«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صهيونية في ظل الأهرامات

في الفصول السابقة من كتاب صهيونية في ظل الأهرامات الذي أعدته الباحثة الصهيونية روث كيمحي‏,‏ استعرضنا بدايات انشاء فروع نشطة للحركة الصهيونية العالمية في مصر‏
وكيف تسللت عبر كبار الأثرياء اليهود إلي نسيج المجتمع المصري في ظل دولة لا تفرق بين المواطنين علي اعتبارات دينية‏,‏ وكيف مثل حضور الصهيوني الأكبر حاييم وايزمان للقاهرة‏1925‏ نقلة نوعية للنشاط الصهيوني في مصر‏,‏ ولكن قيام الانتفاضة الفلسطينية عام‏1929‏ ادي إلي التزام هذه الحركات موقف الكمون رغم استمرار تدفق التبرعات للحركة نفسها‏..‏ وشهدت الثلاثينيات ايضا شقاقا داخل اجنحة الحركة بين الحرس القديم والحرس الجديد المتمرد والذي سمي نفسه جيل الاصلاحيين‏,‏ وتصفه الباحثة بانه اكثر صهيونية وشراسة ويؤمن بضرورة إقامة اسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات وإبادة الجنس العربي كله‏.‏
وتفسر الباحثة الصهيونية روث كيمحي ضعف التنظيمات الصهيونية في مصر في تلك الفترة‏,‏ وقد اوردت اسبابا رئيسية لهذا الضعف‏,‏ هي‏:‏ حالة اللامبالاة من جانب اعضاء الجالية الشباب والكبار في السن الذين كانوا يعيشون في رغد واستقرار وينعمون بالأمان بدون تهديد يهدد وجودهم او مستقبلهم في مصر‏,‏ وأن الذين كانوا يعملون في اللجان الصهيونية في مصر كانوا من الحزبيين من الشخصيات العامة ولم يكونوا من الأيديولوجيين‏,‏ وان قادة الجالية كان لهم موقف متحفظ‏,‏ وفي بعض الأحيان كان هذا الموقف معاديا للمشروع الصهيوني باحتلال فلسطين‏,‏ وان الهستدروت الصهيوني العالمي وكذلك المؤسسات الصهيونية في أليشوف‏(‏ فلسطين في عصر الاحتلال البريطاني‏)‏ كانوا يهملون الجالية اليهودية ويستبعدونها من اي دور ريادي او غير ريادي في المشروع بالرغم من تصهين قادة هذه الجالية وقطاعات كبيرة منها‏,‏ خاصة قطاع الشباب‏,‏ تلك هي الأسباب الرئيسية في نظر الباحثة التي اثرت علي تطور الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ في مصر في تلك الحقبة‏,‏ والتي تأثرت بدورها بالجوانب الجغرافية الثقافية اليهودية لهذه الجالية‏.‏
وتزعم الباحثة الصهيونية ان السلطة المصرية ابدت تسامحا كبيرا‏,‏ سواء تجاه الفكرة الصهيونية ولدلالاتها من حيث المشروع الصهيوني في فلسطين او تجاه النشاط الصهيوني الذي كان يبذل بين الجالية اليهودية في مصر‏,‏ وتقول الباحثة ان الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين كانت تعمل بكل حرية‏,‏ ولم تجرم قانونا وانه إذا كان لقادة الجالية مخاوف إزاء نشاطها في فترات واحقاب معينة فقد كانت هذه المخاوف نتيجة لمخاوف غريزية طبيعية لإقلية يهودية في بلد إسلامي ولم تكن ترجع إلي قيود سلطوية‏,‏ ان ضعف التنظيمات الصهيونية في هذه السنوات كان يرجع إلي اللقاء الفاشل غير الناجح الذي جري بين الأخلاق والطباع الثقافية والاجتماعية اليهودية للجالية وبين نظريتها المتناقضة بأليشوف ومؤسساته الصهيونية في فلسطين في عصر الانتداب‏.‏
وفي تحليلها لأسباب هذا الضعف تقول الباحثة ان الجالية اليهودية في مصر قد اشتهرت بمؤسساتها العامة الطائفية البديعة‏,‏ فقد كان لديها معابد ومستشفيات ومدارس ونشاط خيري ضخم‏.‏
