بقليل من الحكمة والسرعة والقرارات الحاسمة, يمكن حل الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلي احتجاجات واضطرابات فئوية, بينما البطء في اتخاذ القرار والأيدي المرتعشة والاستعلاء عن فكرة التراجع عن أي قرارات أو أوضاع خاطئة, كلها أمور لا تؤدي إلا إلي مزيد من هذه الاحتجاجات, كتلك التي تشهدها مصر يوميا, ففي برلين, وبعد مفاوضات ماراثونية ساخنة امتدت من مساء أمس الأول وحتي السابعة من صباح الأمس, أعلن هانز بيتر فريدريش وزير الداخلية الألماني الاتفاق مع نقابة العاملين في القطاع العام علي حصول مليوني عامل في القطاع العام بألمانيا علي زيادة في الأجور قدرها63% علي مدي24 شهرا, ووضعت هذه الصفقة كلمة النهاية للتهديد بتنظيم إضراب عام في جميع أنحاء ألمانيا, بعد سلسلة من الإضرابات التحذيرية المحدودة التي عطلت أكبر اقتصاد في أوروبا. وفي مثال آخر, تراجعت إندونيسيا أمس عن قرار رفع أسعار الوقود بعد الاحتجاجات وأعمال العنف التي شهدتها البلاد بسبب قرار سابق من الحكومة بخفض دعم الوقود مما يعني زيادة أسعاره. فقد رفض البرلمان الإندونيسي أمس بالإجماع السماح للحكومة برفع أسعار الوقود, وطالب بألا يتم ذلك إلا في ظروف معينة. وكانت الشرطة قد استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه مساء أمس الأول لتفريق آلاف المحتجين الذين طالبوا الحكومة بالتراجع عن خططها لخفض دعم الوقود, والذين حطموا البوابة المعدنية لمجمع مجلس النواب في جاكرتا.