وسط اتهامات متبادلة ما بين الأطراف المختلفة حول مسئولية فشل التوصل إلى اتفاق نهائى حتى الآن، خيم الجمود أمس على المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة "5+1"، ذلك رغم نهاية المهلة الرسمية المقررة فى 30يونيو الماضى ومهلة التمديد أيضا منذ الثلاثاء 7يوليو الحالى وحتى مساء أمس. فقد أعلن وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند أمس أن المفاوضات حول الملف النووى الايرانى فى فيينا تجرى "ببطء شديد" وان اجتماعا وزاريا جديدا سيعقد اليوم، السبت. وصرح هاموند لصحفيين تجمعوا امام مقر انعقاد المفاوضات قائلا : "العملية تجرى ببطء شديد"، مضيفا "انا واثق بان مفاوضينا الذى يعملون مع الجانب الايرانى فى الساعات المقبلة سيتمكنون من توضيح بعض جوانب النص وعندها سنجتمع مجددا (السبت) لنرى اذا كان بالامكان تجاوز العقبات الاخيرة". من جانبها، اتهمت إيران الدول الكبرى بالتراجع عن تعهدات سابقة فى المحادثات النووية وكشفت عن "خطوط حمراء" جديدة لها فى المحادثات التى انقضت مهلة حددها المشاركون فيها دون التوصل الى اتفاق. وقال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف: إنه من غير المرجح إن المفاوضين سيقضون نهاية الأسبوع فى فيينا على الأرجح. وأضاف متحدثا عن المواقف التفاوضية للدول الكبرى: "الآن هم لديهم مطالب مفرطة". وكان جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى قد هدد بالانسحاب من المحادثات مع طهران ما لم تتخذ الخطوات النهائية اللازمة للتوصل بسرعة إلى الاتفاق. بيد أن كيرى أوضح أيضا أن موعد رحيله وفريقه لم يحن بعد. وقال كيرى داعيا إيران بشكل غير مباشر لاتخاذ الخطوات النهائية:"لا يمكننا الانتظار إلى الأبد لصدور قرار فى هذا الشأن. إذا لم تتخذ القرارات الصعبة، فإننا مستعدون تماما لوضع حد لهذه العملية". وفى الوقت نفسه، كتب نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف على تويتر: "نحن نقوم بعمل شاق، ولكن ليس على عجل. لن نغير وجهة الحصان فى منتصف الطريق". وأكد ظريف أن إيران والسداسية الدولية تعملان بجد للتوصل إلى اتفاق نووي، لكن ليس هناك ما يدعو للاستعجال. وردا على سؤال عن المدة التى سيستمر فيها فى فيينا للتفاوض، قال:"طالما لزم الأمر ذلك". وفى السياق نفسه، قال المفتش النووى الدولى ديفيد أولبرايت ل"الأهرام": "إن الاتفاق لن يفشل بسبب تجاوز المهلة الزمنية الثانية.. لكن فى سبتمبر المقبل لو لم يتم التوصل لاتفاق، سيكون على الكونجرس التصويت على قرار تمديد العقوبات على إيران وهو ما يفتح الباب لتعقيدات الجميع كان فى غنى عنها". جاء هذا فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن أن مسئولين إيرانيين بارزين وجهوا اتهامات للولايات المتحدة والقوى الأوروبية بالتراجع عن الالتزامات الأخيرة التى قطعتها فى المفاوضات حول البرنامج النووى لطهران، وأكدوا أنه سيتم تفويت مهلة الكونجرس للتوصل إلى اتفاق. وأضافت الصحيفة أن كبار المفاوضين الإيرانيين تحديدا اتهموا الولاياتالمتحدة وشركاءها فى الاتحاد الأوروبى بالتراجع مجددا خلال ال 24ساعة الماضية عن الالتزامات التى قالت طهران إن القوى العالمية الست (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا والصين) قطعتها بشأن القضايا التى تشمل تخفيف العقوبات ورفع الحظر الذى تفرضه الأممالمتحدة على تصدير الأسلحة إلى إيران.