فى اجتماع مع 15 من ممثلى الشركات الألمانية الكبرى

السيسى يؤكد التزام الدولة بتعهداتها تجاه المستثمرين المحليين والأجانب..رجال الأعمال الألمان: القاهرة شريك اقتصادى مهم وسعداء بتعزيز التعاون معها

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى التزام الدولة المصرية بتعهداتها القانونية والمالية تجاه المستثمرين المحليين والأجانب، كما أكد التزام الدولة بتذليل جميع العقبات والإجراءات الروتينية أمام المستثمرين الجادين فى مصر.
وأكد الرئيس أن رجال الأعمال والمستثمرين الألمان محل ترحيب فى مصر لضخ استثماراتهم والاستفادة من الإصلاحات التشريعية والمالية الأخيرة والتى تستهدف اجتذاب الاستثمارات المباشرة والتسهيل على المستثمرين الجادين لدفع مسيرة التنمية الشاملة فى مصر.
وعرض الرئيس السيسى، خلال لقائه أمس، فى إفطار عمل بمقر إقامته فى برلين مع مجموعة تضم 15 من مسئولى كبريات الشركات الألمانية ، ما تتمتع به مصر من موقع جغرافى ومحورى متميز، يتصل بقلب أفريقيا ولديها قناة السويس المجرى الملاحى العالمى الفريد الذى يصل شرق العالم بغربه وشماله بجنوبه.
وقال الرئيس إن أحد التحديات أمام مصر يتمثل فى سعيها للخروج من الظروف الصعبة التى يعانى منها الاقتصاد المصرى من خلال العمل الجاد، ومحاربة الفساد، مؤكدا أن لدينا فى مصر الإرادة التامة لتحقيق ذلك.
وطمأن الرئيس السيسى، المستثمرين الألمان قائلا "لن ندعكم وأنتم تدخلون فى تعاملات لاستثماراتكم فى مصر تعانون فى انجاز هذه التعاملات".
وأكد الرئيس على جدية هذا التوجه المرن.. مشيرا إلى أن الاتفاق الذى توصلت إليه مصر مع شركة سيمنز الألمانية هو مجرد مثال أو تجسيد لتوجه عام سيتم مع كل الشركاء.
وأضاف أن هناك قانونا جديدا يتعلق بالاستثمار فى مصر وتم الانتهاء من لائحته التنفيذية ويهدف لتسهيل الإجراءات ذات الصلة بعملية الاستثمار.
واستطرد الرئيس قائلا "إن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط بل إن مكتبى مفتوح لكم بكل تقدير واحترام، لأنه لو كانت هناك أى مشكلة فلن أرتاح أبدا إلا إذا تم حلها".
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باِسم الرئاسة بأن الرئيس أعرب عن تقديره لحرص الشركات الألمانية على العمل والاستثمار فى مصر، وهو الأمر الذى تبدى من خلال المشاركة الألمانية الفاعلة فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي. واستعرض الرئيس الجهود المصرية المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار بما يهيئ البيئة المواتية لجذب المزيد من الاستثمارات المباشرة إلى مصر.
واستعرض الرئيس المميزات التى تتمتع بها مصر كأحدى أهم الدول الجاذبة للاستثمار، ومن بينها موقعها الاستراتيجى المتميز وكونها منفذاً للتجارة الدولية إلى المنطقة العربية والقارة الإفريقية، فضلاً على مشروع قناة السويس الجديدة وما سيتيحه من تيسير لحركة الملاحة الدولية، علاوةً على ما يزخر به مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، الذى تشرف عليه هيئة قناة السويس، من فرص واعدة ومشروعات متميزة فى مختلف المجالات.
وأضاف المتحدث أن الرئيس أكد اهتمام مصر بتنفيذ جميع المشروعات فى أقل فترة زمنية ممكنة وبأقل التكاليف وأعلى معايير الجودة. وتعقيباً على مداخلات ممثلى مجتمع الأعمال الألماني، استعرض الرئيس الخطوات القانونية والإجرائية التى اتخذتها مصر مؤخراً لتيسير وجذب الاستثمارات، وفى مقدمتها قانون الاستثمار الموحد، فضلاً عن التزام الدولة المصرية بسداد مستحقات الشركات الأجنبية العاملة على أراضيها، ولاسيما فى مجال الكشف عن النفط والغاز واستخراجهما. وأضاف الرئيس أن مصر تعمل حالياً على توفير إمدادات الطاقة اللازمة لتشغيل وإدارة الاستثمارات والمشروعات المختلفة.
