اختتمت القمة الأفريقية الخامسة والعشرين بجوهانسبرج مساء أمس، بإصدار البيان الختامى للدورة الحالية، والتى جاءت تحت شعار: عام تمكين المرأة والتنمية.. نحو تحقيق الأجندة الإفريقية لعام 2063. وقد أشاد البيان الختامى للقمة بما تم التوصل إليه فى قمة التكتلات الاقتصادية الافريقية الثلاثة للكوميسا والسادك ومجموعة شرق أفريقيا والتى عقدت بمدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضى، من التوقيع على إتفاقية منطقة التجارة الحرة الثلاثية واعتبرت القمة ذلك إنجازاً كبيراً نحو التكامل القارى الذى يجب أن تحذوه الاقاليم الاخرى. وأعربت القمة فى ختام أعمالها عن الإرتياح للعمل التحضيرى الذى تم القيام به لإطلاق المفاوضات حول منطقة التجارة الحرة القارية. وقرر المؤتمر انعقاد الدورة القادمة للقمة بدولة المقر فى أديس أبابا تحت شعار «2016 عام حقوق الانسان مع التركيز على حقوق المرأة». وفيما يخص ليبيا نددت القمة بإستمرار الاعمال العدائية والهجمات التى يتعرض لها المدنيون وأعرب القادة الافارقة عن قلقهم البالغ من إستفحال الازمة الانسانية فى ليبيا وأعربوا عن عميق قلقهم من تفاقم ويلات الارهاب فى ليبيا وأعادوا التأكيد على ضرورة مواصلة وتجديد الجهود فى مكافحة هذه الويلات . وحثت القمة الليبيين على إنتهاج سبيل الحوار والمصالحة بصورة أكثر جدية أخذا فى الاعتبار أنه لايوجد حل عسكرى للنزاع وأشادت القمة بدول الجوار على دورها فى البحث عن حل للأزمة الليبية. وجددت القمة الافريقية إدانتها للإرهاب والتطرف فى القارة وأدانت كافة الاعمال الارهابية المرتكبة فى أفريقيا بما فى ذلك الصومال وكينيا من قبل جماعة شباب وفى شمال شرق نيجيريا والبلدان المجاورة من قبل بوكو حرام وفى شمال أفريقيا من قبل جماعات إرهابية. وحول الوضع فى فلسطين أكدت القمة دعمها للتسوية السلمية للنزاع العربى الاسرائيلى وأدانت التصريحات الاسرائيلية التى ترفض حل الدولتين كما أدانت إستمرار الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية وحجب إسرائيل أموال وعائدات الضرائب الفلسطينية ودعت المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل لوقف جميع الانشطة الاستيطانية وإطلاق جميع الاسرى ورفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية . وطالبت القمة مجلس الامن بإتخاذ الخطوات اللازمة لحل النزاع العربى الاسرائيلى على أساس مبدأ الدولتين وفقا لحدود 67 وتطبيق القرارات ذات الصلة وأكدت القمة مجدداً أن السلام العادل والشامل فى الشرق الاوسط يتطلب الانسحاب الاسرائيلى الكامل من الاراضى الفلسطينية والعربية المحتلة لحدود يونيو 67 بما فى ذلك مرتفعات الجولان السورية والاراضى التى مازالت محتلة فى الجنوب اللبنانى. وحول موضوع الهجرة أصدرت القمة إعلانا تعهدت خلاله بتنفيذ نظم تأشيرة حرة على نطاق القارة بما فى ذلك إصدار التأشيرات للافريقيين من منافذ الدخول ومنحهم نفس الفرص التى تمنحها البلدان لمواطنيها داخل المجموعات الاقتصادية المعنية بحلول عام 2018 والاسرارع بتفعيل جواز السفر الافريقى . وفيما يخص إنتشار فيرس الايبولا بالقارة طالبت القمة مفوضية الاتحاد الافريقى بالقيام بالمراجعة الشاملة لإطار السياسة الانسانية حتى يحتوى على بروتوكول موسع لإدارة الكوارث ليعاجل الفجوات الحالية فى تنسيق الاستجابة للطوارئ . كما طالبت القمة بتشكيل فريق إفريقى لعمال الصحة المتطوعين لنشره خلال تفشى الامراض وفى أوقات الطوارئ الصحية. وحول تقرير لجنة العشرة لرؤساء الدول والحكومات العشرة لإصلاح مجلس الامن جددت القمة التأكيد على ضرورة أن تستمر لجنة العشرة فى عملها حتى تحقق أفريقيا أهدافها بشأن إصلاح مجلس الامن وشددت على ضرورة إستمرار عمل اللجنة فى تكثيف جهودها للدعوة والترويج للموقف الافريقى الموحد خلال المفاوضات الحكومية من أجل حشد وتعبئة الارادة السياسية اللازمة لدعم الموقف الافريقى ومواصلة عقد الاجتماعات رفيعة المستوى . وطلب المؤتمر الاستمرار فى تسهيل أنشطة الممثلين الافريقيين لدى الاممالمتحدة المشاركين فى المفاوضات الحكومية وكرر المجلس دعوته لدول الاتحاد الافريقى لإدراج مسألة اصلاح مجلس الامن ضمن أولويات سياسياتها الخارجية . كما وافق المؤتمر على ميزانية الاتحاد الافريقى للعام المالى 2016 بقيمة 417 مليون دولار. وطلب الاتحاد ضرورة العمل ومواصلة السعى للحصول على موارد إضافية للاتحاد لتمويل برامجه حتى نهاية العام الحالى بمقدار 70 مليون دولار . وطالبت القمة الافريقية بالعمل على ترشيد قمم الاتحاد الافريقى وأساليب عملها مع الاستمرار فى عقد قمتين كل عام على أن يتم ترشيدهما وتركيز إحداهما على المسائل السياسية . وحول تقرير مجلس السلم والامن عن أنشتطه فى القارة أعربت القمة عن قلقها من استمرار الطريق المسدود فى عملية السلام بين إريتريا وأثيوبيا وطلبت من المفوضية اتخاذ المبادرات اللازمة للتصدى للتحديات وتسهيل تطبيع العلاقات بين جيبوتى وأريتريا كما أعلن الاتحاد الافريقى دعمه لمبادرة الحوار الوطنى فى السودان ودعت القمة أصحاب المصلحة للعمل من أجل إنجازها ودعت الاطراف فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق الى الالتزام بتحقيق وقف الاعمال العدائية . كما أعلنت القمة تشجيعها لكل من السودان وجنوب السودان لتنفيذ إتفاقية سبتمبر 2012 للتعاون وإتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة مسألة منطقة أبيي. وأعربت القمة عن قلقها من تدنى الوضع الامنى والانسانى فى جنوب السودان ونددت بإنتهاكات وقف إطلاق النار فى الاقليم . وصدر عن القمة قرار بشأن تقرير رئيسة المفوضية عن الارهاب والتطرف العنيف فى أفريقيا حيث أعربت عن قلقها من تفاقم الارهاب والتطرف العنيف فى القارة كما يتجلى ذلك فى الوجود اللافت للدولة الاسلامية وبعض الجماعات التى بايعتها وكذلك استمرار الهجمات البشعة التى تنفذها كيانات إرهابية مختلفة. وأكد التقرير أنه لايمكن تبرير الارهاب بأى حال من الاحوال وأنه لايمكن ولاينبغى ربطه بأى دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة معينة. وطلب التقرير من الدول الاعضاء تقديم تقارير سنوية الى مجلس السلم والامن عن التدابير المتخذة لمكافحة الارهاب، وطالب بتعيين نقاط اتصال وطنية من قبل الدول الاعضاء التى لم تقم بذلك بعد لغرض التواصل والتنسيق مع المركز الافريقى للدراسات والبحوث المتعلقة بالارهاب، وإصدار أمر أفريقى بالقبض على الاشخاص المتهمين أو المدانين بإرتكاب أعمال إرهابية. وصدر عن القمة إعلان عام 2015 عام تمكين المرأة والنهوض بها نحو أجندة 2063 أكدوا خلاله التزامهم بتعزيز مساهمة المرأة وإدماجها الكامل فى الزراعة والاعمال التجارية الزراعية والالتزام بتعزيز وصول المرأة الى الصحة وتمكينها إقتصادياً وتعزيز الاجندة الخاصة بالسلم والامن للمرأة والالتزام بمشاركتها فى الحكم وتعزيز حصولها على التعليم والعلم والتكنولوجيا.