هل للصهيونية اليوم حق حقا- في القدس الشريف؟ السؤال ما زال قائما هذه الايام التي تشهد توالي صور التعصب واقتحام مساجد القدس وقبر يوسف من متعصبين يؤدون طقوسا تلمودية زاعمين انهم هم اليهود.. الواقع ان من يقيمون الآن في الارض العربية من المتعصبين والمستوطنين, ويقدمون النبوءات الصهيونية الكاذبة بحجة انهم ينتظرون المخلص ليس لهم علاقة; أية علاقة; بيهود التاريخ, ليسوا هم يهود خيبر في الشرق ولايهود الحرم في القدس, وان مايرددونه من ان المخلص لن يأتي الا بعد بناء هيكل سليمان يظل مجرد وهم; فالتاريخ يقول لنا ان هؤلاء ينحدرون من الاشكناز( اشكنازيم بالعبرية) وهم أساسا يهود شرق أوروبا( روسيا وبولندا) وأشكناز هو أحد أحفاد نوح, وكانت الكلمة تستخدم في بادئ الأمر للإشارة للشعب والبلد الموجودين علي حدود أرمينيا في أعالي الفرات, ولكنها في العصور الوسطي أصبحت تشير إلي الأراضي الأوروبية التي يسكنها الجنس الجرماني, ثم أصبحت تشير إلي ألمانيا وليس الي يهود الشرق بأية حال. كما ان صيغ الدين اليهودي التي يعرفونها هناك تختلف عن الصيغ المعروفة عن يهود التاريخ.. هؤلاء الاشكيناز هم الذين اسسوا اليوم اسرائيل, وهم الذين جاءوا بدعم استعماري-اوروبي-وامبريالي-امريكي-والمصطلح اتسعت دلالتة بحيث أصبح يتضمن كل يهود الغرب بما في ذلك يهود الولاياتالمتحدة وفرنسا وهولندا وإنجلترا( مع أن يهود هولندا وإنجلترا من أصول سفاردية لأن هؤلاء نسل المهاجرين اليهود من أسبانيا). ومع تتبع حركة التاريخ نري أنه بظهور حركة التطور الغربي أخذ الإشكناز في الاندماج في مجتمعاتهم, ولكن كرد فعل رجعي بدأت الحركة الصهيونية الشوفينية- تتحدث عن حقوق( الشعب اليهودي) غير أنها كانت تعني بشكل غير واع يهود شرق أوروبا بالدرجة الأولي وكذلك كل من يريد أن يهاجر من يهود الولاياتالمتحدة وفرنسا وإنجلترا( وهم قلة) مسقطة من اعتبارها اقليات اخري( السفارديم) من هذه الأقليات الشرقية الأخري مثل الفلاشاة وبني إسرائيل ويهود العراق وأفغانستان في العصر الحديث. هل لهؤلاء اليوم حق حقا- في القدس الشريف؟ سؤال لايحتاج لاجابة الآن في'مسيرة المليون'التي بدأت في الذكري السنوية السادسة والثلاثين ليوم الأرض. المزيد من أعمدة د.مصطفى عبدالغنى