اليوم يبدأ مدفع رمضان حيث تنطلق فى شرايين فوهته قذائف كتل البارود الحارة فتأذن للصائمين أن ينهوا سحورهم أو يبدأوا إفطارهم.سنة كاملة من أتربة الكسل وغبار السكون ينفضها ذو الماسورة السوداء، القابع على محور حديد يتوسط عجلتين كبيرتين من الخشب تساعدان كتلته الصلبة على تحريك المدفع الذى يزن قرابة 19 طناً من مكان إلى آخر، ليتأنق ويتألق طلاؤه الأسود اللامع مطلقاً طلقتين يومياً قبل الفجر إيذاناً ببدء الصوم والأخرى قبل أذان المغرب إيذاناً بالأفطار، وثلاث طلقات أخرى فى عيد الفطر واحدة لكل يوم. يقال إن أول مدفع رمضانى أطلقه مصادفة أحد الجنود خلال فترة حكم محمد على والذى كان يجرب مدفعاً جديداً من المدافع التى تم استيرادها من ألمانيا فى إطار خططه لتحديث الجيش المصرى، وصادف ذلك وقت أذان المغرب فاعتقد المصريون أن الطلقة مقصودة لتذكرهم بموعد الإفطار ومن ثم أصبح تقليداً. وكان أول مكان استقبل مدفع رمضان قلعة صلاح الدين بالقاهرة ومن ثم أمر الخديوى عباس والى مصر عام 1853 بوضع مدفع آخر يطلق من سراي عباس بالعباسية، ثم أمر الخديو إسماعيل بمدفع آخر ينطلق من جبل المقطم حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة وفى الإسكندرية تم وضع مدفع بقلعة قايتباى. وكان يقام احتفال مهيب قبل بداية شهر رمضان بخروج المدافع من القلعة محمولة على عربات ذات عجلات ضخمة،على أن تعود بعد نهاية العيد الى مخازن القلعة ثانية. وتحول فيما بعد صوت المدفع إلى مجرد مؤثرات صوتية من الإذاعة المصرية، إلى أن قرر وزير الداخلية الأسبق أحمد رشدى مطلع الثمانينات إعادة إطلاق المدفع من القلعة طوال رمضان. وتم نقل المدافع من القلعة الى جبل المقطم، وتم الإبقاء على المدفع الثالث كمعلم سياحى فى ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين يطل من ربوة مرتفعة.