أعلن حسام أبو المجد مدير الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير التربية والتعليم هذا الأسبوع ، أن الوزارة خصصت فى العام الدراسى الجديد ( 10 ) درجات لطلاب الثانوية العامة على الحضور والسلوك بالمدرسة ، بهدف القضاء على ظاهرة الغياب طوال العام الدراسى ، ولتحقيق دور المدرسة التربوى والتعليمى ، فى الوقت الذى يرفض فيه بعض الخبراء الفكرة ، مؤكدين أن ذلك سيفتح بابا للتحايل، وإدخال بعض موظفى التعليم فى عمليات ابتزاز جديدة للآباء لإحضار الطالب على الورق ، وأن القضية هى أن المدرسة ليس بها تعليم حقيقى أو جاذب للطالب. يؤكد الدكتور حسنى السيد أستاذ الدراسات التربوية أن هذا القرار سيزيد من يستغلون الأولاد والآباء فى عملية الحضور والانصراف ، وهو مفسدة لأخلاق الجيل الجديد الذى يتعلم الحصول على الدرجات بالرشوة والتضليل ودون وجه حق ، مما يستحيل معه تنفيذ قرار الوزارة فهل يمكن أن تسيطر الوزارة على حضور مدرسى الثانوى أنفسهم لأنهم فى امبراطورية خاصة منصرفون للدروس الخصوصية ويجعلون المدرسة (ترانزيت) ، لتزيد أزمات الثانوية العامة مع وضع درجات على الحضور والغياب ، والعكس فى المدارس الخاصة التى تعمل بلا رقيب ، فتعطى لكل طلابها الدرجات العشرة وتضمن درجة مجانية للتفوق ، فالتعليم بهذا القرار أصبح فى أزمة جديدة ، والأساس هو غياب الأخلاقيات لدى بعض العاملين بالتعليم ، وهى فى الحقيقة هى باب رزق للإداريين لإثبات حضور الطالب على الورق فقط ، وفتح باب جديد لابتزاز أولياء الأمور ، لأن الطالب فى ثانوية عامة وهى سنة حساسة جدا ، وهذا يمثلت تلاعبا فى مستقبله ، وليس هناك وقت لمثل هذه التجارب الفاشلة . وأن الأفضل أن تركز الوزارةت على دفع أجهزتهات للعمل، فلن يكون هناك نجاح دون دور فاعلت فى الرقابة والمتابعة ، فجهاز المتابعة بالوزارة برغم خطورته ، كل عمله هو كتابة تقارير من نوعية (كله تمام ) مع خطط وهمية ،وتضليل الوزير بأن الحضور بالمدارس كامل العدد، فى الوقت الذى لا يحضر فيه كثير من الطلاب .ت وأضافت الدكتورة سعاد الفجال رئيس قسم التطوير بالمركز القومى للامتحانات ، أن فكرة وضعت الدرجات فى حد ذاتها تنجح إذا ارتبطت بتنفيذ لائحة جديدة للطلاب بموافقة أولياء الأمور، وبعد دراسة موضوعية، وبما يحقق الانضباط بالعملية التعليمية، فالطالب يغيب عن مدرسته لعدم قناعته بالأداء الحالى ، بل إنه يعتبر الحضور نوعا من إضاعة الوقت، فالوزارة ورثت تركة مثقلة فى الوقت الذى تحاول فيه تطبيق المثالية المطلوبة لتخريج طالب متميز متوافق مع التعليم المتقدم، والقضية هنا ليست فى الغياب والحضور فقط ، أو الثواب والعقاب، ولكن فى العملية التعليمية التى تدار بها المدرسة ، فالطالب لو وجد مدرسا جادا يشرح الدرس بإخلاص لا يمكن أن يغيب ، لأن المدرسة حاليا خرجت من إطار التعليم الحقيقى ، والمدرس لو وجد التقدير المادى يمكننا أن نلزمه بالشرح ونعاقبه لإهماله، والحقيقة أن الجداول الدراسية وهمية يأخذ عنها المعلمون مكافآت مضاعفة ، فتصحيح الأوضاع لن يكون بين يوم وليلة، لأن هذه الفكرة لا تكون إلا بقرار تربوى من خبراء ، وهذا يبدأ أيضا بحسن اختيار طالب التربية الذى تتجه الاتهامات إلى أنه أقل فى المستوى من غيره فى الكليات الأخرى ، لقصور فى المناهج والتدريب العملى ، كما أن المدرس فى حاجة للإطلاع على آخر المستجدات فى الشرح والعملية التعليمية ، مع تغيير فى المنهج ، بما يركز على الفهم وليس الحفظ الذى مازال معيارا للثانوية العامة، ثم يكون هناك دور حقيقى لأولياء الأمور من خلال مجالسهم بالمدارس ، وتزكية المعلمين المتميزين والنابهين للأداء الأفضل وذوى القدرات الخاصة ، ويمكن من خلال الضبط والربط تنفيذ الفكرة باعمال سنة على الغياب والالتزام بإبلاغ ولى الأمر برسالة الكترونية فى حالة الغياب ، لتكون المسئولية مشتركة بين المدرسة والأسرة، وأشار الدكتور أحمد حجى عميد تربية حلوان سابق إلى أن فكرة أعمال السنة فى الأساس هى لتقويم مستوى الطالب، ولا يصح أن تتجه للحضور والانصراف ، فاهتمام المدرس وضبط الأداء المدرسى يجعل الطالب وأسرته مقتنعين بدور المدرسة، فهناك على سبيل المثال ظاهرة فى تعليمنا ليست موجودة عالميا وهى امتحان ودراسة الطالب فى الثانوية العامة للمواد العلمية العملية نظريا فقط ، ثم يدخل كلية عملية مثل الطب والهندسة ولم يسبق له دخول معمل للتجارب العملية ، فاصبحت الدراسة نظرية بالثانوية ، فما الدافع ليحضر بالمدرسة بعد ذلك. فالحل المناسب أمام الوزارة هو تحقيق الإصلاح الشامل للعملية التعليمية، وليس الجزئى ، وإعادة الاعتبار والانضباط للمدرسة، وعدم التعويل على درجات للحضور ، لأنها تهدر مبدأ تكافؤ الفرص ، فمن يدفع المال للسكرتير أو الإدارى سيأخذ كل الدرجات، وتكون فرصته أعلى فى دخول أفضل الكليات على حساب من لا يقدر على الدفع مما يجعل هذه المرحلة من التعليم مفسدة للجيل ، وأن تكون هناك مبادرة بحوار مفتوح لوضع حلول عملية وحقيقية لمشكلة التعليم الثانوى ، وبالتنسيق مع التعليم العالى لقبول أفضل المستويات فى كليات التربية ، ليضمن تخريج جيل من المدرسين لديهم قدرات واقتناعا بالعملية التعليمية، مع ضرورة منح ترخيص للتدريس لاختيار الأنسب للمهنة وتطوير قدراته التعليمية والعلمية والسلوكية لتربية الطلاب .