وكان وراء هذه المشروعات العامة مجلس الجالية في المدينتين‏(‏ القاهرة والإسكندرية‏),‏ وكان يدير هذه المشروعات نفس أبناء الطبقة الرقيقة صاحبة رءوس الأموال والمقربة من السلطة وكانت هذه الطبقة هي التي تتبرع بأموالها وكانت هي التي تقيم هذه المؤسسات‏,‏ وكانت في أغلب الحالات تسمي بأسماء من انشأها‏,‏ وباستثناء هذه الطبقة المحدودة فإن عموم الجماهير اليهودية في مصر كانت تتسم بفقدان اي تقاليد بممارسة او مزاولة اي نشاط عام او سياسي ليس فقط في حركة أجنبية او غريبة عليها كالحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ وإنما ايضا في الأمور والقضايا العامة المحلية‏.‏
‏30‏ ألف يهودي في القاهرة
وقد ساق مبعوث الصندوق التأسيسي بأليشوف‏(‏ الوجود الصهيوني في فلسطين‏)‏ مثالا علي اللامبالاة السياسية في خطابه الذي بعثه في ذلك الوقت لرئاسة الصندوق في فلسطين بقوله إنه ليس هناك اي اهتمام بالقضايا العامة‏,‏ بل وحتي المحلية من جانب اعضاء الجالية ان عدد الذين يدفعون ضريبة الجالية الف يهودي فقط من بين‏30‏ ألف يهودي في القاهرة‏,‏ بيد أنه حتي هذا الألف غير مهتم بشئون الجالية‏,‏ ولا يحضر الاجتماع العام لمجلس الجالية سوي اربعين شخصا فقط‏,‏ تلك نماذج قليلة جدا مما وجدته من عدم اهتمام يهود الجالية في مصر حتي بأمورهم العامة‏,‏ فما بالنا بأمور المجموع العام اليهودي كله‏,‏ وبخاصة الصهيونية؟
وهذه اللامبالاة استمرت ايضا في الاربعينيات ان عدم تسييس يهود مصر له أسباب عديدة‏,‏ منها أن يهود مصر لا يهمهم سوي الفرد فقط لا الجماعة‏,‏ سواء علي المستوي الشخصي الفردي او علي المستوي الطائفي‏,‏ او علي مستوي الجالية‏,‏ فعلي المستوي الشخصي فإن معظم أبناء الجالية في مصر كانوا من المهاجرين الذي قدموا إليها من اماكن كانوا يطاردون فيها ويضطهدون او ممن كانوا لا يجدون وسيلة للكسب والاسترزاق‏,‏ وكان هدفهم الرئيسي هو تحقيق النجاح الاقتصادي والشعور بالأمان الشخصي‏,‏ وكانوا يبذلوا كل همهم وجل جهدهم في السباق وراء النجاح والاندماج والانخراط في الثقافة المادية وفي حياة الرفاهية التي كانت مصر في تلك الحقبة توفرها لهم وتعرضها عليها‏,‏ وعلي المستوي الطائفي‏,‏ ومستوي الجالية فقد أثرت تعددية الجالية من حيث المولد والتعليم والتقاليد والمكانة الاجتماعية علي وحدة وتضامن الجالية كجمع عام واحد‏.‏
أما اشتراكية صهاينة فلسطين فقد كانت تبدو في أعينهم الرأسمالية كبلشفية‏.‏ وكانت مصطلحات مثل البروليتاريا و الحرب الطبقية والسجود ل دين العمل فقد كانت متناقضة تماما ومتعارضة بالكلية مع واقع الأقلية اليهودية البرجوازية المصرية التي كانت تعيش في مجتمع طبقي وفي بلد إسلامي يعيش تحت سلطة استعمارية‏.‏ إن الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ التي كانت تنادي بالعودة إلي الأرض وبالعمل اليدوي لم تكن تخاطب قلوبها‏.‏ فضلا عن ذلك فإن نظام الحكم في مصر كان يحارب بضراوة أي مظهر من مظاهر الاشتراكية‏,‏ ومن ثم فإن معظم أعضاء الجالية‏,‏ بمن فيهم أعضاء اللجان الصهيونية الذين كانوا يميلون إلي الصهيونية العمومية كانوا يخشون من الانتماء إلي أي نوع‏,‏ أو أي شكل من أشكال الاشتراكية‏.‏ ومع إقامة حركة الشباب الحارس الشاب الصهيونية‏(‏ هشومير هاتسعير‏)‏ في القاهرة في عام‏1932‏ اضطر أعضاء الحركة إلي إخفاء أي علاقة أو صلة بالحركة الأم وكانوا يلقبون أنفسهم بحركة العبري الشاب‏(‏ بدلا من الحارس الشاب‏).‏
ورغم هذا الستار فقد كانوا يلقبون ب الاشتراكيين أو بالشيوعيين أو ب البلاشفة بسبب كونهم معروفين بتأييدهم لحركة العمل‏.‏ وبالرغم من هذا الغطاء أيضا رفض طلبهم وهم في بداية طريقهم بالاعتراف بهم كجمعية صهيونية تعمل تحت اشراف الهستدروت الصهيوني بمصر‏.‏ وربما فسر هذا نجاح الحركة الإصلاحية في التسلل إلي دوائر صهيونية وإلي الأكثر ثراء من اليهود الذين لم يكونوا يشاركون حتي ذلك الوقت في أي جهد قومي‏,‏ فهي لم تكن حركة اشتراكية حمراء وإنما كانت جزءا من القطاع المدني في المستعمرات اليهودية في فلسطين‏(‏ اليشوف‏).‏
الصهيونية الروحية
أيضا كما تذكر الباحثة كان هناك سبب آخر حال دون تطور الحركة الصهيونية وانتشارها في مصر حسب الباحثة الصهيونية وهو علمانية الممثلين والمندوبين الصهاينة‏,‏ وكذلك قادة الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ وعلي رأسهم حاييم وايزمان وزئيف جابوتنسكي المعلنة‏.‏ فهذه العلمانية كانت بمثابة رادع دون انجراف يهود مصر وراء أفكار الحركة‏,‏ فهؤلاء اليهود‏,‏ وإن لم يكونوا من اليهود الأرثوذكس إلا انهم كانوا في الأساس تقليديين ومحافظين في كل ما يتعلق بالأسرة وبمكانة المرأة في المجتمع‏.‏ وكان هؤلاء اليهود يؤيدون في العشرينيات الصهيونية الروحية‏,‏ لأنهم كانوا يعتبرونها حلا ممكنا لتقوية الوازع الديني بين جيل الشباب بالجالية الذي أخذ يبتعد عن الديانة اليهودية بسبب التعليم العلماني الذي يتلقاه والحداثة في كل شيء‏.‏ إلا أن هذا التأييد توقف مع تعرضهم للصهيونية التنفيذية ولمبعوثيها‏,‏ حيث كانوا في نظرهم ملاحدة و فساق‏,‏ الأمر الذي جعلهم يتحفظون منها ويرفضونها‏.‏ من ذلك علي سبيل المثال ما قاله يهودي من الاسكندرية بأنه يعتبر وايزمان غير صهيوني‏,‏ لأنه شاهده يدخن في يوم السبت‏.‏ ومن ذلك أيضا ما عرف بفضيحة أسطورة عيد الفصح التي وزعتها الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ علي أعضاء الجالية اليهودية في مصر‏,‏ والتي تروي ليلة عيد الفصح بين اليهود كاحدي شعائر الاحتفال بهذا العيد عندهم‏.‏ فقد تلقفها يهود الجالية باعتبارها نسخة قادمة من الأراضي المقدسة‏(‏ فلسطين‏)‏ وإذا بهم يفاجأون بأن أجزاء كثيرة محذوفة منها وقد وضعت بدلا منها فقرات تحض علي استخدام العنف والقسوة في المجتمعات التي يعيش فيها اليهود في الدول الإسلامية‏.‏ ومن ثم‏,‏ وكما تقول الباحثة الصهيونية فإن الأيديولوجية الصهيونية التي نشأت في سياق اجتماعي ثقافي‏,‏ وفي بيئة ثقافية اجتماعية في أوروبا الشرقية لم تلق صدي واسعا بين طبقات كثيرة بالجالية المحلية في مصر وكانت تبدو في نظرهم كأيديولوجية تقدم حلولا سياسية واجتماعية لمشكلات لم يكونوا يعرفونها ولم يتعرضوا لها في مصر‏.‏
الاستعلاء علي يهود مصر
