إتاحة الاستعلام عن القبول وموعد امتحان 21 وظيفة حرفي ب«الطرق والكباري»    رئيس جامعة القاهرة يفتتح المؤتمر الدولي لكلية الصيدلة    وزيرالتعليم العالي يبحث التعاون في البحث العلمي مع وزير خارجية جمهورية القمر    رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة: نأمل في تشكيل مستقبل لتحول رقمي شامل وأخلاقي وعادل    اجتماع تنسيقي بين «الرقابة المالية» و«التنمية المحلية» لبحث آليات التعاون    قانون الإيجار القديم أمام البرلمان.. الحكم الدستوري لا يحرر العلاقة بل ينظمها بعد عقود من الظلم    منال عوض تتابع جهود صندوق التنمية المحلية لتوفير فرص عمل للمرأة والشباب بالمحافظات    تموين الجيزة: حملات رقابية مكثفة على محطات الوقود ولا تهاون مع المخالفين    الرئيس السيسي يصل إلى أثينا في زيارة رسمية لليونان    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    القسام تعلن قتل وجرح إسرائيليين في تفجير حقل ألغام جنوب غزة    مصر تُتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في جنوب آسيا وتدعو الهند وباكستان إلى التهدئة    تشكيل الهلال المتوقع لمواجهة الرائد في الدوري السعودي    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع تحت الإنشاء بالقطامية    تفاصيل حريق شقة تسبب في مصرع شخص وإصابة 3 آخرين بمنطقة فيصل    تأييد حكم حبس رجل الأعمال المتهم بالنصب على "أفشة" بالحبس 3 سنوات    تحرير 507 مخالفات مرورية بسبب عدم ارتداء الخوذة    تعرف على مدة الدراسة فى الترم الأول بالعام الدراسى الجديد 2026    ضبط 379 مخالفة متنوعة في مجال الأسواق والمخابز البلدية في أسوان    ملتقى القاهرة السينمائي يعود بمشاريع جديدة.. التقديم مفتوح حتى أغسطس    مليون و227 ألف شخص شاهدوا فيلم سيكو سيكو في 5 أسابيع    كندة علوش: تكشف «رد فعلها في حال تعرضها لموقف خيانة في الواقع»    الطيب صالح و«بيضة الديك»!    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    مصيرهم مش بإيديهم| موقف منتخب مصر للشباب من التأهل لربع نهائي أمم أفريقيا    المؤبد لعاطل لحيازته 7 كيلو لمخدر الهيروين بالإسكندرية    هل يمنح الدائن حقوق مطلقة؟ تعرف على قيود الرهن العقاري في القانون    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة إدارة وتوزيع المياه في مصر    بيدري منتقدا الحكم بعد توديع الأبطال: ليست المرة الأولى!    سفير مصر ووزيرة الثقافة الفرنسية يشاركان باحتفالية إصدار كتاب حول مسلة الأقصر    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    زيزو يتظلم ضد عقوبات الزمالك وجلسة جديدة لاستماع شكواه    الفريق أسامة ربيع يبحث مع رئيس هيئة الرعاية الصحية سبل التنسيق المشترك    طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي على أصوله    كندة علوش تكشف علاقتها بالمطبخ وسر دخولها التمثيل صدفة    سعر اللحوم الحمراء اليوم الأربعاء 7 مايو    إحالة عاطلين للمحاكمة الجنائية لسرقتهما 6 منازل بمدينة بدر    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأربعاء 7 مايو 2025 م    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. حديد عز ب39 ألف جنيه    أمير مرتضى منصور: «اللي عمله الأهلي مع عبدالله السعيد افترى وتدليس»    ترامب: لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية ولن يبقى أمامنا خيار إذا سارت في طريق آخر    إريك جارسيا يلمح لتكرار "الجدل التحكيمي" في مواجهة إنتر: نعرف ما حدث مع هذا الحكم من قبل    «سترونج اندبندنت وومان».. 