وذكر السفير علاء يوسف أن ممثلى مجتمع الأعمال الألمان أكدوا على اهتمامهم بالعمل والشراكة مع مصر، ليس بهدف تحقيق المكاسب الاقتصادية، وإنما المساهمة فى عملية التنمية الشاملة فى بلدٍ عريق مثل مصر التى تتميز بحضارتها العظيمة التى تحرص ألمانيا على تدريسها لأبنائها فى المدارس الألمانية، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن تساهم ألمانيا فى استعادة مصر مكانتها المستحقة.
وقد أكد ممثلو الشركات الألمانية التى تقوم بتنفيذ مشروعات فى مصر على التزامهم بالمدى الزمنى المقترح لتنفيذ تلك المشروعات والعمل على توفير المعدات اللازمة لذلك فى الأوقات المحددة لها كما أبدى بعض ممثلى الشركات الالمانية الحاضرين اعتزامهم تعزيز استثماراتهم وتوسيع أعمالهم فى مصر خلال المرحلة المقبلة.
من جانبه قال وزير الصناعة والتجارة منير فخرى عبد النور إن الرئيس عبد الفتاح السيسى عرض خلال لقائه مع مجموعة من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الألمان فرص الاستثمار فى مصر.
وأضاف عبد النور، فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الرئيس السيسى عرض فرص الاستثمار فى الصناعات الصغيرة والمتوسطة وفى صناعة الخدمات، مشيرا إلى أن رد فعل الشركات الألمانية كان إيجابيا وأكدت على مساندتها لمصر وثقتها فى مستقبل الاقتصاد المصرى وثقتها الكبيرة فى النهضة الصناعية المصرية.
وأشار الوزير إلى أن عددا كبيرا من الشركات اجتمع مع الرئيس كان على رأسها: شركة ديزل جروب، وشركة السياحة "توى"، و مرسيدس دايملر، و"دويتش بنك"، وشركة هيرنكنشت للانفاق، بالإضافة إلى مجموعة من كبريات الشركات الصناعية والتجارية الألمانية العاملة فى ألمانيا والمهتمة بالشأن المصري.
وقال رئيس شركة "هيرنكنشت" المهندس مارتن هيرنكنشت إن هناك تعاونا مع مصر فى معدات البناء والأنفاق، خاصة أننا نعمل مع مصر فى مشروع محور قناة السويس الجديدة.
وأضاف، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن محادثاتنا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت إيجابية للغاية وتم الاتفاق على عدة محاور للتعاون، مشيرا إلى أننا نعمل مع مصر منذ 20 عاما وقمنا بعمل محطة الأنفاق فى القاهرة ولدينا تعاملات أخرى مستقبلية مع مصر.
وقال إننا وقعنا عقدا مع مصر لعمل مشروع لتوريد معدات البناء لحفر أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بمحافظات القناة، مؤكدا أن هذا التعاقد سيكون بين الشركات الألمانية والمصرية ومن المقرر أن يتم تكثيف التعاون فى المستقبل.
وأكد أن لقاءهم مع الرئيس لمصرى كان إيجابيا للغاية وتم الاتفاق على عدة محاور للتعاون، وتابع :"اعتقد أنه الشخص المناسب فى المكان المناسب".
ومن جانبه صرح المتحدث باسم شركة "سيمنز" فيليب أرنست بأن التعاون بين الشركة والحكومة المصرية يعد تعاونا مهما بالنسبة لشركة سيمنز والحكومة المصرية فى إطار التطورات والتغيرات الاقتصادية. يأتى ذلك فى إطار التعاون الثنائى الاقتصادى بين البلدين والذى يصب من أجل الشعب والمواطن المصرى وتوفير فرص عمل للمواطنين.
وأكد أن مصر شريك اقتصادى مهم لألمانيا ونحن سعداء بالتعاون معها وسيكون هناك مزيد من التعاون فى المستقبل.
نظم اللقاء اتحاد الصناعات الألمانية، وحضره كبار ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبريات الشركات الألمانية المتخصصة فى العديد من المجالات من بينها الطاقة الكهربائية والغاز والإنشاءات والبنية التحتية والسكك الحديدية والسيارات.
رئيس «سيمنز»: ملتزمون بإنجاز مشروعاتنا فى مصر بأسرع وقت
ذكر السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتمع أمس بمقر إقامته فى برلين مع جو كيسر، رئيس مجلس إدارة شركة سيمنز، الذى أشار إلى التزام شركته بتنفيذ مشروعاتها فى مصر بأسرع معدلات ممكنة، حيث تم تشغيل محطة جبل عتاقة لإنتاج 640 ميجاوات من الكهرباء وذلك فى نهاية مايو 2015، علماً بأنه كان قد تم البدء فى المشروع فى ديسمبر 2014.
وقد جدد رئيس شركة سيمنز التزام الشركة بالمواعيد الزمنية المقترحة لتنفيذ مشروع إنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة الحرارية لإنتاج 14400 ميجاوات خلال عام ونصف العام.