يدور الحديث هذه الأيام حول إنشاء وزارة جديدة للصناعات الصغيرة والمتوسطة بعد تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقائه الجالية المصرية فى العاصمة الألمانية «برلين» بأن وزارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى سيتم إنشاؤها ستعمل على تنظيم عملية الحصول على التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بين الجهات المانحة لهذا التمويل وهى الصندوق الاجتماعى للتنمية والبنك المركزى وجمعية رجال الأعمال والقطاع التعاونى التى لا يتم حاليا التنسيق فيما بينها. وهناك جانب مهم يتعلق بالصناعات التقليدية حيث وجدت شبابا فى سوق الفسطاط يقاومون تقلبات السوق ومطلوب منهم أن يدفعوا ايجار المحال التى استأجروها لتنفيذ أفكارهم وأذكر أننى حينما كنت فى المغرب كمستشار ثقافى بالسفارة المصرية أنى تابعت عن قرب وزارة تم إنشاؤها فى عهد الملك الحسن الثانى ويتابعها اليوم الملك محمد السادس، وهى وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعى والتضامنى وتقع مسئولياتها فى إنقاذ الحرف المهددة بالانقراض والمحافظة عليها وضمان استمرارية اشعاعها، لارتباطها الوثيق بالهوية والثقافة والتراث المغربى وهى لا تعمل فقط على تدوين الحرف التقليدية وتوثيقها باعتبارها رأسمالا ماديا وتراثا ثقافيا وحضاريا بل تتعداها إلى وضع منظومة متكاملة لضمان انتقال المهارات الحرفية المستهدفة من جيل إلى آخر، وتأقلمها مع المحيط الاقتصادى والتطور التكنولوجي؟ من خلال توثيقها باعتماد التقنيات السمعية البصرية الحديثة ثم ضمان تلقين المعارف المرتبطة بهذه التقنيات عبر الاجيال من خلال إعداد مصوغات تربوية قابلة للارساء فى مؤسسات التكوين المهنى حيث ان عدد الحرف التى جرت تغطيتها حتى الآن فى إطار هذه المنظومة بلغ 14 حرفة من بين 40 حرفة صنفت مهددة بالانقراض ومنها الترصيع الدقيق للخشب بفاس، والخزف المكناسى والتسفير والتذهيب والسروج التقليدية المطرزة ودشن الملك محمد السادس اكاديمية جديدة للفنون التقليدية لاعطاء دفعة قوية لهذا القطاع تعكس رؤيته لإعادة تأهيل قطاع الصناعة التقليدية وشعبها الحرفية بهدف الحفاظ عليها وصيانتها. حيث ستمكن الاكاديمية المتدربين الشباب من ولوج مجالات الإبداع والتميز ودمج التكنولوجيا الجديدة واستيعاب اساليب الإدارة الحديثة. وتكلف إنشاؤها 107 ملايين درهم أقل من 100 مليون جنيه تقريبا. إن الصناعات التقليدية تكاد تنقرض فى مصر وخير شاهد على ذلك أسواق خان الخليلى والعمال المهرة الذين كانوا يملأون جوانبه ويشدون انتباه السياح بمهارة صناعتهم ومن نافذة بريد الأهرام اقترح أن تكون الوزارة الجديدة بمسمى وزارة الصناعات الصغيرة والحرف التقليدية ويتم التعاون معها فى إطار مؤسسات قومية قائمة بالفعل مثل الصندوق الاجتماعى للتنمية والبنك المركزى وجمعية رجال الأعمال والقطاع التعاونى ووزارة التعليم الفنى وللعلم فإن دولا صناعية كبرى مثل ألمانيا تهتم بشكل كبير بالصناعات الصغيرة التقليدية والحرفية. د. حامد عبدالرحيم عيد مدير مركز دراسات التراث العلمى