تساؤلات كثيرة أعقبت الاتفاق النووى الإيرانى مع الدول الكبرى حول الرابح من هذا الاتفاق التاريخى وعما إذا كان هذا الاتفاق سيكون له تأثيرات سلبية على دول الخليج. فى هذا السياق ذكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى السعودى عبد الله العسكر فى تغريدة »إن النوم سيجافى سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق«، فى إشارة إلى حالة عدم الارتياح الشديد التى تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران. وأضاف »أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء لتحصل على شيء آخر من القوى الكبري، على صعيد السياسة الإقليمية، أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر فى المنطقة«. وحذر من أنه إذا لم ينجح الاتفاق فى منع إيران من تصنيع قنبلة نووية، فإن السعودية ودولا أخرى ستسعى لامتلاك واحدة على الأرجح. هذا سيفتح الباب على مصراعيه للتسلح«.وذكر الكاتب السعودى جمال خاشقجى أن الواقع يفرض على السعودية معارضة الاتفاق النووى بسبب سياسات إيران العدائية.وقال فى تغريدة: »وجهة نظري، لولا سياسة إيران العدائية لاستوجب الاتفاق ترحيبًا سعوديًا«.وتابع: »ولكن الواقع يفرض عليها أن تعارضه وتضغط دوليًا ضد كل تفاصيله بل تعطله إن أمكن«. فيما لم يصدر اى رد فعل رسمى من جانب الرياض. فى الوقت نفسه، بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات برقية الى حسن روحانى رئيس جمهورية ايران الاسلامية هنأه فيها بالاتفاق النووى التاريخى أعرب له فيها عن أمله فى أن يسهم الاتفاق فى تعزيز أمن المنطقة واستقرارها. كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برقيتين مماثلتين الى روحاني. كما رحبت دولة الكويت بالاتفاق، وأعرب وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجار الله عن »ترحيب دولة الكويت بالاتفاق حول الملف النووى الايرانى الذى تم التوصل إليه«. وأعرب الجار الله عن أمله بأن يشكل هذا الاتفاق بداية ناجحة لاتفاق دائم ينزع فتيل التوتر ويحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها، مشددا على أهمية أن يتحقق الالتزام بهذا الاتفاق بما يحقق الأهداف والمقاصد المرجوة منه«. ومن ناحية أخري، أعدت إدارة الدراسات والبحوث التابعة لقطاع المعلومات والتطوير فى مجلس الأمة الكويتي، تقريراً عن الملف النووى الايرانى وذكرت الباحثة أسماء العجمى فى مقدمة تقريرها الذى أعدته ان هذا الملف الشائك يطرح تساؤلات حول التداعيات المحتملة على أمن المنطقة بصفة عامة والخليج بصفة خاصة، مقسمة الدوافع والاعتبارات التى تحرك السياسة النووية الإيرانية الى سياسية واستراتيجية وعسكرية واقتصادية. وأوضحت ان الدوافع السياسية والاستراتيجية الايرانية تتمثل فى تطوير قدراتها النووية وإحداث تقارب فى موازين القوى مع إسرائيل، وبناء مكانة متجددة على الساحة الإقليمية والدولية والمشاركة فى ترتيبات أمن الخليج والاستفادة من التحولات الهيكلية فى النظام الدولى لتعزيز مكانتها بالمنطقة. وفى دمشق، هنأ الرئيس السورى بشار الأسد إيران بالتوصل الى اتفاق نهائى بشأن الملف النووي، معتبرا ذلك »نقطة تحول كبرى فى تاريخ إيران والمنطقة والعالم«. وأوضحت وكالة الانباء السورية الرسمية »سانا« أن الاسد قال فى برقيتى تهنئة ارسلهما الى مرشد الثورة الإيرانية على خامنئى والرئيس حسن روحانى »توقيع هذا الاتفاق يعتبر نقطة تحول كبرى فى تاريخ ايران والمنطقة والعالم واعترافا لا لبس فيه من دول العالم بسلمية البرنامج النووى الايراني«.