3 أبراج نسائها تمتلك شخصية قوية في العمل    "ماما إزاي".. والدة رنا رئيس تثير الجدل بسبب جمالها    موعد مباريات اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. إنفوجراف    الذكرى ال 80 ليوم النصر في ندوة لمركز الحوار.. صور    موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    ترامب يعلّق على التصعيد بين الهند وباكستان: "أمر مؤسف.. وآمل أن ينتهي سريعًا"    «تحديد المصير».. مواجهات نارية للباحثين عن النجاة في دوري المحترفين    مُعلق على مشنقة.. العثور على جثة شاب بمساكن اللاسلكي في بورسعيد    من هو الدكتور ممدوح الدماطي المشرف على متحف قصر الزعفران؟    الهند: هجومنا على باكستان أظهر انضباطًا كبيرًا في اختيار الأهداف وطريقة التنفيذ    أطباء مستشفى دسوق العام يجرون جراحة ناجحة لإنقاذ حداد من سيخ حديدي    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القدس‏..‏ لمن؟‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 02 - 04 - 2010

في ندوة‏'‏ الأهرام‏'..‏ تحدث مفتي القدس رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصي المبارك فامتزجت كلماته بالتفاؤل والمرارة‏..‏ وقالها بوضوح‏:'‏ لا تحملونا أكثر مما نحتمل‏. فنحن نجاهد في الثبات والاستقرار تصديا لخطة تهويد القدس‏..‏ لكن‏..‏ لا تتركونا وحدنا‏..‏ لا تكتفوا بالفرجة علينا‏.'‏ وعبر عن سعادة المقدسيين والفلسطينيين بصفة عامة بانعقاد القمة العربية في سرت تحت شعار‏'‏ نصرة القدس‏'‏ الذي اقترحته مصر‏..‏ وبمجمل قراراتها والموافقة علي تخصيص دعم مالي اضافي ليصبح خمسمائة مليون دولار‏..‏ لكن المهم هو التطبيق العملي‏.'‏ وطالب الشيخ الدكتور عكرمة صبري بوحدة الفلسطينيين والارتفاع فوق الخلافات‏..‏ وان تكون القدس فوق الجميع‏..‏ وفلسطين فوق أي خلاف‏.‏ ولقد جري الحوار صريحا‏..‏ حول ماذا اذا انهار المسجد الأقصي؟‏..‏ ماذا اذا صحونا ليقال لنا ان جدرانه قد تساقطت خاصة وانه يوجد تحته‏37‏ نفقا جعلته متصدعا معرضا للأخطار‏.‏ وتطرقت الندوة الي ما يجب ان يكون‏..‏ والي كيفية التعامل قانونيا مع الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية التي تخرق كل المواثيق والقوانين الدولية‏.‏ وما هو المطلوب عربيا واسلاميا ودوليا‏..‏ قبل ان تقع الواقعة‏!!‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ نرحب بفضيلة الدكتور عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا بالقدس وهو في ذات الوقت خطيب المسجد الأقصي المبارك‏..‏ وترحيبنا به لشخصه وصفته وتقديرا لجهوده المستمرة المخلصة‏..‏ وأهلا به في مصر‏..‏ وطنه‏..‏ ووطن كل عربي‏..‏ وكنا قد استقبلنا فضيلته الشهر الماضي في‏'‏ الأهرام‏'..‏ واليوم يسعدنا لقاؤه مرة أخري وقد صارت القدس هي محور الأحداث هذه الأيام أكثر من أي وقت مضي حيث صارت مهددة تهديدا حقيقيا والأخطار تحوم حولها‏,‏ بل تنهش في كيانها وتفت في عضدها‏..‏ ومنذ ساعات يوم عقد الندوة انتهت اجتماعات القمة العربية في سرت بليبيا واصدرت اعلانها الختامي الذي كانت فيه القدس محورا أساسيا وأكد العرب انه لا محادثات سلام قبل وقف بناء المستوطنات خاصة في المدينة المقدسة التي تركز سلطات الاحتلال الاسرائيلي علي محاولات تهويدها‏..‏ وقد أقر القادة العرب اعتماد مبلغ اضافي لميزانية القدس لتصبح‏500‏ مليون دولار بدلا من‏150‏ مليونا فقط‏.‏ واسمحوا لي تجاوز تفصيلات ما يقوم به الاسرائيليون فهم نفذوا وينفذون خطة محددة لسرقة القدس‏..‏ المعني والمبني‏..‏ والتاريخ والجغرافيا‏..‏ بالاستيلاء علي المباني خاصة المقدسة الاسلامية والمسيحية وبناء غيرها يبتدعون لها تاريخا وهميا‏..‏ كما يستولون علي بيوت المواطنين بالترغيب والترهيب والمنشآت في اطار تحقيق هدف التهويد الكامل‏..‏ وهنا أسأل‏:‏ إلي أي مدي يمكن ان ينجح الفلسطينيون مدعومين عربيا واسلاميا في التصدي لهذه الخطة وايقاف التهويد للحفاظ علي القدس‏..‏ لتبقي عربية اسلامية مقدسة تحترم كل الديانات وتفتح أبوابها للجميع‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ لقد جاء سؤالك في العمق‏.‏ وأجيب بأنه مطلوب الثبات والتمسك من المرابطين بالقدس بأنه لا تفريط‏..‏ ولا تنازل‏..‏ ولا استجابة لأي ضغط من الضغوط الاسرائيلية‏..‏ أو‏..‏ الترهيب والترغيب‏..‏ فان هناك اغراءات بالأموال‏..‏ وتهديدات بالطرد‏..‏ ولذلك فان أول ما نطلبه ونضمنه هو‏:‏ عدم الاستجابة وعدم الرضوخ للضغوطات الاسرائيلية‏..‏ ونؤكد ان أهل بيت المقدس متمسكون بحقوقهم ومدافعون عنها‏..‏ أما عن الميزانية المالية ودعمها فإننا نأمل ان ينفذ قرار القمة بدعمها ورفع قيمتها‏..‏ ولقد كنت أول من طالب بهذا الرقم خلال كلمتي يوم‏26‏ ديسمبر‏2009‏ أمام اجتماع البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة‏..‏ ثم بدأت عدة مؤسسات تطالب بهذا الرقم نفسه‏..‏ وأري انه بهذه الميزانية يمكن فعل الكثير مثل‏:‏ القدرة علي تعيين طاقم محامين للدفاع عن حقوقنا واقامة الدعاوي ضد المحتلين‏..‏ والتعاقد مع مهندسين وشركات لترميم الأبنية والدور وتثبيت الأهالي في بيوتهم وانشاء مشروعات اسكان للزيجات الجديدة والشباب‏..‏ وغير ذلك مما يساعد علي التصدي للتهويد‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ نحن نعلم انك اول من حددت هذا الرقم 500‏ مليون دولار وطالبت به‏..‏ فهل كان ذلك بعد دراسة شارك فيه المتخصصون لتغطية تكاليف الاحتياجات المطلوبة‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ نعم‏..‏ لتغطية احتياجات أحد عشر قطاعا منها‏:‏ الاسكان الصحة التعليم السياحة الشئون الاجتماعية‏..‏ و‏...‏وغيرها‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ من سيدبر هذا‏..‏ ويتولي مسئولية انفاق هذه الميزانية؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ هذا ما ستقرره الجامعة ومعلوماتي انها ستكون مسئولية الأمانة العامة للجامعة أو‏..‏ ستتولي المهمة جهة مثل البنك الاسلامي للتنمية أو‏..‏ بيت المال في المغرب‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ وما هي الجهة التي ستقود وتدير عملية التنفيذ داخل القدس بدءا من تحديد الأولويات والمطلوب مع الأشراف‏..‏ وتكون هي المرجعية؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ توجد مؤسسات في القدس‏..