وتسوق الباحثة دليلا علي رأيها هذا يتمثل في شهادة لمندوب الصندوق التأسيسي جاء من مؤسسات الحركة في فلسطين ليحمل تبرعات أعضاء الجالية في نهاية العشرينيات من مصر يصف فيها وضع اليهود القوي والآمن في المجتمع المصري آنذاك لرفاقه في فلسطين‏,‏ حيث قال‏:‏ إنك لا تجد دولة في العالم لا يشعر فيها اليهودي بأي عداء لليهود كمصر‏...‏ إن اليهودي فيها بالنسبة للعربي الذي يعيش فيها يعد مواطنا من الدرجة الأولي‏,‏ وبالنسبة للأقليات من أبناء المستعمرات الأجنبية فهو يعد أيضا مواطنا من الدرجة الأولي مثلهم‏.‏ إنه لا يوجد هنا يهودي يشعر ولو بالفارق المحدود جدا الذي يشعر به اليهود حتي في أشد المجتمعات الغربية وأكثرها حرية‏.‏ ولهذا السبب اعتبروا الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ حركة تعمل بدافع من مصالح غير مصالحهم‏,‏ مصالح قد تؤثر عليهم وتضر بهم‏.‏ وبالتالي كانوا يخشون من الأضرار التي قد تلحقها الصهيونية بمكانتهم الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية‏.‏ أيضا كانت السمات الثقافية لهذه الأيديولوجية متعارضة ومناقضة لثقافتهم ولعاداتهم ولمعتقداتهم الفكرية‏,‏ كذلك لأن الذين كانوا يديرون الحركة كانوا يهودا من شرق أوروبا وإشكنازا ممن كان اليهود السفارد في مصر يتعاملون معهم باستعلاء وباستخفاف‏,‏ كل ذلك جعل يهود الجالية ينفرون من الحركة ولا ينضمون إليها‏.‏ وبسبب كل ذلك أيضا كان النشاط الصهيوني يجري بين دوائر محدودة جدا‏,‏ وكان الذي يقوم بهذا النشاط مئات معدودة فقط من الحركيين في القاهرة والاسكندرية من بين جالية تضم عشرات الآلاف من اليهود‏.‏
وتقول الباحثة إن الصحف الصهيونية اليهودية التي كانت تصدر في مصر والتي كانت تنقل أخبار ما يحدث لصهاينة فلسطين أولا بأول وهي‏:‏
‏LaTribuneJuive,Israel,LaRevueSionisle,LAURORELa‏
الصحيفة الناطقة بلسان الحريةالاصلاحية في مصر‏LaVoixJuive‏ والمجلة الصهيونية التي كانت تصدر باللغة العربية الشمس وملحقها الذي كان يصدر باللغة الفرنسية وكذلك المجلة الشهرية‏Kadima,‏ قد اسهمت في البلورة الفكرية وفي توحيد الصفوف بالحقل الصهيوني في مصر‏,‏ إلا أنها لم تفلح في التغلغل في دوائر أوسع وكذلك لم تنجح في دفع يهود الجالية لتغيير مواقفهم تجاه الصهيونية‏,‏ ومن ثم اكتفوا بالتأييد السلبي للحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ والتضامن مع مشروعها دون التزام أو تعهد شخصي بالهجرة من مصر إلي فلسطين‏.‏ لقد كانت سهولة الحياة ورغد العيش الذي كان يتهم به يهود الجالية في مصر هو العائق الأكبر أمام النشاط الصهيوني في مصر‏,‏ ولذلك كان من الصعب جدا علي الحركة أن تدفع اليهود إلي الاعتراف بأن أرض اسرائيل‏(‏ فلسطين‏)‏ هي الملاذ والمأوي لليهود‏,‏ وإلي الهجرة إليها‏,‏ لأن الهجرة كان معناها بالنسبة لهم التنازل عن حياة الرغد وبرد العيش في مصر والهبوط بمستوي المعيشة بدون أن يكون هناك سبب يهدد وجودهم أو مستقبلهم في مصر التي لم يعرفوا فيها الاضطهادات والمطاردات التي كان يتعرض لها اليهود في دول أخري‏,‏ كالدول الأوروبية‏.‏ وحتي المؤيدون من أعضاء الجالية للفكرة الصهيونية كانوا يكتفون في معظمهم بالتبرع بأموالهم لأي صندوق من صناديق جمع التبرعات الصهيونية‏,‏ وعند هذا الحد كان ينتهي واجبهم تجاه الحركة الصهيونية‏.‏
عقبة أمام النشاط الصهيوني
