أظهر التقرير السنوى لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" الصادر أمس، نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة على مصر بواقع 14٪ عام 2014، لتصل إلى 4،8 مليار دولار، وذلك فى الوقت الذي انخفض فيه الاستثمار الأجنبى المباشر على مستوى العالم بمعدل 16 ٪ لتبلغ قيمته 1,23 تريليون دولار في عام 2014. وأرجع التقرير الهبوط العالمى إلى هشاشة الاقتصاد العالمى وارتياب المستثمرين فى السياسات واشتداد المخاطر الجيوسياسية . وكشف عن أن الصين أصبحت أكبر متلق للاستثمار الأجنبى المباشر فى عام 2014، تليها هونج كونج (الصين) ثم الولاياتالمتحدة. وأظهر التقرير أن أكثر من نصف الاستثمارات الأجنبية المباشرة عام 2014، كانت من نصيب الدول النامية التى جذبت استثمارات بقيمة 681مليار دولار، كما أن خمس دول نامية كانت ضمن قائمة الدول العشر الأكبر من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهى: الصين، إقليم هونج كونج الصيني، والبرازيل والهند وسنغافورة. أما الدول المتقدمة، فقد واصلت الانخفاض للعام الثالث على التولى لتسجل أقل مستوياتها منذ عام 2004، حيث تراجع تدفق الاستثمارات المباشرة عليها بنحو 28%، ليصل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة لديها إلى 499 مليار دولار عام 2014. وأوضح تقرير الاستثمار العالمى لعام 2015 أن مصر احتلت المرتبة الرابعة على مستوى القارة الأفريقية فى تلقى الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال عامى 2013و2014، بعد بلدان: جنوب أفريقيا، والكونجو، وموزمبيق. ويأتى النمو المصرى فى الوقت الذى تراجعت فيه الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى منطقة شمال أفريقيا بشكل عام بواقع 15٪، ليصل مجموعها فى هذه المنطقة إلى 11،5 مليار دولار عام 2014، وأرجع التقرير السبب فى ذلك إلى التوتر والصراعات فى هذه المنطقة. وأشار التقرير إلى أن المغرب كانت الاستثناء الثانى فى شمال أفريقيا، محققة نسبة نمو فى الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغت 9٪، لتصل إلى 3،6 مليار دولار. وبينما ظل معدل تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة على قارة أفريقيا ثابتا بشكل عام، فقد سجلت انخفاضا بلغ 10٪ فى دول غرب أفريقيا لتصل إلى 12،8مليار دولار، بسبب تفشى فيروس الايبولا والتدهور الأمني. وشهدت دول شرق أفريقيا ارتفاعا ب11٪، لتصل إلى 6،8 مليار دولار، وألمح التقرير إلى أن اثيوبيا صارت مركزا للشركات متعددة الجنسيات العاملة فى مجال الملابس والمنسوجات. وأوضح التقرير أن جنوب أفريقيا ظلت فى صدارة الدول الأفريقية من حيث حجم تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة عليها، وذلك رغم التراجع الذى سجلته عام 2014بنحو 31٪، تلتها جمهورية الكونجو التى تضاعف حجم الاستثمارات المباشرة المتدفقة عليها عام 2014، ليصل إلى5،5 مليار دولار، وجاءت موزمبيق فى المرتبة الثالثة بإجمالى حجم استثمارات مباشرة عام 2014، بلغ 4،9 مليار دولار. وألمح التقرير إلى أن غالبية الاستثمارات الأجنبية المتدفقة على القارة السمراء تأتى من شركات صينية وهندية، بينما شهد عام 2014 خروج عدد من الشركات التى تنتمى للدول المتقدمة مثل فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا، من القارة فى ظاهرة ملحوظة. أما منطقة غرب آسيا التى تعج بالصراعات، فقد تراجع تدفق الاستثمارات الأجنبية عليها للعام السادس على التوالى، وبلغ الانخفاض العام الماضى 4% ليصل إلى 43 مليار دولار، وجاءت تركيا على رأس دول المنطقة من حيث حصتها من الاستثمارات الأجنبية بلغت 12%، وذلك رغم الانخفاض الطفيف الذى سجلته بنحو 2%. أما دول مجلس التعاون الخلبجي، فقد تراجع تدفق الاستثمارات عليها ب4%، لتصل إلى 22مليار دولار عام 2014، ويأتى هذا الانخفاض رغم تربع دول المجلس على عرش تدفق الاستثمارات المباشرة فى المنطقة منذ عام 2009 وحتى 2014، وجاءت الإمارات فى المرتبة الثانية بعد تركيا، رغم أنها عانت انخفاضا فى الاستثمارات المباشرة بلغ 10 مليارات دولار، ثم احتلت السعودية المرتبة الثالثة من حيث حجم تدفق الاستثمارات، إلا أنها شهدت انخفاضا العام الماضى ب8 مليارات دولار.