يواكب شهر رمضان الكريم الإجازة الصيفية لأبنائنا، الذين نعمل خلالها كأمهات واعيات بقيمة الوقت على اكتشاف قدراتهم وخاصة الصغار منهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها والإستفادة منها. وحتى نستطيع رسم إبتسامة على وجوههم وذلك عن طريق السماح لهم بدخول المطبخ كطباخيين وليس متفرجين فقط فذلك يعطى الطفل فرصة لمحاولة تحضير طبق يحبه وخاص به ، وسيمحنه الحصول على دفعة كبيرة من الثقة بالنفس. والأهم هو تعزيز صحتهم فى المستقبل من خلال تعليمهم أمور التغذية وكيفية تحضير وجبات صحية، لذلك يجب علينا السماح للطفل تدريجياً بإتقان أساليب الطهي، وذلك بدءاً من التقنيات البسيطة مثل استخدام القوالب الخاصة إلى الخبز فى الفرن، كما يجب منحهم الوقت الكافى من بداية العمل و حتى الانتهاء منه، كذلك العمل على شرح طرق الطهى المختلفة وذكر الغرض من طريقة الطهى المتبعة، ونصيحة من خبراء التغذية بتعليم الصغار دخول المطبخ فى سن مبكرة ليستمتعوا ويستفيدوا، خاصة إن كانوا يقومون بعمل إحدى الوصفات المفضلة لديهم. ويقدم الخبراء بعض النصائح للأمهات حول أصول الطبخ مع الأطفال وهي: يجب أن توفر الأم القواعد الأساسيةلسلامة الطهى قبل بدء العمل مع أولادها فى المطبخ، وذلك بتعليمهم غسل أيديهم بالماء والصابون لقتل جميع الجراثيم، وعند بدء الطهى يجب تدريبهم على بعض الأساسيات المهمة، مثل كسر البيضة أو تحضير وتجميع المكونات لوصفة معينةوتوضيح أهمية قياس الكمية الصحيحة لكل عنصر من المكونات، وكذلك يجب توضيح الاختلاف بين الأوانى والأدوات المستخدمة، وللحفاظ على حماس الطفل لتعلم الطبخ و لزيادة متعة التعلم عندهم، يجب توزيع المهام اعتماداً على عمر الطفل وقدراته، وإليك بعض الأفكار التى تعتمد على عمره. تقليب "المهلبية" الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وستة - سن ماقبل المدرسة ، يكون بإمكانهم التحريك الفورى للمهلبية، وتحضير الخس لإعداد السلطة، والضغط على قوالب الكعك أو البسكويت، وصب المكونات السائلة على الخليط. أما الذين تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات وثماني، فيكون عملهم شطف الخضراوات، ومزج وخلط المكونات أو البيض، وقياس المكونات الجافة. والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات وعشر، بإمكانهم عجن العجين تحريك الخلطات الساخنة، وخفق المزيج، الشواء ، وقطع الأطعمة بالسكين,وأما للذين تكون أعمارهم فوق العشر سنوات، تكون مهمتهم تقطيع أو فرم الخضار، وقلى البطاطس ، والإشراف على الأطعمة في"الميكروويف"والأطعمة التى تحتاج إلى تركها لفترات قليلة على الموقد، والخبز فى الفرن. ويؤكد الخبراء أن هناك الكثير من الفوائد تأتى بثمارها على الأبناء من دخول المطبخ وهي: تعلم اللغات ويأتى ذلك من خلال قراءة بعض كتب الطبخ أثناء تحضير الطعام، كما يؤدى الى معرفة بعض أسماء الأطعمة لاسيما الفاكهة والخضروات، كما يتعلم الطفل مبكراً العمل فى فريق واحد والانتظار حتى يأتى دوره فى العمل وتنفيذ مايطلب منه، وهو بذلك يتعلم ثقافة تحديدالمهام والقيام بتنفيذ ماعليه. هناك شيء آخر يجب تعليمه للطفل وربطه بالعمل داخل المطبخ، وهو العلاقة بين بعض الأطعمة وبين المناخ والبلدان التى تنشأ فيها هذه الاطعمة، فمثلاالمانجو يحتاج مناخاً حاراً لذلك فهو ينمو فى الصيف فى البلدان التى تتميز بالمناخ الحار.. وهكذا. الطهى يعلمهم.. الفيزياء والكيمياء والحساب لاتستغربى عندما نقول إن المطبخ يقوم بتعليم الابن بعض العلوم مثل الحساب فهو يستطيع معرفة المقادير وقراءتها والذهاب الى السوبر ماركت لشراء المقادير مثل كيلو دقيق أولبن أوغير ذلك، ومن الممكن أن يتعلم الفيزياء عن طريق تعليمه كيفية تقليب العجين عكس عقارب الساعة ليخرج منه الهواء، وأيضاً الكيمياء بملاحظة التغييرات التى تطرأ على المواد بمجرد تعرضها للحرارة،وكذلك معرفة أن البيض يخرج من الدجاج، وأن اللبن يأتى من البقر أو الماعز، والخضراوات والفواكه تنبت فى الأراضى المختلفة. وأخيراً نقدم لك بعض النصائح الضرورية لتعليم أطفالك فن الطبخ: قومى بتعليمهم كيفية إستخدام الأدوات البسيطة بالمطبخ كالملاعق والشوك والسكاكين، وأعطيهم فرصة ليشاهدوك وأنت تستعملينها، ثم علميهم ماهو أعقد من ذلك بالتدريج، وعوديهم على إعادة مانأخذه من مكانه اليه مرة أخرى فيتعلمون النظام والترتيب، وتقبلى خدماتهم حين يعرضوها عليك بكل سرور، وإذا أخفقوا فى صنع بعض الأشياء البسيطة مثل ضرب البيض، أورش البقسماط على الدجاج، أوأثناء تقطيعهم البسكويت لعمل كيكة بسيطة،" أو إذا تلطخت ملابسهم"لاتظهرى غضبك، بل اجعلى كأن الأمر بسيط، وأخيراً أكدى لهم أن النظافة أهم شيء فى المطبخ وخاصة الأدوات التى يتم استخدامها، لأن النظافة تقى من الأمراض.