وقد أثر جانب آخر جغرافي ثقافي في نظر الباحثة الصهيونية علي تطور العمل الصهيوني في مصر سلبا وايجابيا وهو الأهمية الكبيرة التي كانت تولي للوضع الاجتماعي والمظاهر والتبجيل في مجتمع طبقي كالمجتمع المصري والجالية اليهودية فيه والتي كانت تعتبر جزءا لا يتجزأ منه كما تقول المؤلفة‏:‏ فقد كان من الممكن ان نجد نبلاء يهود يتحصنون ويتلفحون بألقاب مثل‏(‏ بك‏)‏ المملوكي‏,‏ وكلقب باشا العثماني والبارون الاوروبي هذه الألقاب كرموز الوضع الاجتماعي الأخري والعضوية ببعض النوادي والسكن في الأحياء الفاخرة والعلاقات والاواصر الاجتماعية والتجارية مع علية القوم والشخصيات السياسية المصرية والأجنبية كلها كانت من سمات تلك الطبقة الرقيقة طبقة عائلات الطبقة العليا في مصر‏,‏ وكان من الصعب علي الحركة العالمية اليهودية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ ان تجند هذه الطبقة ذات التأثير والنفوذ او توظفها في خدمة نشاطها داخل مصر‏,‏ فماذا فعلت الحركة الصهيونية لكي تتجاوز هذه العقبة؟
لقد دفعت الحركة بمهاجرين من أوروبا ومهاجرين اشكناز من صهاينة فلسطين لكي يمارسوا النشاط الخدمي العام الصهيوني في مصر‏,‏ وكان هؤلاء المهاجرون هم الذين اقاموا أول الجمعيات والنقابات الصهيونية في القاهرة والإسكندرية‏,‏ وكانت المناصب العامة في الجالية اليهودية في مصر حكرا علي الطبقة العلمانية من اليهود الأثرياء‏,‏ وكانت هذه المناصب تنتقل بالوراثة بين أبناء هذه الطبقة‏,‏ اما الطبقة المتوسطة البرجوازية‏,‏ وكذلك الطبقة الضعيفة فقد كانتا في حالة عزوف عن ممارسة النشاط العام وظلتا علي هذا الوضع حتي عام‏1917,‏ وهو العام الذي صدر فيه وعد بلفور ولم ينضم ابناء هاتين الطبقتين إلي أي نشاط صهيوني‏,‏ وظلت الحركة اليهودية العالمية‏(‏ الصهيونية‏)‏ تدعو إلي ما كانت تصفة بالاستنارة‏(‏ الهسكلاه‏)‏ تدعو إلي التعليم وتنشيء الصحف التثقيفية إلي جانب دورها الإعلامي ايضا حتي استطاعت ان تنشيء طبقة متنورة اجتماعية جديدة من الشباب ظلت تناطح الطبقة العليا وتدعو إلي اتباع واحلال الديمقراطية في انتخاب الاعضاء المؤسسات الجالية‏,‏ إلا أن هذه الطبقة لم تستطع ان تغير كثيرا في نظام الجالية العام‏,‏ وهنا تلقفتهم الحركة الصهيونية بدءا من العشرينات لتعرض عليهم العمل الخدمي العام الصهيوني كبديل عن العمل العام ولكن من نوع آخر وجد فيه افراد هذه الطبقة مجالا لكي ينتخبوا وينتخبوا دونما علاقة بالوضع الاجتماعي‏,‏ وبالفعل بدأ هؤلاء الحركيون السفارد والشرقيون من ابناء الجالية ينخرطون في النشاط الصهيوني إلي جانب الأشكناز من أبناء نفس الجالية بحثا عن دور يمنحهم الألقاب والمكانة والوضع الاجتماعي الوجيه‏,‏ محاكاة لأبناء الطبقة العليا‏,‏ واستطاع هؤلاء الحركيون بحكم مراكزهم النفوذية المؤثرة باعتبارهم من طبقات اجتماعية عليا جذب ابناء الجالية اليهودية‏,‏ بطوائفها الثلاث‏,‏ خاصة الشباب وتجنيدهم لتنفيذ المخططات الصهيونية‏,‏ خاصة مخطط جمع الأموال والتبرعات وتهريبها لمؤسسات الحركة اليهودية العالمية‏(‏ الصهيونية‏)‏ في فلسطين‏.