رغم ان منطقة التجارة العربية الحرة دخلت حيز النفاذ بداية من عام 2005 - وازيلت جميع التعريفات الجمركية بين الدول الاعضاء - الا أن حجم التبادل التجارى بين الدول العربية مازال حتى الآن لا يزيد على 10 % من حجم التجارة الخارجية للمنطقة.. هذا ما اكده السفير محمد الربيع امين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، والذى يصف هذه الحقيقة المرة بالامر غير المقبول وفى هذا الحوار – الذى اجريناه معه خلال مشاركته فى افتتاح معرض المنتجات المصرية بالعاصمة الاردنية عمان مؤخرا - يطرح الربيع بعض الآليات التى يرى انها قد تسهم فى تنامى التبادل التجارى العربى على رأسها تفعيل الاتحاد العربى للمعارض ليتبنى خارطة جغرافية للمعارض العربية التى تستطيع جذب الفرص الاستثمارية وابرام التعاقدات التجارية . وكشف عن عقد المجلس اجتماعا بالقاهرة سبتمبر المقبل لرؤساء هيئات المعارض العربية لاعادة هيكلة اتحاد المعارض واختيار رئيس جديد له يكون قادرا على التعامل المباشر مع المستهلك وارساء التعريف بالمنتج العربى من خلال برنامج " صنع فى الوطن العربى" ووضع قوائم بالعديد من المنتجات العربية للترويج لها فى المعارض الخارجية. واشاد بقرار مصر منع استيراد فانوس رمضان والسلع التراثية لوقف استغلال السلع الاجنبية لضعف المنتجات العربية، والى نص الحوار: بداية كيف ترى حال الامة العربية وكيف لها ان تستعيد مكانتها الاقتصادية ؟ لابد ان نعرف ان كل ما يدور حولنا هى مؤامرات من اجل كسر شوكة الامة العربية وعلينا ان نعيد الثقة بانفسنا وان نستعيد مكانتنا الاقتصادية فى ظل العولمة والتكتلات والتحالفات الاقتصادية لانه لدينا موارد متعددة سواء بشرية اوطبيعية .. كما ان الجغرافيا المتقاربة والتاريخ الواحد واللغة الواحدة كلها مقومات تؤهلنا ان نكون امة واحدة قادرة على تحقيق الرفاه الاقتصادى والاجتماعى للمواطن العربى. وما رأيك فى غزو السلع الأجنبية للأسواق العربية؟ نحن لانحب ان يكون المنتج الاجنبى هو السائد والذى يرث التاريخ المتميز للمنتج العربى وعلينا ان نتخذ خطوات جادة للحد من تدفق السلع الاجنبية الى اسواقنا العربية ولهذا نحن نحيى القرار الذى اتخذته مصر بمنع استيراد فانوس رمضان والسلع التراثية وهذا له دلالة كبيرة وهو ان السلع الاجنبية استغلت فرصة ضعف المنتج العربى وعدم تطويره وعدم التعامل مع المنافسة فى السعر ولهذا استغل المنتج الاجنبى هذه الفرصة ليحتل الصدارة فى الاسواق العربية . كيف يمكن تنمية التجارة العربية ؟ خلال شهر سبتمبر المقبل سنعقد اجتماعا بالقاهرة بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية لرؤساء هيئات المعارض بكل الدول العربية لاعادة هيكلة اتحاد المعارض العربية وسيتم اختيار رئيس جديد هذا الرئيس سيكون عليه التزامات بتحريك المعارض العربية لان تكون قادرة على التعامل المباشر مع المستهلك وهناك عدد كبير جدا من الاسس والمعايير التى سوف نضعها امام الاتحاد العربى للمعارض ليتم التعامل معها من خلال الوزارات ذات الاختصاص بالدول العربية ومن خلال اتحاد الغرف التجارية وهيئات الاستثمار. وما هى الخطوات التى سيتم اتخاذها لزيادة التبادل التجارى؟ لاشك ان القطاع الخاص الذى نستهدفه يتعامل مباشرة مع الجهات التى تنظم المعارض ليكون هناك قائمة بالمنتجات العربية حتى نستطيع ان نروج لهذه السلعة فى جميع المعارض وان نضع قوائم لجميع المنتجات العربية يتم الترويج لها ولابد ان يكون هناك استبيان او تعريف باهمية السلع التى لايعرفها الكثير من المواطنين العرب وماهى البرامج التى سيعتمدها اتحاد المعارض لتنمية التجارة البينية .. وهل هناك وسائل لتشجيع المنتجين للمشاركة فى المعارض الخارجية ..؟؟ حقيقة ينقصنا ان نعمل جداول وبرامج واستراتيجية لمدة 3 سنوات للمعارض الدائمة والمتخصصة وهو ما سنعمل عليه فى المستقبل ..ففى حقيقة الامر كان اتحاد المعارض فى مجلس الوحدة الاقتصادية منذ 10 سنوات نشطا وقويا الى ان جاءت ثورات الربيع العربى واصابت الصناعة والصادرات العربية فى مقتل وبالطبع المعارض هى انعكاس للصناعة والصادرات ونحن فى اتحاد المعارض نعمل على تخفيض الاسعار وتقليل نفقات المعارض لتسهم فى تخفيض اسعار السلع وتوجيه القوة الشرائية للسلعة العربية .. واعتقد ان هذا ييرفع نسبة التجارة البينية العربية. تعرفان ان المنطقة العربية لها الآن توجه فى ارساء التعريف بالمنتج العربى واعطاء اولوية له ثم فى خطوة اخرى سيتم اعداد برنامج للترويج للمنتجات العربية يطلق عليها " صنع فى الوطن العربى" نستهدف بها السوقين المحلى والخارجى .. الهدف منه ان ننافس فى الاسواق الخارجية بمنتج واحد لسلعة واحدة تعتمد شعار "صنع فى الوطن العربى " فقد اصبح الاتحاد الاوروبى لديه الآن E.u” والتى تعنى صنع فى الاتحاد الاوروبي. والمواطن الاوروبى يذهب الى اى سوق ويبحث عن منتجات تحمل شعار " صنع فى الاتحاد الاوروبى" كذلك نحن فى الوطن العربى لانريد ان نجزئ الصناعة العربية لان الصناعة العربية يجب ان تكون متكاملة يدعم بعضها بعضا فمثلا يكون لدينا اهم 10 صناعات فى النسيج واهم 10 صناعات فى منتجات الآلبان واهم 10 فى الكهربائيات .. وهكذا لابد ان نبدأ ننافس ونتعلم ماهى السلع التى تنافس فى السوق المحلية .. واذا استطاعت هذه السلع ان تتحمل الاختبار والامتحان فتكون مؤهلة لأن تخرج لتنافس السلع الاجنبية فى الخارج . هناك عقبات تواجه اتحاد المعارض العربية ..فما هى أبرزها ؟ ابرز العقبات هى كيفية انسياب السلع العربية وخصوصا فى ظل منطقة التجارة العربية الحرة التى وصلت فيها السلع العربية الى صفر جمارك وبالتالى مازالت التجارة البينية بين الدول العربية وبعضها البعض تتراوح بين 8٫5 % الى 10 % وهذا امر غير مقبول لاننا نود أن تتنامى التجارة البينية بين الدول العربية خصوصا ان التجارة بين الدول العربية وبقية دول العالم وصلت الى 90% ومعنى ذلك اننا نستورد 90% من احتياجات الوطن العربى من خارج الوطن العربى وهذا يكلف الدول العربية الكثير من الموارد خصوصا ان السلع الاجنبية اسعارها باهظة وكبيرة كالالات والمعدات والاليكترونيات وهذا امر لابد ان نضعه فى الحسبان لان منطقة التجارة العربية لم تقم لنستورد اكثر مما نصنع ولانتبادل بين الدول العربية العديد من السلع .