بعد أن أطاحت ثورة 30 يونيو العظمي بفكرة إحياء العثمانية والمشروع الإمبراطوري لرجب طيب أردوغان وحزب التنمية والعدالة (الفرع التركي لجماعة الاخوان الارهابية) مع غيره من الكراكيب والروبابيكيا السياسية، تلقي ذلك المشروع الأخرق هزيمته الثانية في الانتخابات العمومية التركية أول أمس حين فاز حزب التنمية والعدالة، ولكنه خسر الأغلبية المطلقة التي كان أردوغان يطمح لها، وبما يعني أن مسعاه لاقامة ديكتاتورية (رئاسية) وتعديل الدستور لصالح تلك الفكرة التي تتناغم مع ولع الرجل بالسلطة وخضوعه إلي ما يسمي نزوات السيطرة Control Friks، وهو ما عبر عنه في مظاهر شكلية جنونية منها القصر المفرط في ثرائه (آرك سراي) وتغيير الحرس بالملابس العثمانية التاريخية وإطلاق اسمه علي العطور والأوتوبيسات والجامعات وأنواع الزهور. الأحزاب التركية (20 حزبا منها ثلاثة مؤثرة) ترفض الدخول مع أردوغان في تحالف لتمنح مشروعه فرصة للحياة، لا بل وهي تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة بعد ثلاثة أشهر. وسوريا التي أرادها أردوغان بديلا لمصر (في مشروعه العثماني الأول) وراح يحاول بسط هيمنته عليها، أصبحت علامة علي هزيمة خطته حين أعلن ممثلو الأحزاب التركية رفضهم سياسات أردوغان فيها والقائمة علي إعلاناته المتواصلة بضرورة زوال نظام الأسد واحتضانه تلميذه خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة، وصونه ورعايته للمتطرفين في داعش وجبهة النصرة. لحظة سقوط العثمانية أظهرت مدي خرق وانحطاط الهجوم المغرور الذي شنه أردوغان علي الأحزاب الأخري واصفا حزب الشعب الجمهوري (تأسس عام 1923 ورئيسه هوكمال كليجدار أوغلو) بأنه موغل في العلمانية وأن أعضاءه من انصار زرادشت، كما قال عن حزب الشعوب الكردي الديمقراطي (يساري تأسس عام 2012 ورئيسه صلاح الدين ديمرطاش) إن رئيسه تعود أكل لحم الخنزير!!. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع