الاستاذ أنيس منصور كاتب موسوعي وحالة استثنائية فهو فيلسوف وأديب ورحالة ومترجم, كما أنه حكاء بارع ينام علي كنز من الحكايات الشيقة التي لاتفني! وفي كل حكاياته كان يروي مايخص الآخرين, لكن في مرات نادرة للغاية روي بعضا من المداعبات والمقالب التي سقاها هو بيديه للآخرين, ومنها هذا المقلب لفريد الأطرش والذي رواه الاستاذ ضمن مذكراته في كتابه الممتع الكبار أيضا يضحكون يقول الاستاذ: في يوم داعبت فريد الاطرش وقلت له إن لي زميلا في مجلة الجيل يحبك عبادة, لدرجة أنه كانت له خطيبة تحب عبد الحليم حافظ ففسخ الخطوبة لأنه يستنكر أن تكون شريكة حياته متيمة بغريم مطربه المفضل, وظهرت البهجة والسعادة علي وجه فريد, وراح يضحك ويقفز, وكلما جاءته مكالمة تليفونية حكي هذه الحكاية ورجاني فريد الاطراش أن يري هذا الشاب العاشق الولهان لفريد الاطرش.. وذهبت الي الزميل جمعة عبد الصبور, وقلت له إن فريد الاطرش قرأ موضوعك الاخير, وأعجبه جدا. وطلب مني أن يراك, وعليك أن تنتهز هذه الفرصة وتكتب عنه ولابد أن أحفظك بعض الاغاني له وتقول إنك معجب بها, لأنه لابد سيسألك. وكان الزميل جمعة عبد الصبور شخصا ساذجا وبريئا وليس له في أي شيء, لايعرف أي شيء من أغاني فريد, فقلت هات ورقة وقلما واكتب أسماء الاغاني الشهيرة لفريد الاطرش: من السيدة لسيدنا الحسين الأغنية الأشهر لعبد المطلب..وياأبو قلب خالي..وأسمر يااسمراني الاغنية الشهيرة للعندليب, وأحب عيشة الحرية..حمال الأسية ياقلبي وغيرها وبالفعل امتثل جمعة لما قلت: أقام له فريد الاطرش وليمة ضخمة وبعد أن أكل جمعة عبد الصبور وشرب حدث ماتوقعته, سأله فريد الاطرش عن الاغنيات التي يحب أن يغنيها له الآن..وأخرج جمعة عبد الصبور الورقة من جيبه وذكر له الاغاني الشهيرة لغيره من المطربين فماكان من فريد الاطرش الا أن القي بالعود جانبا وقال له: إنت جاي تهزأني..أنت مش فاهم حاجة ولا عارف حاجة..ايه اللي إنت جاي تقوله..يلا ياأستاذ أخرج فورا! وجاء الزميل جمعة عبد الصبور غاضبا حزينا فهدأت من روعه قائلا: لاتحزن اللي حدث اكتبه.. فأنت عندك موضوع صحفي من السماء.. وقل إن فريد الاطرش لايطيق أن يسمع أغاني أحد غيره..وأنك حاولت.. وأنت الآن لم تفشل.. فعندك حكاية اكتبها! هاها!