كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أمس فى تقرير خاص حول الأوضاع فى مدينة الموصل - التى تعيش منذ ما يقرب من عام تحت سيطرة تنظيم"داعش" الإرهابى - عن القيود التى تفرض على المجتمع داخل المدينة وعن حجم المعاناة التى يعيشها. وأضافت ال"بى بى سى" من خلال لقطات تم تصويرها بشكل حصرى من داخل المدينة أن وضع النساء بالذات أصبح مأساويا، فالفتيات لا يخرجن على الإطلاق إلا وهن منتقبات ومرتديات للقفازات، كذلك هناك قيود صارمة على الشباب، حيث يحرم التنظيم كل شىء، بالإضافة إلى أنه لا توجد وظائف لهم.وأشارت ال"بى بى سى" إلى وجود تحول جذرى فى نمط الحياة فى الموصل - التى تبعد حوالى 400 كيلو متر شمالى العاصمة بغداد- مما ألقى بظلاله على القوانين والعقوبات، حيث تطبق داعش تفسيراتها الخاصة للشريعة منذ سيطرتها على الموصل، ومن ضمنها عقوبة الجلد للزانى وعقوبة قطع اليد للسارق، وذلك بهدف ردع السكان، والذين يتم إجبارهم على حضور تنفيذ الأحكام ومشاهدتها.وحول اضطهاد الأقليات، أشار التقرير إلى أنه تمت مصادرة منازل الذين ينتمون إلى الأقليات العرقية والدينية فى الموصل من قبل التنظيم. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن الغارات الجوية تعد من أكثر الأشياء التى يخشاها سكان المدينة والتى تشنها طائرات التحالف الدولى ضد داعش والتى تودى بحياة مدنيين فى بعض الأحيان. وعلى صعيد متصل، كشفت زينب بنجورا مبعوثة الأممالمتحدة لشئون العنف الجنسى التى أمضت وقتا فى مخيمات اللاجئين الفارين من العراق وسوريا عن أن تنظيم "داعش" يعرض الفتيات الأيزيديات للبيع فى المزاد العلنى مقابل أثمان بخسة قد توازى سعر علبة سجائر أحيانا. وأوضحت بنجورا فى مقابلة مع شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن ما يحدث بالضبط عند دخول أفراد"داعش" لقرية أيزيدية هو أنهم يأخذون النساء الكبيرات فى السن والرضع ويضعونهم على جانب، لأن هؤلاء لا يحتاجونهم، أما الفتيات اليافعات فيأخذونهن لبيعهن. وأضافت بنجورا : "كلما كانت الفتاة أصغر سنا وأجمل كلما كان ذلك أفضل، بعدها يؤخذن إلى السوق أو ما يطلقون عليه اسم البازار، وهناك يتم عرضهن للمزاد العلنى". وشبهت المسئولة تعديات الإرهابيين على الفتيات والنساء بأنها مثل ممارسات "العصور الوسطى".