيانا بقطع الكريستال التى تناسب الديكور الكلاسيكي ومنها أيضا التصاميم البسيطة المصنوعة من البلاستيك أو الزجاج أوالمعدن والتى تناسب الطرز الحديثة أو التي تشبه الفوانيس–دائرية أو مثلثات أو على هيئة مربعات- والتى تناسب الحدائق ومداخل المنازل الخارجية. كما رجح أحد البائعين -عبد العال سليم- أن قلة الإقبال على الشراء ترجع إلى حالة الركود التي تعم السوق. بقى أن نعرف أن حى درب البرابرة العريق يوجد بين حي العتبة الشعبي وحي الحسين الأثري وفى ممرات ضيقة،ودرب البرابرة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة عام، يرجح البعض اسمها إلى قبائل البربر " أي الأمازيغ" في شمال افريقيا وبلاد المغرب العربي الذين جاءوا مع جوهر الصقلي أثناء فتح مصر في عهد الفاطميين واستقروا في هذا المكان، ويرجعها البعض الآخر بقدوم العمال النوبيين إلى القاهرة والدلتا مع بدايات القرن التاسع عشر وكان يطلق عليه " سوق الخدم". واقترن لفظ «البرابرة» في ذاكرة المصريين بفرق «الهجّانة»، وهم طائفة من الحراس الأشداء كانوا يمتطون الجمال وتُوكل إليهم مهمات تفريق المظاهرات.