التعليم الفني في أي من دول العالم هو المصدر الرئيسي لإمداد سوق العمل بالعمالة الفنية المدربة حرفيا, أما في مصر فقد أدى سوء وإهمال التعليم الفني في مصر إلى القصور في تنمية المهارات وإهدار للإمكانات البشرية. ومن هنا جاءت أهمية وضع معايير أكاديمية لقطاع التعليم الفني للارتقاء بجودته. وينقسم التعليم الفني إلى عدة أنواع منها التعليم الصناعي والتجاري والزراعي والمدارس الثانوية الفندقية. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين أوضاع التعليم والتدريب المهني في مصر، إلا أن تلك الجهود تواجه مجموعة كبيرة من المشكلات والتحديات ومن أبرزها أن عملية التدريب والتشغيل التي تعاني من غياب رؤية قومية للاحتياجات التدريبية هذا بالإضافة الي غياب خطة مركزية واضحة المعالم للتدريب والتعليم الفني في مصر مما أسهم في خلق فجوة بين الطلب والعرض في سوق العمل. هذا وتكمن المشكلة الرئيسية التي نواجهها في مصر مع هذا النوع من التعليم هي النظرة المتدنية التي ينظرها المجتمع المصرى لخريج المدارس الصناعية بكافة تخصصاتها وأشكالها، وينطبق أيضا على هذا خريجي المدارس التجارية الثانوية والزراعية ، مما يجعل الإقبال على الالتحاق بالمدارس الثانوية الصناعية أو التجارية غير مشجع إلا اضطرارا نظرا لعدم حصول الطالب أو الطالبة على المجموع الذي يؤهله للالتحاق بالمدارس الثانوية للحصول على درجة الثانوية العامة. ولذا طبقت دولة الأمارات نظام كليات التقنية وهو نظام شبيه بكليات المجتمع، وحققت نجاحا مذهلا في هذا النوع من التعليم وأقبل عليه معظم مواطني الدولة حتى تم تطويره وتحولت الدراسة به إلى دراسة جامعية كاملة تمنح درجة البكالوريوس. عموما علينا ان ندرك أن مصر تعانى من نقص العمالة الماهرة وشبة الماهرة حيث أن متوسط إنتاجية العامل في مصر أقل من متوسط إنتاجية العامل في بلدان أخرى ويرجع ذلك إلى عدم وجود نظام تعليمي يتيح التدريب الضروري في إطار برامج رفع المستوى القادر علي تنمية مهارات العمالة. ولقد ثبت ان نسبة الإنفاق على قطاع التعليم ككل وإجمالي ما خصص للتعليم ما قبل الجامعي بجميع مراحله التعليمية قليل جدا وقد سجلت تكلفة الطالب المصري أدنى تكلفة مقارناً بتكلفة الطالب سواء في بعض الدول العربية أو الأجنبية مما ترتب على ذلك تراجع ترتيب مصر في تقارير التنمية البشرية الصادر من منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة التابع لمنظمة الأممالمتحدة إلى المرتبة ال 47 عالمياً . [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى