من حقنا نلعب .. النصر لأطفال كينيا.. هذا ما تناقلته وسائل الإعلام في العالم مؤخرا .. فقد شرعت الحكومة في كينيا في بناء مساكن شعبية علي أرض كان يلعب عليها الأطفال الذين قاموا بعمل مظاهرة شارك فيها مائة طفل وتصدت لهم الشرطة بوحشية ولحسن الحظ قامت وسائل الإعلام الشعبية وأشهرها رسائل التليفون المحمول بتوصيل ذلك للرأي العام الذي انفعل من مشاهدة الأطفال تتلوي من تأثير الغاز فتحركت الحكومة بسرعة .. والمذهل أن هذا يحدث الآن بحذافيره في مدينة الخانكة لكن بطريقة متحضرة .. فقد كان هناك مقلب للقمامة قام البراعم والشباب بتطهيره وأطلقوا عليه ملعب ( الصداقة) .. ورأينا العجب عندما رأته محافظة القليوبية ممهداً فقامت بتخصيصه لبناء مساكن شعبية للخارجين علي القانون.. والكلام للكابتن وجدان عزمي أحد سكان المنطقة قامت بلدوزرات المحافظة بحفر الملعب واقتلاع المرمي الخشبي من جذوره وبمنتهي التحضر قام الأطفال بإرسال شكاوي إلي رئيس مجلس الوزراء ومحافظ القليوبية ووزير الشباب بدون فائدة ولما ذهبوا إلي مدرسة الكرة في مركز الشباب وجدوا أن سعر الاشتراك زاد فجأة 200 % في تجارة فاضحة بحب الأطفال لكرة القدم ولأنهم فقراء ولكن متحضرون في نفس الوقت قاموا بتطهير مقلب قمامة مجاور لملعب ( الصداقة ) الذي هدمته المحافظة وأطلقوا عليه (ملعب الحنان) .. الملعب ترابي مليان طوب وزلط وزجاج وأكثر الأطفال يلعبون حفاة والسيارات التي تسير بسرعة جنونية بجوار ملعب الحنان تهدد حياتهم ورغم ذلك يلهثون بفطرتهم البريئة خلف الكرة غير عابئين بالأذي المحيط بهم
جاء وزير الشباب وطاقمه إلي مدينة الخانكة يوم 27 مايو الماضي وانصرف بعد نصف ساعة ولم يشاهد سوي ما أراد له البعض أن يراه ومثال واحد لذلك فقد دخل من باب مركز شباب الخانكة ولم يشاهد أن مدخل مركز الشباب (علي بعد متر واحد من الباب) استولي عليه صاحب المقهي المجاور بحيث تدخل البنات والسيدات والأطفال وأول ما يستقبلهم هم رواد المقهي جالسين علي الكراسي يدخنون الشيشة والمعسل.
والآن وفي إطار القانون والدستور والتحضر والرقي الذي عرف به الشعب المصري العريق ... رفع أطفال ملعب الحنان الفقراء لافتات استغاثة من ملعبهم الترابي إلي المسئولين في مصر وكتبوا نداء الاستغاثة العالمي (S . O .S) .. فهل يرتقي المسئولون في مصر إلي المستوي المتحضر لجيل المستقبل؟.