أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن إطلاق الريف المصرى الجديد وإضافة المليون فدان، هو الحلم الجديد بعد افتتاح قناة السويس الثانية فى 6 أغسطس المقبل. جاء ذلك خلال مشاركته فى حفل إفطار صندوق «تحيا مصر» أمس الأول . وقال الرئيس إن الصندوق قناة موازية للدولة ومورد إضافى للإسهام فى مواجهة التحديات الداخلية وتلبية احتياجات الناس وتنفيذ مشروعات التنمية. أوضح أن هناك فى مصر 4500قرية كانت تعانى مشكلة الصرف تم انشاء صرف صحى فى 500وباق 4 آلاف قرية تحتاج إلى 200مليار جنيه لانشاء صرف صحى بها. وقال لرجال الأعمال من الحضور: لو معي 100 مليار جنيه لن أفكر لثانية فى أن اقدمها لمصر. وأشار إلى أن هناك 90مليون مصرى فى رقبتنا وخرجوا مرتين فى 25يناير و30يونيو لو خرجوا مرة ثالثة لن يرجعوا، ومصر مش هترجع تانى وقال إن مصر ربنا خلقها حتى تستمر. وخاطب رجال الأعمال قائلا: مصر أولى بكم وبكل قرش، استثمروا فى بلدكم ولو لديكم مشكلة اعرضوها على ونعمل على حلها، واستطرد: مصر أعطتنا الكثير وعلمتنا بالمجان. وقد كلف الرئيس القوات المسلحة بعلاج الشباب المصرى المصاب بفيروس «سي» فى سن التجنيد حتى شفائهم. وحول صندوق «تحيا مصر» تحدث الرئيس عن فكرته وقال: هى لإيجاد قناة موازية للدولة توفر موردا إضافيا للإسهام مع الدولة فى إيجاد أمل للمصريين ولتنفيذ مشروعات التنمية والتحديث, يساهم فيه كل المصريين، مشيرا إلى أن للصندوق مجلس أمناء وقانون يحدد مهام عمله وانشطته مشددا على أن مصار لن تقوم إلا على أكتاف أبنائها من رجالها ونسائها. وأوضح الرئيس: «أنه خلال السنوات الماضية لم يكن لدى المصريين أمل فى مستقبل أفضل حيث حجم المطالب كبيرة وما يقدم للناس لا يكفي... ولم يكن الكثيرون ينظرون إلى الحقائق على الأرض أو يسألون أنفسهم لماذا تراجعت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى مصر». وجدد الرئيس التعبير عن تفاؤله بتحقق توقعاته بمساهمة كل المصريين ورجال الأعمال والأغنياء فى البلد فى الصندوق لكى تحيا مصر، مشيرا إلى أن زيادة حجم المساهمة مسألة وقت, موضحا: «أن البعض قال إننى متفائل جدا عندما قلت عاوز 100 (مائة) مليار جنيه.. لكن الأمور على مستوى الدول تأخذ وقتا حتى تجد مثل هذه الأفكار صداها فى عقول الناس». ونبه الرئيس مجددا إلى حجم التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها مصر والظروف الصعبة التى يمر بها البلد فى هذه الآونة الأمر الذى حدد الهدف الاسمى بعد الانتخابات الرئاسية وهو الحفاظ على الدولة المصرية وتثبيت أركانها . وأضاف: «هناك تحديات كبيرة علينا مواجهتها كلنا معا... وعلى مستوى التحديات الداخلية ضرب الرئيس مثلا بأوضاع المواطنين والمعيشة فى مناطق بها مصارف منها مصرف يلقى فيه نحو 32 مصنع قطاع خاص غير مصانع القطاع العام مخلفاتهم ويعيش حوله نحو 4.5 مليون مواطن وتروى منه آلاف الأفدنة ومن ثم يشكل مصدرا كبيرا للأوبئة والضرر بالصحة العامة».. مشيرا إلى أن مثل هذا المصرف موجود مثله فى كثير من أنحاء مصر. وتطرق الرئيس على سبيل المثال إلى أوضاع القرى الأكثر احتياجا وتعانى من مشكلة الصرف الصحي، مشيرا إلى أن فى مصر 4500 قرية (أربعة آلاف وخمسمائة قرية) تم انشاء صرف صحى ل 500 (خمسمائة ) قرية حتى الآن.. والباقى (4 ألاف