مشكلات كثيرة في هذا العالم سببها سوء الفهم، وأحيانا سوء النية، وهكذا تشتعل خلافات، وتتأجج صراعات، ولا أحد يتوقف ليتساءل عن أصل الحكاية. الأغلبية تري ما يبدو علي السطح، والأقلية تري ما يختفي في الأعماق، والكل يفهم ما يريد فهمه، ولا شيء يتغير، فقط تتساقط الأقنعة. التلاعب بالعقول لا يتوقف، وكذلك التلاعب بالمشاعر، ولا يمكن وقف التلاعب، فالمصالح تحكم وتتحكم، والمؤامرات لا تتوقف، ولا شيء جديد، فالتاريخ يعيد نفسه. ليست المشكلة فيما تراه، بل فيما لا تراه، إذا لم تفهم الصمت لن تدرك الكلام، والأفضل من البحث عمن هو علي صواب، أن تبحث عن الصواب. يكفي أن تنظر حولك، كيانات تتجمع وأخري تتمزق، هناك من يبني الجسور، وهناك من يحطمها، أذكياء يبحثون عن نقاط اتفاق، وآخرون يفتشون عن نقاط خلاف، مصالح توحد، وأحقاد تفرق، تكتلات تتقدم، وكتل تتراجع، قوي تتوسع وأخري تنكمش، ولا مجال للمقارنة. ليست المشكلة في الانفعال، وإنما فيما بعد الانفعال، لا يهم ما حدث، بل ما سوف يترتب علي الحدث، من السهل إشعال النار، ومن الصعب إطفاؤها، حين تضيع الرؤية لا يتحقق الهدف، الخط المستقيم أقصر طريق بين نقطتين، إذا تكلم الغضب سكت المنطق، وإذا غاب المنطق فكل شيء محتمل. حدوث الأخطاء وارد، وحل الخلافات ممكن، لكن التصلب شيء والمرونة شيء آخر، لا يمكن معالجة أزمة بأدوات ثبت فشلها، إذا أردت الممكن لا تطلب المستحيل، غير أفكارك يتغير مسار حياتك، ليس المهم أن تبذل قصاري جهدك، بل أن تقوم بواجبك، لا يمكن تحقيق التفاهم بدون حلول وسط، ولا حلول وسط بدون رغبة في التفاهم، حين تستمر المعركة بين الماضي والحاضر بالتأكيد نخسر المستقبل. في الأزمات يتبين العدو من الصديق! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود