تحتفل أذربيجان "بيوم النجاة" اليوم (15 يونيو) والذي يوافق ذكرى الإستقلال عن الإتحاد السوفيتي السابق في أكتوبر 1991 ، وتفادي حرب أهلية كادت تعصف بالبلاد. وكانت قد لاحت في الأفق بوادر أزمة داخلية طاحنة فور إعلان الإستقلال بين رواسب وأتباع النظام السابق الذين ارتبطت مصالحهم وحياتهم به ، وبين الثوار والشعب من جهة أخري وسادت حالة من الفوضى والاضطرابات في الدولة الوليدة كما كانت الأوضاع في الجيش تشتد صعوبة وتتزايد حالات الفرار من الجيش.
وكان الاحتلال الأرمني يتقدم كل يوم نحو أراضي الوطن مستغلا حالة الفوضي الداخلية ، ومدعوماً من الجيش السوفيتي الذي لم يغفر لأذربيجان سعيها للإستقلال والحرية ، وظهرت حالة من الفراغ في السلطة بعدما تناحر الجميع واختلطت الأوراق ، وكانت البلاد علي شفا حرب أهلية . وأثبتت الجبهة الشعبية من أول يوم أن وصولها الى السلطة لتحقيق أحلام الأمة الأذربيجانية في الإستقلال والحرية أمر صعب وسط هذه الأجواء والمؤامرات المدبرة من الداخل والخارج ، وأن إدارتها للبلاد في ظل تلك الظروف أمراً غاية في الصعوبة .
في ظل تلك الظروف قبل الزعيم حيدر علييف الدعوات المتكررة من أبناء الشعب ومن مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية ووصل الى العاصمة باكو في 9 يونيو 1993 .
واستطاع حيدر علييف في وقت قياسي الوصول إلي حلول لمشاكل الوطن الملتهبة ، وأن يبعد البلاد عن شبح الحرب الاهلية ، ولذلك لم تكن هناك صعوبة في إجماع القوي الوطنية ومن خلفهم شعب أذربيجان من انتخابه في 15 يونيو عام 1993 رئيسا للمجلس السوفييتي الأعلى لجمهورية أذربيجان ، بعدما ظهرت مهارته السياسية وقدرته علي قيادة البلاد لتحقيق أهداف الأمة ، ومنذ ذلك التاريخ عُرف يوم 15 يونيو في تاريخ أذربيجان بيوم النجاة الوطني وأصبح عيداً وطنياً تتذكره الأجيال .
ورغم احتلال جزء كبير من أراضي أذربيجان يبلغ نحو خمس أراضيها من قبل أرمينيا منذ استقلال البلاد ، إلا أن سياسة الزعيم الوطني حيدر علييف التي اعتمدت علي حل كل القضايا الداخلية والخارجية بالطرق السلمية ، فكما استطاع قيادة بلادة والنجاة بها من الحرب الأهلية ، فإنه سلك الطرق السلمية لتحرير أراضي بلاده من الإحتلال الأرمني فاتجه إلي المؤسسات الدولية ، فصدر عن مجلس الأمن أربع قرارات تساند بلاده في تحرير أراضيه من الاحتلال الأرمني
وقد دعت تلك القرارات جميعا أرمينيا إلي الانسحاب الفوري ودون قيد أو شرط من أراضي أذربيجان التي تحتلها ، وأن تتحمل تبعات ونتائج ذلك الاحتلال من تعويضات للسكان الذين تم تدمير بيوتهم وأراضيهم ، وعودة السكان المشردين والذين نزحوا من أرضهم وبيوتهم هربا من القتل ونيران الحرب والترويع .
ومع امتلاك أذربيجان للمقومات والإمكانيات التي تؤهلها لإسترداد أراضيها بالقوة العسكرية ، وخاصة بعد إعادة بناء قواتها المسلحة وتدريبها وتزويدها بأحدث الأسلحة المتطورة نتيجة لحالة الازدهار الاقتصادي التي تعيشها البلاد ، ووفرة روؤس الأموال من عائدات بيع النفط والغاز ، إلا أن القيادة الأذربيجانية تسير علي نفس خطي زعيمها القومي حيدر علييف في اتباع الطرق السلمية لاسترداد أراضيها واستنفاذها لكل السبل الدبلوماسية قبل الجوء للحلول العسكرية .