قرية) يحتاج إلى 200 مليار جنيه لإنشاء صرف صحى لها. وزاد: هناك أيضا تحديات أخرى مثل البيروقراطية والفساد قائلا: «مكان ماتضع يدك فى قطاع من قطاعات الدولة تجد «هم» كثير... وعلاج هذه المشكلة والتعامل معها يحتاج إلى أموال غير موجودة الأمر الذى يعنى ببساطة أن بلادنا محتاجة أكثر من ذلك بكثير». وروى الرئيس للحاضرين ما دار فى لقائه أخيرا مع أحد المسئولين الأوروبيين الذى تحدث معه فى أوضاع حقوق الإنسان واتهم مصر بعدم الاهتمام بحقوق الإنسان قال الرئيس: سألته: ميزانيتكم السنوية كام؟... فأجاب المسئول: 450 (أربعمائة وخمسون) مليار إسترليني.. قلت له: طيب ميزانية مصر السنوية تعادل 15 (خمسة عشر) مليار إسترلينى فقط بعد العجز وخدمة الدين والدعم... أنتم 60 مليون نسمة ونحن 90 مليون «مشيرا إلى أن تلبية احتياجات المواطنين فى ظل هذه الظروف الصعبة.. هى صلب الاهتمام بحقوق الإنسان. رسائل إلى رجال الأعمال والأغنياء وتوجه الرئيس بحديثه إلى رجال الأعمال قائلا: «لو معايا 100 (مائة) مليار جنيه لن أفكر مجرد ثانية فى أن أقدمهم لك يا مصر.. ممكن واحد يقول لي: لكن ليس معك هذا المبلغ.. سأقول له: أنا وأسرتى سنأكل ما نأكله ونشرب مانشربه ومحدش سيأخذ شىء معه... لكن لو معايا ما أستطيع به أن أسعد به الناس يبقى كرم كبير من ربنا.. وربنا أراد إن واحد منكم يتحمل مسئولية هذه البلد... والدولة لن تستطيع تلبية احتياجات كل الناس بمفردها». وأضاف: ال 90 مليون مصرى فى رقبتنا وخرجوا قبل ذلك مرتين (25 يناير 30 يونيو) ولو خرجوا مره ثالثه مش حيرجعوا تاني.. ومصر مش هترجع تاني... مصر ربنا خلقها علشان تستمر». وحول دور رجال الأعمال فى المساهمة فى تثبيت أركان الدولة أكد الرئيس أن كل الدعم لرجال الأعمال وهناك مشروعات عديدة متاحة بالدولة للمساهمة فى تنفيذها مشيراً إلى أن هناك 40 (أربعين) مليون متر مربع فى شرق التفريعة غرب خليج السويس جاهزة لإقامة مشروعات وستكون البنية الأساسية قد تم استكمالها قبل البدء فى تنفيذ المشروعات. وأضاف مخاطباً رجال الأعمال: «مصر أولى بكم وبكل قرش.. أنتم آمنين لأننا لايمكن أن نأكل أموال الناس.. استثمروا فى بلدكم ولو لديكم مشكلة إعرضوها عليا ونعمل على حلها». ولفت إلى أن حجم الجهد المطلوب كبير وحل مشكلة البطالة يحتاج إلى جهد كبير من كل من يريد أن يعمل شيئا للمصريين أبناء بلده. واستطرد: «مصر أعطتنا الكثير رغم غُلبها.. مصر علمتنى بالمجان وعلمتنا بالمجان..! الفاتورة كبيرة ولازم نقف كلنا مع بلدنا». الحلم الجديد وأعلن الرئيس أن مشروع الريف المصرى الجديد وإضافة مليون فدان إلى الرقعة الزراعية سيتم إطلاقه فى السادس من أغسطس القادم كحلم جديد بعد تحقيق وشق قناة السويس الثانية موضحا: أن مصر تحتاج إلى حلول سريعة لمشاكل كبيرة وأن هذا الحلم الجديد الذى سيتحول بإذن الله إلى واقع مثل قناة السويس الثانية لن يتم تمويله من صندوق تحيا مصر». «تنمية البشر» كما أعلن الرئيس عن مشروعات قادمة تتعلق بالتنمية البشرية قائلاً: «حتى الآن نحن نتكلم عن مشروعات بنية أساسية عن حديد وأسمنت.. نحن لم نبدأ بعد فى تنمية البشر وسنبدأ فى ذلك فوراً لأننا اهتممنا بالمشروعات أولاً من أجل أن نعطى للناس أملا ويكون لدينا أساس نشتغل عليه سواء معى أو مع من سيتولى المسئولية بعدى». ثقافة العمل