من الواضح ان هذه المستشفيات تحتاج الى مبادرة من الشخصيات العامة والمشاهير لدعمها والترويج لها مثلما يحدث فى بعض المؤسسات الخيرية الخاصة.. هنا مستشفى ابوالريش المنيرة الجامعى للأطفال فهو أول وأشهر مستشفى متخصص فى طب الأطفال فى مصر وتتمثل مستشفيات الأطفال بجامعة القاهرة فى مستشفى ابوالريش المنيرة ومستشفى الأطفال التخصصى (ابو الريش الياباني) حيث تقدمان معا خدمات متكاملة للأطفال المرضيوفضلا عن دوره المعروف فى العلاج فإن للمستشفى دورا رائدا فى مجال التعليم والتدريب لأطباء الأطفال، فهو فى آمس الحاجة للتبرعات من اصحاب الخير اذ ان الميزانية المخصصة له 10 ملايين جنيه سنويا بينما حجم انفاقها يصل الى 30 مليون جنيه. فهى تستقبل أكثر من 200 الف طفل سنويا بالعيادات الخارجية و90الف حالة طوارئ ، تضم الحالات الشائعة والنادرة ، البسيطة والحرجة ، الحادة والمزمنة فى جميع تخصصات طب الأطفال وحتى يمكننا التعامل مع هذا العدد، فقد تم هذا العام افتتاح قسم الاستقبال والطوارئ بعد تجديده كليا وتوسعته وتطوير إمكانياته ، كما أن هناك مشروعا سيبدأ تنفيذه بعد شهر رمضان مباشرة لتطوير العيادات الخارجية ، لا سيما ان ارتفاع حجم التردد يؤثر على الظروف المحيطة بالخدمة نتيجة الزحام ، والتكدس وتأثير ذلك على مستوى التهوية والنظافة مما يتطلب تطويرا مستمرا حتى يمكن تقديم الخدمة الطبية فى ظروف مناسبة تليق بأطفالنا . وفى هذا الصدد يوضح د . حافظ بازرعة مدير المستشفى ،أن الوحدات التخصصية بمستشفى ابوالريش تقوم بعلاج ومتابعة الأطفال مرضى الكلى ، والفشل الكلوى ، وأمراض الدم ، والأعصاب وغيرها من الأمراض المزمنة ، كما أن هناك برنامج الزراعة الكلى وزرع النخاع للأطفال . أما فى مجال الخدمات الجراحية فقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير العمليات .. وتشمل قسم جراحات اليوم الواحد وسيتم افتتاحه قريبا ، على ان يتم استكمال تجديد قسم الرعاية المركزة الجراحية فى المرحلة الثانية خلال شهور. وبالنسبة للرعاية المركزة يشير أن هناك 50 سريرا تشمل رعاية الأطفال والمبتسرين والوحدات التخصصية تعمل فى الوقت الحالى .. وعلى الرغم من ذلك فان هناك احتياجا للمزيد من الأسرة نظرا لارتفاع الطلب عليها وقلة الأماكن الأخرى التى يمكنها تقديم خدمات الرعاية المركزة عالية التخصص التى يحتاجها بعض المرضى ويعتبر العجز فى هيئة التمريض المعوق الرئيسى الذى يحدنا فى التوسع فى الرعايات المركزة والخدمات عالية التخصص مثل الغسيل الكلوي.. نظرا لان هذه الخدمات كثيفة العماله تمريضا وتحتاج لتمريض مدرب بشكل خاص . وعلى الرغم من انه يتم الاستعانة بنوبتجيات تمريض اضافية مدفوعة الأجر بتمويل من جهات متبرعة لسد جزء من العجز الا ان ذلك غير كاف بحيث ان توفير التمريض اللازم فقط يمكن ان يؤدى لزيادة أسرة الرعاية المركزة المختلفة بواقع 20 سريرا فورا ، وإمكانية زيادتها أكثر من ذلك فى حالة توفير التجهيزات اللازمة . ومن ناحية أخرى يوضح د.أحمد بدر نائب مدير المستشفى قائلا : إن لدينا خطة مستمرة لتطوير الرعايات المركزة وزيادة سعتها وامدادها بالأجهزة اللازمة لها ، وتحديث الخدمات المقدمة عموما ، فقد تم إنشاء وحدة جديدة لمناظير الجهاز الهضمى وتطوير خدمات نقل الدم والمعامل والأشعة وعدد من الوحدات العلاجية ، والعمل على ميكنة ملفات المرضى ونظام التسجيل والدخول والمعامل والأشعة والعلاج ، ولكن ما زالت هناك وحدات بحاجة للتجديد فضلا عن بعض مرافق المستشفى التى هى بحاجة لإحلال وتجديد بنظام التكييف المركزى وبعض شبكات الصرف والمصاعد . ويضيف أن جميع الخدمات الطبية المقدمة تتم تحت إشراف اساتذة وأعضاء هيئة تدريس بكلية طب القصر العينى مؤكدا أن عجز التمريض ، وبعض فئات العمالة الفنية ، وعمال الخدمات يعوق تقديم الخدمة التى نرجوها لأبنائنا ، كما تستمر حاجتنا لدعم من المجتمع لتوفير ما نحتاجه من متطلبات تشغيل ( أدوية مستلزمات صيانة فريق التمريض والعمال) مما يمكننا من الاستمرار وتطوير الخدمة والحد من قوائم الانتظار ، فضلا عن ذلك فمن المهم وجود شبكة قومية لوحدات الرعاية المركزة والخدمات عالية التخصص حتى يمكن توجيه المريض بشكل عاجل وفعال لمكان توافر الخدمة . بعد جولاتنا داخل أروقة هذا الصرح الطبى ، وجدنا أن من أكثر المشاكل التى تواجهه ،أن هناك احتياجا لزيادة الخدمات المقدمة نظرا لزيادة أعداد المترددين عليها ، وهذه الخدمات لن تتم ألا بتضافر جهودنا جميعا كأفراد مجتمع يسعى لتحسين خدماته ، ورعاية أبنائه.. من خلال تبرعنا جميعا لهذه المنشآت التى رغم تخصيص وزارة الصحة ميزانيات ضخمة لها ،تعانى من بعض الأمور التى تؤثر بشكل مباشر على تحقيق الهدف المنشود من علاج أكبر عدد من أطفالنا المرضى ، لذا وجب النظر بعين الاعتبار،والاهتمام منا جميعا لهذه المنشآت أسوة بنظائرها التى تستحوذ على اهتمامنا ، فنحن نتكلم عن أطفال يحتاجون أقصى رعاية ممكنة فى جميع التخصصات ليكونوا جيلا قادرا على قيادة بلدنا فى المستقبل