‏ وكان من أبناء هذه الطبقة المثقفة الاجتماعية‏,‏ من كان يتولي رئاسة الهستدروت الصهيوني واللجان التنفيذية التابعة له‏,‏ وغيرها من المناصب الأخري وكانت هناك سنة استنتها الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ وهي تنصيب الشخصيات العامة من ابناء هذه الطبقة من ذوي النفوذ لرئاسة الهستدروت وبقية مؤسسات الحركة في مصر‏,‏ لكي تضفي الشرعية علي نشاطها في مصر امام أبناء الجالية وأمام السلطات المصرية‏,‏ ولكي تمنع الحركيين الأخرين من الإدلاء بأي تصريحات علنية خطيرة‏,‏ كما تقول الباحثة تفضح مخططات الحركة في مصر‏,‏ وكانت هذه الشخصيات اليهودية المتصهينة تقيم الحفلات العامة وحفلات الشاي التي تنظمها زوجاتهم لجذب المتبرعين والتبرعات للحركة الصهيونية‏,‏ وهكذا أصبح من الممكن ان تلاحظ بوضوح ثلاثة عناصر رئيسية تمارس النشاط الصهيوني في مصر‏,‏ هذه العناصر هي‏:‏ طبقة فقيرة من الصهاينة الذين كانوا يعيشون في فلسطين وزجت بهم الحركة الصهيونية إلي مصر وكان أعضاء هذه الطبقة من اليهود الاشكناز وطبقة واسعة من أبناء الطبقة المتوسطة المثقفة والمتنورة صهيونيا التي نشأتها الحركة وربتها في مصر‏,‏ وابناء هذه الطبقة كانوا من المنحدرين من المهاجرين الاشكناز والسفارد الذين وجدوا ضالتهم في النشاط الصهيوني كبديل عن النشاط العام الديمقراطي‏,‏ وقلائل من أبناء الطبقات الثرية الذين كانوا يمارسون العمل الصهيوني تطوعا‏.‏
وتعتبر الباحثة الصهيونية موقف قادة الجالية اليهودية من الصهيونية من العوامل التي أثرت علي تطور نشاط الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ في مصر‏,‏ وتقول إن موقفهم كان يتأرجح بين تأثير الفكرة الصهيونية وبين التحفظ إزاءها مؤخرا العداء ومعارضة
النشاط والعمل الصهيوني في مصر‏,‏ حرصا علي أمن وسلامة أعضاء الجالية‏,‏ وعدم تعريضها للخطر‏.‏ وتصف المؤلفة قادة هذه الجالية بأنهم كانوا وطنيين مصريين حقيقيين‏,‏ وأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم مصريين من أبناء ديانة موسي‏(‏ عليه السلام‏),‏ وكان بعضهم يؤيد فكرة التمصير وتكامل الجالية بشكل كامل في المجتمع المصري ويعارض الموالاة لأي عمل صهيوني حتي ولو كان سريا‏.‏ وقد أوردت الباحثة بعض أسباب هذا الموقف من قادة الجالية تجاه الفكرة الصهيونية والنشاط الصهيوني في مصر‏,‏ وهي‏:‏ أن الحركة العالمية اليهودية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ كانت حركة ديمقراطية‏,‏ الأمر الذي كان يتعارض مع النظام الاجتماعي الطبقي الذي كان سائدا في مصر‏,‏ وأن قادة الحركة كانوا يخشون من تقوض نفوذهم ويخشون علي مناصبهم إذا أيدوا العمل الصهيوني وأيدوا الحركة ومخططاتها باحتلال فلسطين‏,‏ وأن قادة الجالية كانوا يجدون صعوبة باعتبارهم من أبناء الطبقة العليا في قبول العمل مع أبناء الطبقة الدنيا الأقل‏.‏
أيضا من بين هذه الأسباب‏:‏ اضطهاد الحركة العالمية اليهودية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ لليهود السفارد في فلسطين‏,‏ حيث وجد اليهود السفارد وهم الأغلبية العامة في فلسطين في وضع مهمش‏,‏ ومنحين تماما عن أي مناصب أو أدوار ريادية في فلسطين بعد سيطرة اليهود الأشكناز‏,‏ و‏(‏كانوا في ذلك الوقت أقلية‏)‏ المهاجرين القادمين من الغرب‏,‏ إلا أن السبب الأهم الذي ساقته الباحثة لموقف قادة الجالية اليهودية في مصر إزاء النشاط الصهيوني والحركة الصهيونية
لقد تعبنا من التبرعات
عموما وهو موضوع حملات الجباية‏(‏ جمع التبرعات‏).‏ لقد كان مندوبو حملات الجباية ينقضون علي مصر كل شتاء بسبب قربها الجغرافي من فلسطين‏,‏ وبسبب ثراء أبناء الجالية اليهودية فيها‏.‏ وكانت تنهمر علي مصر وفود ومبعوثون لهيئات صهيونية رسمية وتابعين لجهات أخري‏,‏ عامة وخاصة‏.‏ وكان قادة الجالية يتبرمون ويشتكون من كثرة هؤلاء القادمين لجمع التبرعات منهم‏,‏ حتي إن أحد هؤلاء القادة صرخ في وجه مبعوث الجباية التابع للصندوق التأسيسي الصهيوني‏:‏ كل عام تأتون‏,‏ وكل عام نتبرع‏,‏ لقد تعبنا‏!.‏ ومع ذلك فإن يهود مصر كانوا يتبرعون بسخاء للمشروعات الخيرية اليهودية في مصر‏,‏ ولكن بدون أن يدققوا في الوجهة التي ستنصرف إليها هذه التبرعات‏.‏ وكان قادة الجالية وأعضاؤها مستعدين للتبرع بسخاء ولكن بشرط أن يكون هؤلاء القادة هم القائمون علي عملية جمع التبرعات وصرفها في مصارفها التي يحددونها هم‏.‏ هذا فضلا عن أن المبعوثين الصهاينة ممثلي المؤسسات الصهيونية سواء في العالم أو في فلسطين كانوا من اليهود الأشكناز الذين كانوا يعاملون قادة الجالية السفارد معاملة يشوبها الاستهزاء والسخرية‏.‏
وكان آخر سبب ساقته الباحثة لموقف قادة الجالية اليهودية في مصر المتحفظ إزاء قادة الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الصهيونية‏)‏ عموما ومشروعهما خصوصا هو عدم إشراك قادة الجالية في السياسة الصهيونية في الموضوع العربي‏.‏ وكان هؤلاء القادة يشعرون أن الهستدروت الأشكنازي لا يعتبرهم هم وإخوانهم السفارد في فلسطين شركاء حقيقيين في وضع هذه السياسة‏.‏ وكان هؤلاء القادة يرون أنه ينبغي علي الحركة الصهيونية أن تبحث عن وسيلة للتفاوض مع العرب لا أن تجعلهم أعداء‏.‏ وكان قادة الجالية يعتبرون أنفسهم خبراء في التعايش الإسلامي اليهودي وكانوا ينتظرون من صهاينة أوروبا من قادة الحركة الصهيونية أن يستخدموا خبراتهم في فهم العقلية والثقافة الشرقية وأن يشركوهم في المفاوضات مع عناصر عربية لا أن يعتبروهم مجرد متبرعين‏.‏
علي أي حال‏,‏ وأيا كانت آراء الباحثة في عدم تطور النشاط الصهيوني في مصر‏,‏ وأيا كان موقف قادة الجالية اليهودية من الحركة الصهيونية ومشروعها الاستعماري لاحتلال فلسطين‏,‏ وأيا كانت شكواهم المريرة من سوء معاملة الحركة وقادتها ليهود مصر‏.‏ فإن الحركة وقادتها كما هو ثابت تاريخيا‏,‏ وفي هذا الفصل كانوا ينظرون إلي الجالية ويعتبرونها بمثابة البقرة الحلوب وأنهم حصروا دورها في هذا الاتجاه فقط ولم يكونوا يريدون منها سوي التبرعات المالية فقط‏,‏ لا أكثر ولا أقل‏.‏ وحتي حينما وقف أشد يهود مصر تصهينا علي أعتاب الحركة وهو صاحب صحيفة‏'Israel',‏ وطلب من رئيس الحركة حاييم وايزمان أن يوجه نداء عبر صحيفته ليهود مصر للهجرة إلي فلسطين‏,‏رد عليه قائلا‏:‏ ومن طلب منكم ذلك؟ انني لا أريد هجرة يهود مصر إلي أرض اسرائيل‏.‏ إن لدي احتياطيا‏(‏ مخزونا‏)‏ كبيرا من اليهود في بولندا‏.‏
وهؤلاء عليهم أن يهاجروا إلي أرض اسرائيل‏,‏ وعلي يهود مصر فقط أن يقدموا الأموال‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.