وشدد الرئيس على أهمية إشاعة ثقافة العمل من أجل الخروج من هذه الظروف حتى تعود مصر إلى مكانتها الطبيعية قائلا: «علينا ألا نفكر سوى فى العمل فقط.... داعياً إلى الاطلاع على تجارب العمل وكيفية تعامل الناس الغلابة والفقراء مع احتياجهم».. ومشدداً على أن «الناس عشان يكون عندها كرامة وكبرياء لازم تشتغل». مواصفات المسئول وحول المسئولين عن إدارة مواقع بالدولة والمؤسسات أكد الرئيس بصراحة: «أن الظروف الصعبة التى يمر بها البلد لا ينفع معها أن يتولى أو يدير مسئول لا يعرف.. فالذى لا يعرف لا ينفع فى هذه الظروف... البلد محتاجة فى كل المواقع إلى الشخص الشاطر جداً الذى لديه همة كبيرة ومخه كبير وليس لديه مطالب (مش عاوز حاجة خالص)». دور الصحافة الإعلام والمثقفين وشدد الرئيس على أهمية نشر الوعى بالتحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها البلاد قائلاً: «أدعى أننى أعرف قضية بلدى جيداً وجزء كبير منها يتعلق بوجود وعى حقيقى لدى الناس بحجم المخاطر والتحديات الحقيقية... هذا الأمر لا يجب أن يغيب عن أعيننا». واستطرد الرئيس: البعض يظن أن التغيير السياسى هو مدخل للحل لكنى أرى أن التغيير السياسى ليس فقط هو الحل إنما الحل هو تحقيق الاستقرار والهدوء وبث الاطمئنان فى نفوس الناس وإشاعة ثقافة العمل فالعمل هو الأمل الحقيقى فى غد أفضل وفى السابق لم يكن متاح ظروف طبيعية لذلك... ولفت إلى أن ذلك ذكره لعدد من المثقفين والصحفيين كان قد التقى بهم فى شهر أبريل 2011 والبعض منهم اعتبر هذا الكلام «نظرة متفائلة». وأوضح: «التحديات الكبيرة والظروف الصعبة التى تمر بها مصر تحتاج إلى حجم كبير من الهمة والإخلاص والتضحية والأمانة والشرف والإرادة.... وعلينا أن نسأل أنفسنا هل ذلك موجود بالحجم المطلوب الذى يناسب هذه التحديات والظروف للتغلب عليها وعبورها وتحقيق غد أفضل أم لا ؟! علاج مرضى فيروس C وبالنسبة للرعاية والعلاج من فيروس C أصدر الرئيس قراراً بعلاج الشباب حاملى فيروس C المتقدم للتجنيد على نفقة القوات المسلحة حتى شفائه وإلحاقه بالخدمة العسكرية لو احتاجت القوات المسلحة إليه. وحول التوقعات بشأن خفض نسبة الإصابة بالمرض فى مصر من 3% إلى 2% من عدد المواطنين بحلول عام 2018 أوضح الرئيس أن الدولة فى هذه الحالة ستكون فى حاجة إلى 72 مليار جنيه لعلاج 8 ملايين مصاب بالمرض حتى شفائهم تماماً فهل نستطيع تدبير هذا المبلغ خلال 3 سنوات؟ وكان صندوق تحيا مصر قد أقام أمس الأول مأدبة إفطار حضرها رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب والإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثانى وعدد من الوزراء والإعلاميين والصحفيين ورجال الأعمال والشخصيات العامة وتحدث فى بداية اللقاء الأستاذ وائل عويضة عضو مجلس أمناء صندوق تحيا مصر وعرض لمساهمات الصندوق فى مشروعات التنمية ومنها مشروعات تطوير العشوائيات ومشروعات توفير الرعاية والعلاج لمصابى فيروس C والإفراج عن الغارمين والغارمات مشيراً إلى أن هناك ألف حالة تم الإفراج عنها وهناك ألف حالة أخرى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عنهم خلال أيام. كما عرض الأستاذ محمد عبدالعزيز المدير التنفيذى لمبادرة اسمعونا مشروع تطوير 25 قرية فى أنحاء مصر وبداية التجربة فى قرى محافظة الأقصر.