‏ منها لجنة مسئولة عن الاسكان من المهندسين والمحامين‏..‏ وتوجد نقابة الأطباء تهتم بالصحة‏..‏ ونقابة المعلمين تهتم بالتعليم‏..‏ وهكذا يمكن لكل قطاع ان يقدم احتياجاته‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ كل هذا جميل‏..‏ لكن لمن يقدم كل قطاع احتياجاته‏..‏ هل للسلطة الفلسطينية‏..‏ أم‏..‏ لمن؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ الحقيقة‏..‏ فإنني لا أعرف‏..‏ ما هي المرجعية‏..‏ والأمر كما قلت يرجع الي الجامعة العربية‏..‏ وربما تجد الجواب عند الأمين العام عمرو موسي‏..‏
الموقف السياسي مطلوب
‏*‏ محمود مراد‏:‏ بالمناسبة‏..‏ فإن القمة سبق ان شكلت لجنة خاصة بالقدس‏..‏ برئاسة ملك المغرب‏..‏ ألا تزال تعمل‏..‏ فعلا‏..‏ أم‏..‏ إسما؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ إنها تعمل إسما‏..‏ لكن تفرع منها‏'‏ بيت المال‏'‏ الذي يرأسه الدكتور عبد الكريم المدغري وزير الأوقاف المغربي الأسبق‏.‏ واسمح لي أن أستكمل اجابتي عن سؤال سابق لك عن التصدي للتهويد‏..‏ فقد ذكرت صمود المواطنين أمام الترهيب والترغيب‏..‏ أي ثبات المرابطين‏..‏ ثم يجئ تنفيذ الميزانية في القطاعات التي اشرنا إليها‏..‏ ولكن مصاحبا لذلك‏:‏ يبقي الموقف السياسي الكبير بمعني ان الشعب الفلسطيني لا يستطيع وحده‏..‏ ان يوقف التهويد والاستيطان‏..‏ فانه لابد من موقف عربي موحد ضاغط علي اسرائيل مباشرة أو‏..‏ علي الولايات المتحدة لتضغط علي اسرائيل‏..‏ فالفلسطينيون بمفردهم لا يقدرون ويكابرون ان قالوا غير ذلك لأن هذا الأمر فوق طاقة أهل فلسطين‏..‏ وأهل القدس‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ هذا صحيح‏..‏ وفي سبيل التهويد تجيء القوة الاسرائيلية الي البيت في القدس تعرض مالا علي صاحبه لإخلائه‏..‏ فان فعل‏..‏ كان بها‏..‏ وان لم يفعل تهدم البيت علي من فيه‏!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ نعم‏..‏ إن هذا يحدث‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ اذن‏..‏ فان الدعم المالي من الميزانية المقررة لن يجدي وحده‏..‏ لأن المسألة ليست بيعا وشراء بحيث اذا أعطينا صاحب البيت مبلغا اكبر مما يعرضه الاسرائيليون سيبقي فيه‏.‏ لأنه ان بقي ورفض التسليم لهم سيهدمون الدار فوق رأسه‏!.‏ اذن ما جري الدعم‏!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ الهدف‏..‏ ألا يسجل علينا أننا قد تنازلنا‏..‏ فان صاحب البيت لن يبيع للاسرائيليين كما انه بعد هدم بيته سيرفض أخذ تعويض منهم‏..‏ وقد أصدرنا فتوي بأن قبول التعويض المالي يسصاوي البيع والتنازل‏..‏ ومنذ ما قبل شهر رمضان الماضي وهناك عشرات العائلات تفترش أرصفة الشوارع‏..‏ وبعضهم أنفقت عليه جهات عربية ليقيم في الفنادق‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ أيا كان المكان الذي تقيم فيه وستقيم فيه العائلات المشردة‏..‏ فان المعني هنا‏..‏ هو الاستيلاء علي البيوت والاستمرار في التهويد‏..‏ ويبقي السؤال الأهم‏:‏ كيف نوقف هذا التهويد‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ إن وقف التهويد يكون من خلال موقف عربي موحد صلب‏..‏ يتحرك إقليميا ودوليا‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ كيف تطلب من العرب اتخاذ هذا الموقف‏..‏ بينما الفلسطينيون أنفسهم‏..‏ ممزقون
