قالت : منذ سنوات قررت ان أغلق أبواب قلبى تماما ولم أحاول ان استقبل مشاعر حب جديدة وسوف تتعجب من أسباب هذا الموقف فقد تأكدت من تجارب الحياة ان الحب شىء جميل وإحساس رائع ولكننى لا احتمل شيئا اسمه الفراق..هذا الشبح ظل يطاردنى ولم استطع الهروب منه..كثيرون وقفوا على أبواب قلبى ولم افتح لأحد منهم..ومضت سنوات العمر ولا ادرى هل أخطأت حين حرمت قلبى ان يخفق مرة أخرى هل تدخلت في إرادة الله ولهذا حرمنى من ان أحب واشتاق وأتعذب..لقد مضى كل شىء ولكننى أشعر بالندم قلت : هناك أشياء في الحياة لا ينبغى ان نناقشها أو نتجادل حولها ومنها كلمة الفراق لأننا لا نملك فيه شيئا هناك لحظتان في حياة البشر لا يستطيع الإنسان ان يغير فيهما، لحظة الميلاد ولحظة الفراق وقد ظلمت نفسك كثيرا لأنك توقفت عند قرار ليس من حقك ان تتدخلى فيه لأنه إرادة إلهية.. إن الفراق لحظة كئيبة حتى ولو لم يكن فراقا ابديا إنه لحظة انشطار حين ينقسم الجسد إلى نصفين وتتناثر القلوب حوله في لحظة صمت مريرة..ولكن الحب قدر جميل ومن الخطأ ان يفرط فيه الإنسان أو يتركه حائرا ضائعا امام بابه لأن الحب كائن شفاف لا ينتظر كثيرا على الأبواب ان ابسط الأشياء ان يأخذ الحب توابعه ويرحل..كل الذين فرطوا في الحب ندموا عليه كلنا يخاف الفراق وتدميه لحظات الوداع ولكن اى شىء في الحياة لم تعصف به لحظة فراق حزينة أو ساعة وداع مؤلمة.. إن الحب هو الشىء الوحيد الذى يزورنا بلا موعد ويأتينا بلا استئذان ولأنه يعرف مقدار نفسه فهو لايفرض نفسه على احد يمكن ان يجىء ومن السهل ان يرحل إذا لم يجد أحدا في شرف استقباله..يا سيدتى لقد أضعت على نفسك وحرمت أيامك من ساعات حب جميلة ومشاعر ليس من السهل ان يستردها الإنسان لأن الحب قدر جميل ولكنه عنيد ومكابر وحين يمضى قد تهرب السنوات من يدنا ونحن ننتظر لحظة شوق لا تجىء وليلة عشق تساوى العمر كله. لمزيد من مقالات فاروق جويدة