اصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضااااان كريم..اصحى يا محمود يلا قوم يا احمد اصحى يا منه وانتى يا مى يلا اتسحرووا.. كلمات رسخت فى وجداننا جميعا تمثل لنا الجانب الطفولى الجميل فكنا نستيقظ على كلمات المسحراتى الرنانه التى اتربط وجوده بشهر رمضان الكريم وكان لابد من ان ينادى علينا ونحن اطفال باسماءنا وكنا نغضب بشدة من ان ينسى ذلك وكنا نعاتبه انه لم ينادى علينا وكان يقابلنا بابتسامه هادئة وينادى باسماءنا حتى لا نغضب منه ولا ينسى الكبير قبل الصغير ننسى سيد مكاوى ورائعة المسحراتى من كلمات الشاعر فؤاد حداد والتى كانت من اهم معالم رمضان. كان المسحراتى يطوف شوارع المدينة أوالقرية يردد الأناشيد الدينية وبعض الكلمات الواعظة مع نقر منظم ومعتاد على الطبلة حتى يستيقظ النائمون لتناول السحور والاستعداد لصلاة الفجر وقراءة القران ، والعجيب ان النائمون لم يشتكوا او يتذمروا يوما من مناداة المسحراتى لهم بالاسم او بنقرات طبلته وانما كانت مصدر بهجة وسرورعلى نفوسهم ومظهر هام من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك فيهبون من نومهم فى حالة روحانية وصفاء نفس لامثيل له. وعلى الرغم من ان المسحراتى لا يطلب أجراً، الا انه يطوف اخر يوم رمضان واول يوم العيد يهنىئهم بقدوم العيد الإ أنّ بعض الجيران يمنحونه العيدية وبعض الحلوى وكحك العيد فيفرح بشدة لانه رزق بما يقضى له حوائج ومطلبات اطفاله فى العيد ، وهو يقول لهم: "كل عام وأنتم بخير وبعودة الايام . ولكن وللاسف الشديد ومنذ عدة سنوات اختفت بشكل ملحوظ او ربما اسميها انقرضت مهنة المسحراتى كما انقرضت العديد من المهن الجميلة والمرتبطة بالثقافة الشعبية للمصريين بصفة خاصة والعالم الاسلامى بصفة عامة وخاصة بعد انتشار الموبايلات والمنبهات واختصر دور المسحراتى فى صوت نغمة بصوت احد المطربين يقوم بدور المسحراتى كلا باسمه من خلال رنه منبه تقليدية واصبح وجود المسحراتى مقتصر فقط على بعض القرى والنجوع والاماكن الشعبية ولكن مع اختفاء الشكل التقليدى والمعتاد للمسحراتى . والجدير بالذكر ان بلال بن رباح هو أول مؤذّن في الإسلام وابن أم كلثوم كانا يقومان بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور. الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام. وأول من نادى بالتسحير عنبسة ابن اسحاق سنة 228 ه وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر.أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان .