ولدت مسلمة فى بيت ملىء بأخوات كثيرين.. وفى حينا الراقى كانت هناك تسكن أسر كبيرة العدد مثلنا.. وكان إخوتنا المسيحيون يسكنون بنفس.. العمارة والعمارات المجاورة.. وقد عشنا معا صغارا . . وكان أقربهم الينا بيت تانت أم جورج، هكذا كنا نطلق عليها رغم أن جورج لم يكن أكبر أبنائها.. انما فيكتور صديق أخى الأكبر أحمد - ومونى- وعرفت بعد ذلك عندما كبرت ان اسمه منير ، ولكن الأهم طبعا سولانج صديقتى وأختى التى تكبرنى – نجوى- ولن أطيل عليكم بحياتنا وأسرتينا التيه عاشتا كأنهما الأسرة الواحدة، يوما بيوم كنا نأكل سويا، «الفراندات» المطلة على بعضها، مذاكرة جورج مع محمد وسولانج معنا وعودتها جائعة من المدرسة معنا لتقول لأمى ونحن جائعون والجو شديد البرودة –طابخه ايه النهارده ياتانت- ولم أنس يوم سرقة جورج الكابوريا من مطبخ أمه ليعزمنا عليها لتقوم من النوم تبحث عنها فاذا بها قد تعشينا بها كوليمة فى سهرة مع أستاذ الثانوية العامة، فلم نعرف وقتها كلمة أنت مسلم أو مسيحى .. ذلك السؤال الذى فرقنا ووضع بعضا من الحزن والشك والألم فى نفوسنا؟.. وكى أصف لكم عمق العلاقة فقد جاءت أختى الكبرى من السفر يوما وكانت محملة بجهازها قبل شهر من فرحها.. وعندما سألتها أمى أن تفتح الشنط لتفرحها بما قامت بشرائه.. سألتها أن تنتظر حتى تأت «تانت أم جورج ليتفرجا سويا.. وماكانت الا دقائق وكانت على الباب والفرحة بابنتها الكبرى –أختى- تكاد تقفز من عينيها رحمها الله، وفى فرحها كانت عائلة تانت أم جورج أول المدعوين بل هم أصحاب الفرح. وأمى التى لم تكن تترك فرضا ولم يكن يفارق القرآن يدها.. الحاجة لبيت الله الصائمة التائبة.. كانت تأكل فى بيت تانت أم جورج.. وتحثنا أن نحضر جميع مناسباتها ولانفوت واحدة –أكثر من أقربائنا- بل ومناسبات جميع الجيران أخواننا المسيحيين، وقد رأيت الإنجيل فى بيتنا وصورة المسيح بركة من أم جورج، ولم يرفض أبى الرجل الطيب بأصوله العربية-بنى خزاعة من شبه جزيرة العرب- والذين أدخلوا الإسلام مصر مع عمرو بن العاص، ولاعجب فى ذلك فرسولنا الكريم عندما ذهب رجل مسيحى ليصلى فى الكنيسة سمح له أن يصلى فى المسجد، ورسولنا الكريم الذى أدخل امرأة جهنم لأذيتها قطة كيف يسمح بايذاء إخواننا المسيحيين -أتعجب من أين جاءهؤلاء الأغراب ذوو الوجوه الغريبة الذين حكمونا لعام كامل بهذه الأفكار الكريهة، والإسلام لم يعرف يوما الكره والإيذاء، ولماذا تركوا هذه البصمات الحمقاء الغوغائية التى من الصعب أن يمحوها الزمان، ونحن أهل علم وفكر وتسامح وتعاطف وعطاء، ولماذا حاولوا تشويه صورة الاسلام – لطخ الله وجوههم- وكل من حاول تشويه صورة الاسلام السمحة من الأذهان وحاول تحطيم هذه الأوطان العربية الاسلامية، وأغل أيديهم وطمس على أعينهم وأصم آذانهم كما أصمها عن سماع الحق، أولا يدرون الى أين هم بينا ذاهبون؟ وقد رجعوا بنا أكثر من مائتى عام وأفقرونا وماكان أحوجنا لكل تلك الأموال من أجل التشييد والبناء من أجل الانطلاق مئات الأعوام الى الأمام؟.. وبأى حق يكفروننا..؟ أنحن كل يوم سكارى وفى البارات؟..أم نحن نهدر أموالنا فيما لايفيد ومن أجل الشيطان؟ ألسنا من نجرى على أولادنا ونضع القرش فوق الآخر كى نربيهم أفضل تربيه كما أوصانا الخالق سبحانه وتعالى؟ أسألهم ألم نعلمهم قراءة القرآن والصلاة ؟ وقد جاء رمضان ونحن جميعا صائمون الا المريض أو من كان على سفر أو من لديه.. عدة من أيام أخر! وأطعام مسكين! ألم نتعلم ألا نكذب ولانزنى ولا..ولا.. ولا.. والمؤمن الحق هو» من آمن بالله، وكتبه ورسله واليوم الآخر» ، ونحن مؤمنون نؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وعيسى وموسى عليهما السلام، وأسأل الإخوان وداعش لمصلحة من تعبثون باسم الرحمن يكفى نظرة واحدة منكم فى المرآه، لتعرفوا أن الأديان كلها منكم براء أحفادنا وأحفاد أم جورج.