فى إطار خطة التنشيط التى تشرف عليها وزارة الثقافة برعاية محمد نوار أقيم مُؤخرا بمتحف أحمد شوقى بكرمة ابن هانئ بالجيزة صالون «شوقى مُلهِمًا وملهَمًا» أداره الشاعران على عمران والسيد العيسوي. وقد استهل ضيف الصالون د.السيد إبراهيم أستاذ النقد الأدبى بآداب بنى سويف حديثه عن شوقى بمقولة شاعر فرنسى: «إن الكُتاب على ضربين: أصحاب الكتابة وأصحاب القضايا», مُوضحًا أن شوقى جَمع بين الأمرين، حيث كتب فى القضايا المُختلفة فيما يخص الأعمدة الأساسية للشخصية المصرية: مصر القديمة، والعروبة، والإسلام، كما قدم فنًا رفيعًا. مؤكدا أننا لسنا مُلزمين بأن نأخذ برأى شوقى فى شعره، استنادا لمقولة بعض النقاد الفرنسيين عن رواية مارسيل بروست (البحث عن الزمن المفقود): «ربما نحن فهمنا عمله الأدبى خيرًا منه، على أنه ليس لنا عُشر معشار موهبته الأدبية». وتدليلا على شاعرية شوقى التى توجته أميرا للشعراء، توقف د. إبراهيم على مجموعة من قصائده وأبياته وتناولها بالتحليل والتأمل الجمالى . وعن أهم روافد الإلهام عند شوقى، أكد د. السيد إبراهيم أنه تأثر بكثير من الشعراء كالبهاء زهير، والمتنبى الذى اعتبره أحبَّ شعراء العربية إلى قلبه. وكما ألهمه الشعراءُ ألهمته المواقفُ الحياتية, كما استفاد من شيوخ ذلك العصر وأدبائه مثل حسين المرصفى الذى كان يدربه على قول الشعر، (وقرأ على يديه ديوان البهاء زهير)، والبارودي، وحفنى ناصف، ومن الفرنسيين فيكتور هوجو. وأشار د. السيد إبراهيم إلى أن حرص شوقى على أن يصل شعره إلى الناس، كان من أهم مزاياه، فلم يكن من عينة الشعراء الذين ينغلقون على أنفسهم، ولا يعنيهم أن يتلقى الناس أشعارهم.