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ هذا هو المؤلم والمؤسف والمحزن‏..‏ ان يكون الفلسطينيون مختلفين ممزقين‏.!.‏ لكن الذي يساعد علي اتخاذ الموقف العربي الموحد هو‏:‏ ثبات المواطن المقدسي‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ إذن فان السيناريو الذي تراه هو‏:‏ ان يقوم الاسرائيليون بطرد الفلسطينيين فتصرف لهم جهة ما من الميزانية المقررة دعما ماليا‏..‏ وبهذا نحافظ علي المواطنين واعاشتهم وهذا هدف نبيل بلا شك لكن الاسرائيليين سيستولون علي المباني والدور‏..‏ وتضيع القدس‏!!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ لكن هذا الاستيلاء يكون غير شرعي‏!‏
‏*‏ محمود مراد‏:..‏ وهل توجد شرعية في المجتمع الدولي خصوصا بالنسبة للعرب والعالم النامي وخصوصا فيما يتعلق بمحاسبة اسرائيل التي تخرق كل المواثيق والقوانين الدولية‏..‏ وتمارس جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية جهارا بلا رادع
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ المهم ان أبقي بقوتي ما دمت علي الحق‏.‏ واستمر قويا مطالبا بحقوقي مهما تقادم الزمن‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ يا سيدي‏..‏ نحن نقول هذا ونكرره منذ عام‏1948‏ ومن وقتها والي الآن ضاعت للفلسطينيين والعرب حقوق كثيرة‏..‏ ولقد اجتاز الفلسطينيون مراحل متعاقبة من النضال وكانوا فصائل متعددة ثم اتحدوا في منظمة التحرير التي اعترف بها العالم ومنظماته الدولية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب وحققت مكاسب الي ان حدث الانشقاق ووجدنا حكومة في رام الله وأخري في غزة‏..‏ وتقاتل الشقيقان ووجدتها اسرائيل فرصة وكان العدوان علي القطاع وتحرك العرب ودعا الرئيس حسني مبارك الي مؤتمر دولي في شرم الشيخ لإعمار غزة واجتمعت القمة العربية في الدوحة‏..‏ ونتج عن الاجتماعين اعلان جمع نحو اربعة مليارات دولار للاعمار ولكن حتي الآن لم يحدث شيء‏..‏ بسبب موقف الذين يسيطرون علي غزة‏..‏ وبذلت مصر جهدا مضنيا للمصالحة الفلسطينية وتمت صياغة اتفاقية تضم‏38‏ مادة وكان متفقا علي توقيعها في مارس العام الماضي‏..‏ وحتي الآن لا تزال المراوغة مستمرة‏..‏ والاعمار متوقفا‏..‏ وأخشي ان يحدث في القدس نفس الشيء فلا تنفق ميزانية الدعم ولا نوقف مؤامرة التهويد‏!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ ان موقف القدس مختلف عن موقف غزة‏..‏ فالقدس محتلة وهي موضع اتفاق بين الجميع‏..‏ ولذلك نريد ان نجنبها اي صراع سياسي‏..‏ وننقذها من الأخطار المتربصة بها‏..‏ وأنا متفائل في إمكانية حمايتها‏..‏
‏*‏ الدكتور جمال عبد السلام‏:‏ أضيف نقطتين مهمتين‏..‏ الأولي‏:‏ ان موضوع التهويد خطير‏..‏ واسرائيل تريد بناء خمسين ألف وحدة سكنية لإحداث تغيير ديموجرافي القدس بتكلفة‏1.2‏ مليار دولار‏..‏ وهذه خطة قديمة‏..‏ وقد حولوا حائط البراق الي حائط مبكي رغم ان لجنة دولية قالت بعد دراسة تاريخية انه اسلامي ولا حق لليهود فيه كما هدموا حي المغاربة في الأقصي‏.‏ فالخطة مستمرة ولا دخل للخلاف الفلسطيني فيه وان كان جرحا غائرا في صدورنا‏.‏
والنقطة الثانية‏:‏ ان التاريخ لن يعطي شرعية للاحتلال الصهيوني وممارساته منذ ستين سنة وحتي الآن‏.‏ وعلينا ان نتذكر الاحتلال الاسرائيلي لسيناء وقبل ذلك الاحتلال الانجليزي لمصر سبعين عاما‏..‏ وقبل ذلك احتلال الصليبيين‏..‏ وفي كل هذه الحالات وغيرها انتهي الاحتلال وعاد كل شيء الي أصله وطبيعته وأهله‏.‏ ولدينا أمل في أهل القدس‏.‏ وفي وحدة الفلسطينيين‏.‏ وباذن الله لن تكون سوي الحقيقة حتي يقاتل المسلمون الصهيانة‏..‏ وسيظل الحق حتي تقوم الساعة‏..‏ حتي ينطق الشجر والحجر‏..‏ هذا ما نؤمن به‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ أنت في الجزء الأول من كلامك‏..‏ اتفقت معي‏..‏ أما الجزء الثاني فهو كلام بليغ لكنه يحتاج الي خطة عملية‏..‏ واسمح‏,‏ لي ان أشير الي مقالي المنشور في الأهرام السبت‏27‏ مارس وتعرضت فيه لما ذكرته عن الاحتلال وقلت انه في السابق كان عسكريا وبعد زواله بقي الانسان بهويته والمكان بطبيعته ولم يحدث تأثير مهم الا قليلا‏,‏ أما الآن فهو أكثر فسوة اذ يعمل علي تغيير الهوية ومعالم المكان‏..‏ وهذا ما حدث ويحدث في القدس بدليل ما قيل الآن عن تحويل حائط البراق الي حائط مبكي‏..‏ وغير ذلك وصولا الي هذا الذي يسمونه كنيس الخراب‏..‏ والأمثلة كثيرة‏..‏
وأخيرا‏:‏ أسأل‏:‏ هل توجد اتصالات لتأسيس هيئة أو لجنة تتولي ادارة القدس وانفاق الدعم وما الي ذلك مما أشرنا اليه وبحيث تمثل فيها المؤسسات والنقابات والتي تحدث عنها فضيلة الشيخ‏..‏ وتكون هي المرجعية التي تنسق وتدير لحماية القدس والحفاظ علي هويتها وتتصدي للتهويد‏..‏ وتكون علي اتصال بغيرها‏..‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ توجد مرجعية شعبية تشكلت في القدس من ممثلي كل القطاعات‏..‏ وهذه اللجنة ستتصل بالجامعة العربية لبحث ما سوف يكون‏.‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ أصل بعد هذا الي التساؤل الأخير وهو‏:‏ ماذا اذا صحونا فوجدنا المسجد الأقصي وقد انهار‏..‏ وقيل للتبرير ان جدرانه الآيلة للسقوط قد وقعت‏..‏ أو‏..‏ ان متطرفا مختلا عقليا قد هدمه‏.‏ طبعا‏..‏ ستشتعل المظاهرات في القدس والعالمين العربي والاسلامي‏..‏ لكن ماذا بعد‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ اننا لا نفكر في هذا الطرح‏..‏ وعموما‏..‏ فانه لكل حادثة حديث‏..‏
‏*‏ الدكتور جمال عبد السلام‏:‏ ان المسجد الأقصي معلق في الهواء‏..‏ ويوجد تحته‏37‏ نفقا‏..‏ وان حلقت فوقه طائرة تخترق حاجز الصوت‏..‏ سينهار‏!!‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ ان امكانياتنا كمواطنين ضعيفة‏..‏ ولذا فالسؤال يوجه للعرب والمسلمين وماذا يمكنهم فعله‏..‏ ونحن لا نتشاءم‏..‏ فأرجو ألا تحملونا نحن الفلسطينيين المقدسيين اكثر مما نحتمل‏..‏ وفي نفس الوقت نقول‏:‏ لا تكتفوا بالفرجة علينا‏..‏ لا تتركونا وحدنا‏..‏ ولن يضيع حق وراءه مطالب‏.‏ وهذا اختبار للأمة الاسلامية‏.‏ والمباركة للأرض‏..‏ وليس للحجر‏.‏
المطاردة‏..‏ بالقانون‏..‏
‏*‏ الدكتور أيمن سلامة‏:‏ ان هذه الندوة تأتي في توقيت مهم بعد اعلان القمة العربية ووسط الانتهاكات الجسيمة لكل الأعراف الدولية وهو ما تقوم به اسرائيل في فلسطين المحتلة خاصة في القدس والمسجد الأقصي الشريف‏..‏ وهي ممارسات ينطبق عليها القانون الدولي الانساني ويجرمها واذا رجعنا الي المواثيق الدولية مثل‏:‏ اتفاقيات لاهاي سنة‏1899‏ ثم سنة‏1907..‏ ثم اتفاقيات جنيف الأربع سنة‏1949..‏ فاننا نجدها تحمي الموروث الديني والثقافي‏..‏ ثم أتت اتفاقية لاهاي سنة‏1954‏ وهي تختص بحماية الممتلكات الثقافية‏..‏ وكل هذه المواثيق وغيرها كافية لإقرار المسئولية الدولية لسلطة الاحتلال الاسرائيلي في الانتهاكات الواقعة بالقدس‏..‏ ولكن المشكلة ان اسرائيل ليست دولة متحضرة تلتزم بالقوانين الدولية وبميثاق الأمم المتحدة‏..‏
ومن ثم فانه يجب ان تقوم منظمة المؤتمر الاسلامي 57‏ دولة وجامعة الدول العربية بدور فاعل ضاغط في الأمم المتحدة والمنظمات والتجمعات الدولية للضغط علي اسرائيل واجبارها علي احترام وتنفيذ القانون الدولي‏.‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ ان اسرائيل ومنذ قيامها لم تنفذ أي قرار دولي وهي الآن تحتمي بالولايات المتحدة التي تستخدم الفيتو ضد أي قرار يدين اسرائيل‏..‏ كما ان الدول العربية والاسلامية لم تستثمر القرارات التي تدين اسرائيل استثمارا ايجابيا ومنها كمثال قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي سنة‏2004..‏ وهذا أمر مؤسف‏.‏
‏*‏ الدكتور أيمن سلامة‏:‏ نعم‏..‏ مع ان ما قالته محكمة العدل الدولية هام جدا اذ يؤكد ان القدس والضفة وغيرها أراض محتلة‏..‏ لكننا لم نستثمر هذا‏.‏ وفي رأيي فان الظرف الراهن مناسب جدا للتحرك وفق آليات قانونية‏..‏ فان الموقف الاسرائيلي القانوني ضعيف جدا في المجتمع الدولي‏..‏ وأشير هنا الي تقرير جولد ستون عن العدوان علي غزة‏..‏ والي تزوير جوازات السفر‏..‏ والي غير ذلك مما جعل اسرائيل مطاردة قانونيا‏..‏ ولابد من اللجوء الي اليونسكو‏..‏ وانني أري تخصيص جزء من المبلغ المرصود للقدس‏..‏ لاقامة دعاوي قضائية ضد اسرائيل علي الجرائم التي ترتكبها في القدس حتي لا تستمر في عمليات التهويد‏..‏ وأؤكد ان القوانين متاحة أمامنا‏..‏
‏*‏ أسماء الحسيني‏:‏ هل أنتم راضون عن الدعم المرصود لنصرة القدس وقرارات القمة العربية؟
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ لقد سررنا بانعقاد القمة تحت شعار‏'‏ نصرة القدس‏'‏ وهو ما اقترحته مصر ونحن بشكل عام نرضي عن قرارات القمة وان كنا ننتظر التطبيق العملي‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ في النهاية نشكر فضيلة الدكتور عكرمة‏..‏ ونترك له المساحة ليوجه رسائل باسم المقدسيين الي الشعب الفلسطيني‏..‏ والي العرب والمسلمين‏..‏ والي المجتمع الدولي‏..‏
‏*‏ الدكتور عكرمة صبري‏:‏ أوجه الي الفلسطينيين‏..‏ رسالتين‏,‏ الأولي‏:‏ الاستمرار في ثباتهم للحرص علي القدس والمسجد الأقصي‏..‏ والثانية‏:‏ التوحد والاتفاق علي القضايا العامة والقواسم المشتركة وترك الأمور الفرعية ونبذ الخلافات لأن القدس فوق الجميع وفلسطين فوق الجميع‏..‏
وأقول للعرب والمسلمين‏:‏ ان القدس‏..‏ شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة ولابد ان يهتموا بها‏..‏ ليس فقط من أجل أهل فلسطين وانما لأنها تمثل جزءا من العقيدة والايمان‏.‏
وأقول للمجتمع الدولي‏:‏ ان يكون محايدا‏..‏ منصفا‏..‏ دون تحيز لأي طرف‏..‏ لكن للحق والقانون‏..‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ شكرا لفضيلتك‏..‏ وللسادة الحضور‏.‏ وندعو للاحتشاد حماية للقدس‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.